تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء مع الصاد

صفحة 257 - الجزء 9

  وذُو الحَصْحَاصِ: مَوْضِعٌ، كَمَا قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ غَيْرُه: هُوَ جَبَلٌ مُشْرِفٌ عَلَى ذِي طُوًى⁣(⁣١)، قال الجَوْهَرِيّ: وأَنْشَدَ أَبُو الغَمْرِ الكِلابِيُّ لرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الحِجَازِ يَصِفُ نِسَاءً:

  أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بَعْدَنَا ... ظِبَاءٌ بِذِي الحَصْحاصِ نُجْلٌ عُيُونُهَا

  وأَحْصَصْتُه: أَعْطَيْتُه حِصَّتَه، أَيْ نَصِيبَهُ مِنَ الطَّعَامِ، أَو الشّرَابِ، أَو غَيْرِ ذلِكَ.

  وأَحْصَصْتُه عَنْ أَمْرِه: عَزَلْتُه، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن الفَرّاءِ.

  وحَصَّصَ الشَّيْءُ تَحْصِيصاً، وحَصْحَصَ: بانَ وظَهَرَ بَعْدَ كِتْمانِه، كَما قَيَّدَه الخَلِيلُ، ولا يُقَالُ: حُصْحِصَ، أَيْ بالضّمِّ، ومِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {الْآنَ} حَصْحَصَ {الْحَقُّ}⁣(⁣٢) أَي ضاقَ الكَذِبُ وتَبَيَّنَ الحَقُّ، وقِيلَ: أَيْ ظَهَرَ وبَرَزَ، وقُرِئَ: حَصَّصَ، وقالَ الرّاغِبُ: حَصْحَصَ {الْحَقُّ}: وَضَحَ، وذلِكَ بانْكِشَافِ ما يَغْمُره⁣(⁣٣) وقالَ أَبُو العَبّاسِ: الحَصْحَصَةُ: المُبَالَغَةُ، يُقَال: حَصْحَصَ الرّجُلُ، إِذا بالغَ في أَمْرِهِ، وقِيلَ: اشْتِقاقُه في اللُّغَةِ مِنَ الحِصَّةِ، أَيّ بانَتْ حِصَّةُ الحَقِّ مِنْ حِصَّةِ الباطِلِ⁣(⁣٤) وقيلَ: حَصْحَصَ، أَيْ ثَبَتَ، من حَصْحَصَ البَعِيرُ، إِذا بَرَكَ.

  وتَحَاصُّوا وحَاصُّوا: اقْتَسَمُوا حِصَصاً لَهُمْ مُحَاصَّةً وحِصَاصاً، فأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حِصَّتَه.

  والحَصْحَصَةُ؛ الحَرَكَةُ في شَيْءٍ وقِيلَ: هُوَ تَحْرِيكُ الشَّيْءِ وتَقْلِيبُه وتَرْدِيدُه، ومِنْهُ حَدِيثُ عَليٍّ: «لأَنْ أُحَصْحِصَ في يَدَيَّ جَمْرَتَيْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحَصْحِصَ كَعْبَيْنِ»، وقِيلَ: هو تَحْرِيكُ الشَّيْءِ في الشَّيْءِ حَتّى يَسْتَمْكِنَ مِنْهُ، ويَسْتَقِرَّ فِيهِ ويَثْبُتَ، ومِنْهُ قَوْلُ العِنَّين⁣(⁣٥) لِسَمُرَةَ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، حِينَ اشْتَرَى لَهُ جارِيَةً مِنْ بَيْتِ المالِ، وأَدْخَلَهَا عَلَيْهِ لَيْلَةً، ثم سأَلَهُ: ما فَعَلْتَ؟ فقال: فَعَلْتُ حَتَّى حَصْحَصَ فِيهَا، فسَأَلَ الجَارِيَةَ فأَنْكَرَتْ⁣(⁣٦) فقالَ: «خَلِّ سَبِيلَهَا يا مُحَصْحِصُ».

  قولُه: حَصْحَصَ فِيهَا: أَيْ حَرَّكْتُه حَتَّى تَمَكَّن واسْتَقَرَّ، وقال الأَزْهَرِيّ: أَرادَ الرَّجُلُ أَنَّ ذَكَرَه انْشَامَ فِيهَا، وبَالَغَ حَتّى قَرَّ فِي مَهْبِلِها.

  والحَصْحَصَةُ: الإِسْرَاعُ في الذَّهَابِ والسَّيْرِ، قالَ:

  لمّا رآنِي بالبَرازِ حَصْحَصَا

  والحَصْحَصَةُ: فَحْصُ التُّرَابِ، وتَحْرِيكُه يَمِيناً وشِمَالاً، وكَذَا غَيْر التُّرَابِ.

  والحَصحَصَةُ: الرَّمْيُ بالعَذِرَةِ، وهِيَ الخُرْءُ.

  والحَصْحَصَةُ: أَنْ يَلْزَقَ الرّجُلُ بِكَ ويَأْتِيكَ ويُلِحَّ عَلَيْكَ.

  والحَصْحَصَةُ: إِثْبَاتُ البَعِيرِ رُكْبَتَيْهِ لِلنُّهُوضِ بالثِّقْلِ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ⁣(⁣٧):

  فحَصْحَصَ فِي صُمِّ الصَّفَا ثَفِنَاتِه ... ونَاءَ بسَلْمَى نَوْأَةً ثُمَّ صَمَّمَا⁣(⁣٨)

  قالَ الصّاغَانِيُّ: ويُرْوَى بِرَفْعِ التّاءِ مِنَ الثَّفِنَاتِ بالفَاعَلِيَّةِ⁣(⁣٩)، فيَكُونُ حَصْحَصَ بمَعْنَى تَحَرَّكَ.

  والحَصْحَصَةُ بالسَّلْحِ: رَمْيُهُ وهو بعَيْنِهِ الرّمْيُ بالعَذِرَةِ الذي تَقَدَّم، فهو تَكْرارٌ.

  والحَصْحَصَةُ مَشْيُ المُقَيَّدِ، كالدَّهْمَجَةِ.

  ويُقَالُ: تَحَصْحَصَ وتَحَزْحَزَ، إِذَا لَزِقَ بالأَرْضِ واسْتَوَى، عَنْ شَمِرٍ، وقالَ ابنُ شُمَيْل: ويُقَالُ: ما تَحَصْحَصَ فُلانٌ إِلاَّ حَوْلَ هذا الدِّرْهَمِ لِيَأْخُذَه، قَالَ الزّجّاجُ: لا يُقَال تَحَصْحَصَ بمَعْنَى تَبَيَّنَ مِنْ حَصْحَصَ.

  وانْحَصَّ الشَّعرُ مِنَ الرّأْسِ منه: ذَهَبَ وانْجَرَدَ وتَنَاثَرَ، كحَصًّ.


(١) هذه عبارة معجم البلدان «الحصحاص».

(٢) سورة يوسف الآية ٥١.

(٣) في المفردات: ما يقهره.

(٤) هذا قول الزجاج كما يفهم من عبارة التهذيب.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ومنه قول العنين الخ، عبارة اللسان: وفي حديث سَمُرة بن جُندب أنه أتي برجل عنين فكتب فيه إلى معاوية، فكتب إليه: أن اشتر له جارية من بيت المال وأدخلها عليه ليلة ثم سلها عنه، ففعل سمرة فلما أصبح قال له: ما صنعت الخ ما في الشارح» وانظر التهذيب.

(٦) في التهذيب والنهاية: فقالت: لم يصنع شيئاً.

(٧) في التهذيب: وقال حميد بن ثورة يصف بعيراً.

(٨) روايته في التهذيب:

في صم الحصا ثفناتُه ... ورام القيام ساعة ثم صمّما

(٩) وضبطت بالرفع أيضاً في التهذيب.