تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خصص]:

صفحة 270 - الجزء 9

  وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز: {وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ} خَصاصَةٌ⁣(⁣١) وأَصْلُ ذلِكَ الفُرْجَةُ أَو الخَلَّةُ؛ لِأَن الشَّيْءَ إِذا انْفَرَج وَهَى واخْتَلَّ، وذَوُوا الخَصَاصَةِ: ذَوُو الخَلَّةِ والفَقْرِ، وقَدْ خَصِصْتَ يا رَجُلُ، بالكَسْرِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن الفَرّاءِ.

  والخَصَاصُ والخَصَاصَةُ: الخَلَلُ في الثَّغْرِ، أَوْ كُلُّ خَلَلٍ وخَرْقٍ في بابٍ ومُنْخُلٍ وبُرْقُعٍ ونَحْوِه، كسَحَابٍ ومِصْفاةٍ وغيْرِهِما، والجَمْعُ خَصَاصَاتِ، ومِنْه قوْلُ الشّاعِرِ:

  مِنْ خَصَاصاتِ مُنْخُلِ⁣(⁣٢)

  ويُقَالُ لِلْقَمَرِ: بَدَا مِنْ خَصاصَةِ الغَيْمِ.

  أَو الخَصَاصَةُ: الثَّقْبُ الصَّغِيرُ، ويقال: إِن الخَصَاصَ شِبْهُ كُوَّةٍ⁣(⁣٣) في قُبَّةٍ أَو نَحْوِها إِذا كَانَ وَاسِعاً قَدْرَ الوَجْهِ، وبعضُهُمْ يَجْعَلُ الخَصَاصَ للوَاسِعِ والضَّيِّقِ.

  وقيل الخَصَاصُ: الفُرَجُ بينَ الأَثافِيِّ والأَصَابعِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ للأَسْعَرِ⁣(⁣٤) الجُعْفِيّ:

  إِلاَّ رَوَاكِدَ بَيْنَهُنَّ خَصَاصَةٌ ... سُفْعَ المَنَاكِبِ كُلّهُنَّ قد اصْطَلَى

  والخُصَاصَةُ، بالضّمِّ: مَا يَبْقَى في الكَرْمِ بَعْدَ قِطَافِه، العُنَيْقِيدُ الصَّغِيرُ هاهُنَا وآخَر هاهُنَا، وهُوَ النَّبْذُ اليَسِيرُ، أَي القَلِيلُ، ج: خُصَاصٌ. قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: يُقَالُ: لَهُ من عُذُوقِ النَّخْلِ الشِّمْلُ والشَّمَالِيلُ، وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ الخَصَاصَةُ والجَمْعُ خَصَاصٌ، كِلاهُمَا بالفَتْحِ.

  والخُصُّ، بالضّمِّ: البَيْتُ مِنَ القَصَبِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للفَزارِيِّ:

  الخُصُّ فيهِ تَقَرُّ أَعْيُنُنَا ... خَيْرٌ من الآجُرِّ والكَمَدِ

  وزادَ غيرُه: أَو مِنْ شَجَرٍ.

  أَو هُوَ البَيْتُ يُسْقَفُ عَلَيْهِ بخَشَبَة، كالأَزَجِ⁣(⁣٥)، ج:

  خِصَاصٌ وخُصُوصٌ وأَخْصَاصٌ، سُمِّي بذلك لأَنّه يُرَى ما فِيهِ من خَصَاصِه، أَي فُرَجِهِ، وفي التَّهْذِيبِ: سُمَّيَ خُصًّا لما فِيه من الخَصَاصِ، وهي التَّفَارِيجُ الضَّيِّقَةُ.

  والخُصُّ: حَانُوتُ الخَمّارِ وإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَصَبٍ، ومنه قَوْلُ امرئِ القَيْسِ:

  كأَنَّ التِّجَارَ أَصْعَدُوا بسَبِيئَةٍ ... من الخُصِّ حَتّى أَنْزَلُوهَا على يُسُرْ

  ويُرْوَى: أُسُرْ، وقال الأَصْمَعِيّ: الخُصُّ: كُرْبَقٌ مَبنِيٌّ، وهُوَ الحَانُوتُ.

  وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الخُصُّ: بَلَدٌ جَيِّدُ الخَمْرِ، بالشّامِ، وأُسُرٌ: بَلَدٌ من الحَزْنِ، وكان امرُؤُ القَيْسِ يَكُونُ بالحَزْنِ، والحَزْنُ: مِنْ بِلادِ بَنِي يَرْبُوع. وفي عِبَارَةِ المُصَنّفِ، ¦، مَحَلُّ تَأَمَّلٍ، وكَأَنَّه سَقَط منها لَفْظُ بَلَدٍ، فَتَأَمَّلْ.

  والخِصُّ، بالكَسْرِ: النّاقِصُ، يُقَال: شَهْرٌ خِصٌّ، أَيْ ناقِصٌ.

  والإِخْصاصُ: الإِزْراءُ بالشَّيْءِ.

  وخُصَّى كرُبَّى: ة، كَبِيرَةٌ ببَغْدَادَ في طَرَفِ دُجَيْلٍ ومِنْهَا⁣(⁣٦) مُحَمَّدُ بنُ عَليِّ بنِ مُحَمّدِ بنِ المُهَنَّدِ الخُصِّيُّ الحَرِيمِيُّ السّقّاءُ، عن أَبِي القاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ. وابنُه عليُّ بنُ محمَّدٍ، عن سَعِيدِ بنِ البَنّاءِ.

  وخُصَّى: ة أُخْرَى شَرْقِيَّ المَوْصِلِ أَهْلُهَا جَمّالُونَ، والمَشْهُورُ فيها: خُصَّةُ.

  والخُصُوصُ، بالضَّمِّ: ع، بالكُوفَةِ تُنْسَبُ إِلَيْهِ الدِّنَانُ الخُصِّيَّةُ، عَلَى غَيْرِ قِياسٍ، وقِيلَ: مَوْضِعٌ بالحِيرَةِ، وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ عَدِيِّ بنِ زَيْدٍ العِبَادِيِّ:

  أَبْلِغْ خَلِيلِي عَبْدَ هِنْدٍ فَلا ... زِلْتَ قَرِيباً مِنْ سَوَادِ الخُصُوصْ


(١) سورة الحشر الآية ٩.

(٢) قطعة من بيت تمامه في الأساس ونسبه لذي الرمة وروايته:

وجرت بها الدقعاء هيفٌ كأنما ... تسحّ التراب من خصاصات مُنخلِ

ونبه إلى روايته بالأساس بهامش المطبوعة المصرية.

(٣) الأصل واللسان، وفي التهذيب: «كوٍّ».

(٤) بالأصل «الأشعر» وفي اللسان «الأشعري» وجميعهما تصحيف والصواب ما أثبتناه.

(٥) الأزج بيت يبني طولاً، ويقال له بالفارسية أوستان. انظر التاج المطبوعة المصرية ٢/ ٤.

(٦) في القاموس: «منها» باسقاط الواو.