تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رخص]:

صفحة 288 - الجزء 9

  ابنُ بَرِّيّ: تَرَبَّصَ فِعْلٌ يَتَعَدَّى بإِسْقَاطِ حَرْفِ الجَرِّ، كقَوْلِ الشّاعِرِ:

  تَرَبَّصْ بِها رَيْبَ المَنُونِ لعَلَّهَا ... تُطَلَّقُ يَوْماً أَو يَمُوتُ حَلِيلُهَا

  وقال ابنُ عبّادٍ: يقال: رَبَصَنِي أَمْرٌ، وأَنَا مَرْبُوصٌ.

  والرُّبْصَةُ، بالضّمِّ، مِنْهُ، وهِيَ أَيْضاً كالرُّبْشَةِ في اللَّوْنِ، أَرْبَصُ أَرْبَشُ، وهُمْ رُبْصٌ.

  والرُّبْصَةُ، أَيْضاً: التَّرَبُّصُ، يقَالُ: لِي في مَتَاعِي رُبْصَةٌ: أَيْ تَرَبُّصٌ، كما في الصّحاحِ، وقالَ غيرُه: لِي عَلَى هذا الأَمْرِ رُبْصَةٌ: أَيْ تَلَبُّثٌ، وقالَ أَبو حاتِمٍ: لِي بالبَصْرَةِ رُبْصَةٌ، أَيْ تَرَبُّصٌ.

  وقال ابنُ السِّكِّيتِ: يُقَال: أَقَامَتِ المَرْأَةُ رُبْصَتَها فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، وهي الوَقْتُ الَّذِي جُعِلَ لزَوْجِهَا إِذا عُنِّنَ عَنْهَا، فإِنْ أَتَاهَا وإِلاَّ فُرِّقَ بَيْنَهُمَا.

  قال الصّاغَانِيُّ: والتّرْكِيبُ يَدُلُّ على الانْتِظَارِ.

  [رخص]: الرُّخْصُ، بالضّمِّ: ضِدُّ الغَلَاءِ، وقد رَخُصَ السِّعْرُ، ككَرُمَ، رُخْصاً: انْحَطَّ، قال شَيْخُنَا: وحَكَى بَعْضٌ فِيهِ الفَتْحَ، ولَمْ يَثْبُتْ، ثُمَّ قِيل: الأَوْلَى تَنْظِيرُه بقَرُبَ حَتّى يَدُلَّ عَلَى الفِعْلِ ومَصْدَرِه الَّذِي هُوَ القُرْبُ، كالرُّخْصِ، بالضَّمِّ، ورَخُصَ.

  والرَّخْصِ، بالفَتْحِ: الشَّيْءُ النّاعِمُ اللَّيِّنُ، وقَدْ رَخُصَ، ككَرُمَ، رَخَاصَةً، ورُخُوصَةً، بالضَّمِّ عن أَبِي عُبَيُدٍ: نَعُمَ ولَانَ.

  وقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: امْرَأَةٌ رَخْصَةُ البَدَنِ، إِذا كانَتْ نَاعِمَةَ الجِسْمِ.

  وأَصَابعُ رَخْصَةٌ: غَيْرُ كَزَّةٍ، وقالَ اللَّيْثُ: إِنْ وَصَفْتَ بِهَا المَرْأَةَ فرُخْصَانُهَا⁣(⁣١) نَعْمَةُ بَشَرَتِهَا ورِقَّتُهَا، وكذلِكَ رَخَاصَةُ أَنَامِلِهَا: لِينُهَا، وإِنْ وَصَفْتَ بِهَا النَّبَاتَ⁣(⁣٢) فرَخاصَتُه: هَشَاشَتُه. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ج رَخْصَةٍ رَخَائِصُ، في الشِّعْرِ، وهو شَاذُّ، وفي المُحْكَمِ: رَخُصَ رَخَاصَةً ورُخُوصَةً فهو رَخْصٌ ورَخِيصٌ: نَعُمَ⁣(⁣٣) والأُنْثَى رَخْصَةٌ ورَخِيصَةٌ.

  والرُّخْصَةُ، بضَمِّةٍ، واقْتَصَر عليه الجَوْهَرِيُّ، وبضَمَّتَيْنِ، لُغَةٌ في الأُولَى، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ تَرْخيصُ الله الْعَبْدَ⁣(⁣٤) وفي بَعْضِ النُّسَخِ: للعَبْدِ، فيمَا يُخَفِّفُه عَلَيْه، وهُوَ التَّسْهِيلُ، وهُوَ مَجَازٌ، ومنْهُ الحَدِيثُ: «أَنَّ الله تَعَالَى يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخْصَتُه، كَمَا يُحبُّ أَنْ تُتْرَكَ مَعْصِيَتُه». والجَمْعُ رُخْصٌ، قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ، رَضيَ الله تَعَالَى عنه، يَصِفُ أَتاناً:

  وقَدْ أَسَرَّتْ لَقَاحاً وهْيَ تَمْنَحُه ... منَ الدَّوَابِرِ لا يُولِينَهُ رُخَصَا

  ومن المَجَازِ: الرُّخْصَةُ النَّوْبَةُ في الشُّرْبِ، وهي الخُرْصَةُ أَيضاً، كالرُّفْصَةِ والفُرْصَةِ، يُقَال: هذه رُخْصَتِي من الماءِ وخُرْصَتِي، وفُرْصَتِي، أَيْ نَوْبَتِي وشِرْبِي⁣(⁣٥).

  وثَوْبٌ رَخْصٌ ورَخِيصٌ: ناعمٌ، وقال أَبُو عَمْرٍو: الرَّخِيصُ: النّاعِمُ من الثَّيَابِ.

  وقال اللّيْثُ: المَوْتُ الرَّخِيصُ: هو المَوْتُ الذَّرِيعُ⁣(⁣٦)، وهو مَجَازٌ.

  وأَرْخَصَهُ الله، فهو رَخِيصٌ: جَعَلَه رَخِيصاً، قالَ الشّاعِرُ:

  نُغَالِي اللَّحْمَ لِلأَضْيَافِ نِيئاً ... ونُرْخِصُهُ إِذَا نَضِجَ القُدُورُ⁣(⁣٧)

  وأَرْخَصَ الشَّيْءَ: وَجَدَه رَخِيصاً.

  وأَرْخَصَه: اشْتَرَاهُ كَذلِكَ، أَيْ رَخِيصاً، كمَا في العُبَابِ.

  واسْتَرْخَصهُ: رَآهُ كَذلِكَ، أَي رَخِيصاً، عن اللَّيْثِ.

  وارْتَخَصَه: عَدَّهُ كَذلِكَ، أَي رَخِيصاً، وزادَ⁣(⁣٨)


(١) كذا في اللسان أيضاً، وفي التهذيب: فرخاصتها.

(٢) الأصل واللسان، وفي التهذيب: البنان.

(٣) في اللسان: تنعّم.

(٤) في القاموس: «للعبد» وسيشير إليها الشارح.

(٥) في الأساس: أي شربي وقِلْدي.

(٦) في الأساس: أهو الوحي الذريع» وفي التهذيب: الموت الرخيص: الذريع.

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «يقول: نغليه نيئاً إذا اشتريناه ونبيحه إذا طبخناه لأكله، وتغالي ونغلي واحد كذا في اللسان».

(٨) كذا بالأصل، والعبارة في الصحاح والأساس واحدة ولم يزد الزمخشري على الجوهري أي معنى آخر.