تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رعص]:

صفحة 290 - الجزء 9

  وقال اللَّيْثُ: الرَّصَّاصَةُ: حِجَارَةٌ لَازِقَةٌ بحَوَالَي العَيْنِ الجَارِيَةِ، كالرَّصْرَاصَةِ، قال النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ يَصِفُ فَرَساً:

  حِجَارَةُ قَلْتٍ برَصْراصَةٍ ... كُسِينَ غِشَاءً من الطُّحْلُبِ⁣(⁣١)

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هِيَ أَي الرَّصْرَاصَةُ: الأَرْضُ الصُّلْبَةُ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: رَصْرَصَ البِنَاءِ، إِذا أَحْكَمَه وشَدَّدَهُ.

  وقالَ ابنُ الأَعرَابِيّ: رَصْرَصَ في المَكَانِ: ثَبَتَ.

  وتَرَاصُّوا في الصَّفِّ، أَيْ صَفِّ القِتَالِ والصَّلاةِ، إِذا تَلاصَقُوا وانْضَمُّوا، وقال الكِسَائِيُّ: التَّرَاصُّ: أَنْ يَلْصَقَ.

  بَعْضُهُم ببَعْضٍ حَتَّى لا يَكُونَ بَيْنَهُم خَلَلٌ ولا فُرَجٌ، وأَصْلُه تَرَاصَصُوا، من رَصَّ البِنَاءَ يَرُصُّه رَصّاً، فأَدْغِمَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الرَّصُوصُ من النِّسَاءِ: الرَّتْقَاءُ.

  والرَّصَصُ في الأَسْنانِ كاللَّصَصِ.

  وقال الفَرّاءُ: رَصَّصَ، إِذا أَلَحَّ في السُّؤَالِ، وهُوَ مَجَازٌ وارْتَصَّتِ الجَنَادِلُ، كتَرَصَّصَتْ.

  ورُصَّتِ عَلَى القَبْرِ الرَّصَائِصُ، أَيْ رُكِمَتْ عَلَيْه الحِجَارَةُ.

  وفي أَسْنانِهِ رَصِيصٌ.

  والرَّصَّاصُ: مَنْ يَعْمَلُه.

  ومُنْيَةُ الرَّصَاصِ: قَرْيَةٌ بمِصْرَ، مِنْهَا شيْخُنا الخَطِيبُ المُفَوَّهُ صالِحُ بنُ محمودٍ الرَّصَاصِيُّ، ¦.

  [رعص]: الرَّعْصُ، كالمَنْعِ: النَّفْضُ، بالنُّونِ والفَاء والضاد، عَنِ اللَّيْثِ، وقَدْ رَعَصَ، أَي انْتَفَضَ، ومنه حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه: «أَنّه خَرَجَ بفَرَسٍ لَهُ فتَمَعَّكَ ثُمَّ نَهَضَ، ثُمَّ رَعَصَ، فسَكَّنَه، وقال اسْكُنْ فقَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُك» يُرِيدُ أَنَّهُ لَمَّا قامَ مِنْ مَرَاغِهِ انْتَفَضَ وارْتَعَدَ.

  والرَّعْصُ: الهَزُّ والجَذْبُ والتَّحْريكُ، يُقَالُ: رَعَصَه رَعْصاً، إِذا هَزّه وحَرَّكَه، وقالَ القُتَيْبِيُّ: الثَّوْرُ يَطْعَنُ الكَلْبَ بقَرْنِه فيَحْمِلُه فيَرْعَصُه رَعْصاً، إِذا هَزَّهُ ونَفَضَه، كالإِرْعاصِ، يقال: رَعَصَتِ الرِّيحُ الشَّجَرَةَ وأَرْعَصَتْهَا، إِذا حَرَّكَتْهَا.

  وارْتَعَصَ: تَلَوَّى، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقَال: ارْتَعَصَتِ الحَيَّةُ، إِذا ضُرِبَتْ فلَوَتْ ذَنَبَهَا، مِثْلَ تَبَعْصَصَتْ، قالَ العَجّاجُ:

  إِنِّيَ لا أَسْعَى إِلى دَاعِيَّهْ ... إِلاَّ ارْتِعاصاً كارْتِعَاصِ الحَيَّهْ

  وارْتَعَصَ: انْتَفَضَ، يُقَال: ارْتَعَصَت الشَّجَرَةُ، ورَعَصَتْهَا الرِّيحُ.

  ورَوَى صاحِبُ كتابِ الحَصَائِلِ⁣(⁣٢): ارْتَعَصَ السِّعْرُ، وفِي بَعْضِ النُّسَخِ: السُّوقُ: غَلَا، هكَذَا رَوَاه لأَبِي زَيْدٍ، والَّذِي رَواه شَمِرٌ ارتَفَصَ، بالفاءَ، قالَ: وقالَ شَمِرٌ: لا أَدْرِي ما ارْتَفَصَ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ بالفاءِ من الرُّفْصَةِ⁣(⁣٣) وهِيَ النَّوْبَةُ، وهُوَ صَحِيحٌ⁣(⁣٤).

  وارْتَعَصَ البَرْقُ: اعْتَرَصَ، هكَذَا بالصّادِ المُهْمَلَة، وهو صَحِيحٌ، وارْتِعَاصُ البَرْقِ اضْطِرابُه في السَّحابِ، وفي بَعْضِ النُّسَخِ: اعْتَرَضَ بالضّادِ، وهُوَ غَلَطٌ.

  وارْتَعَصَ الجَدْيُ: طَفَرَ نَشَاطاً⁣(⁣٥). قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وأَحْسَبُ أَنّ هذا مَقْلُوبٌ من اعْتَرَصَ الفَرَسُ وارْتَعَصَ، وهُمَا وَاحِدٌ.

  وارْتَعَصَ الرُّمْحُ اشْتَدّ اهْتِزازُهُ، نقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  ارْتَعَصَ جِلْدُه، إِذا اخْتَلَجَ.

  وبَرْقٌ رَاعِصٌ: مُضْطَرِبٌ في لَمَعَانِه.

  [رفص]: الرُّفْصَةُ بالضَّمِّ: النَّوْبَةُ تَكُونُ بينَ القَوْمِ، يَتَنَاوَبُونَهَا عَلَى الماءِ، قالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ والأُمَوِيُّ، وهو مَقْلُوبٌ من الفُرْصَةِ، يُقَال: جاءَت رُفْصَتُك من الماءِ، وفُرْصَتُكَ.

  وهُوَ رَفِيصُكَ وفَرِيصُكَ، أَيْ شَرِيبُكَ، نقَلَه الصّاغَانِيُّ.


(١) ويروى: برضراضة.

(٢) بالأصل «الخصائص» تحريف وما أثبت عن التكملة، وصاحب الكتاب هو أبو الأزهر البخاري وليس الامام صاحب الصحيح.

(٣) عن التهذيب وبالأصل «الفرصة».

(٤) زيد في التهذيب: والذي رواه مؤلف الحصائل تصحيف وخطأ.

(٥) في التهذيب: من نشاطه.