[رمص]:
  وقَال عَنْتَرَةُ:
  ومُرْقَصَةٍ رَدَدْتُ الخَيْلَ عَنْهَا ... وقَدْ هَمَّتْ بإِلْقاءِ الزِّمامِ
  قالَ الأَصْمَعِيُّ: يُرِيدُ امْرَأَةً مُنْهَزِمَةً رَكِبَتْ مَهْرِيًّا يُرْقِصُها.
  ومن المَجَازِ: تَرَقَّصَ: ارْتَفَعَ وانْخَفَضَ.
  قال الرّاعِي:
  وإِذَا تَرقَّصَتِ المَفَازَةُ غَادَرَتْ ... رَبِذاً يُبَغِّلُ خَلْفَهَا تَبْغِيلَا(١)
  أَي ارْتَفَعَتْ وانْخَفَضَتْ، وإِنّمَا يَرْفَعُها ويَخْفِضُها السَّرَابُ، والرَّبِذُ: الخَفِيفُ السَرِيعُ.
  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:
  رَجُلٌ مِرْقَصٌ، كمِنْبَرٍ: كَثِيرُ الخَبَبِ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لِغَادِيَةَ الدُّبَيْرِيّةِ:
  وزاغَ بالسَّوْطِ عَلَنْدَى مِرْقَصَا
  وأَرْقَصَت المَرْأَةُ صَبِيَّهَا، ورَقَّصَتْه: نَزَّتْهُ، وقَالَتْ في تَرْقِيصِه كَذَا.
  وقَالَ أَبُو بَكْرٍ: الرَّقْصُ في اللُّغَةِ: الارْتِفَاعُ والانْخِفَاضُ، وقد أَرْقَصَ القَوْمُ في سَيْرِهِم، إِذا كَانُوا يَرْتَفِعُون ويَنْخَفِضُونَ.
  وفَلاةٌ مُرْقِصَةٌ: تَحْمِلُ سَالِكَها(٢) على الإِسْرَاعِ.
  ورَقَصَ في كَلامِه: أَسْرَعَ.
  وله رَقَصٌ في القَوْلِ: عَجَلَةٌ.
  ولَقَدْ سَمِعْتُ رَقَصَ النّاسِ عَلَيْنَا: [أَي](٣) سُوءَ كلامِهِم.
  ورَقَصَ فُؤَادُه بَيْنَ جَنَاحَيْهِ من الفَزَعِ.
  ورَقَصَ الطَّعَامُ، وارْتَفَصَ، إِذَا غَلَا وارْتَفَعَ، قَال الزَّمَخْشَرِيُّ وغُلِّطَ من رَوَاه بالقَافِ. وقَدْ تَقَدَّم في «رفص».
  وهذا كَلَامٌ مُرْقِصٌ مُطْرِبٌ، وكُلُّ ذلِكَ مَجازٌ.
  وهذِهِ مَرْقَصَةُ الصُّوفِيَّةِ. ومَرْقَص، كمَقْعَدٍ: قَرْيَةٌ بمِصْرَ، سُمِّيَتْ بمَرْقَص أَحَدِ الكُهَّانِ، أَوْ هِيَ بالسِّينِ المُهْمَلَة، وقد تَقَدَّم.
  والرَّقّاصُ الكَلْبِيُّ: شَاعِرٌ، واسمُه خُثَيْمُ بنُ عَدِيّ بن غُطَيْف بنِ تُوَيْلٍ(٤)، نَقَلَهُ ابنُ بَرِّيّ؛ والرّضِيُّ الشّاطِبِيُّ عن جَمْهَرَةِ النَّسَبِ لابْنِ الكَلْبِيّ.
  والرّقّاصُ: البَرِيدُ.
  [رمص]: رَمَصَ الله مُصِيبَتَه يَرْمُصُها رَمْصاً: جَبَرَهَا، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي زَيْدٍ.
  ورَمَصَ بَيْنَهُم: أَصْلَحَ، عَنْهُ أَيْضاً.
  ورَمَصَت الدَّجَاجَةُ تَرْمُصُ رَمْصاً: ذَرَقَتْ، وهِيَ رَمُوصٌ كصَبُورٍ.
  وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: قَبَّحَ الله أُمّاً رَمَصَتْ بهِ، أَيْ وَلَدَتْهُ.
  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: رَمَصَت السِّبَاعُ: وَلَدَتْ، وقَدْ تَقَدَّم في «دمص» أَيْضاً ذلِكَ.
  ورَمَصَ فُلانٌ لأَهْلِه رَمْصاً، بمَعْنَى: كَسَبَ، وفي اللِّسَانِ: اكْتَسَبَ.
  والرَّمَصُ، مُحَرَّكَةً: وَسَخٌ أَبْيَضُ يَجْتَمِعُ في المُوقِ، وقَدْ رَمِصَتْ عَيْنُه كفَرِحَ، والنَّعْتُ أَرْمَصُ ورَمْصَاءُ، وفي الصّحاحِ: فإِنْ سال فهو غَمَصٌ، وإِن جَمَدَ، فهو رَمَصٌ، وفي الأَسَاسِ: تَقُول: من أَساءَهُ(٥) الرَّمَصُ سَرَّهُ الغَمَصُ؛ لِأَنّ الغَمَصَ: ما رَطُبَ(٦) وهو خَيْرٌ من اليابِسِ.
  وقِيلَ: الرَّمَصُ والغَمَصُ سواءٌ.
  وقِيل: الرَّمَصُ: صِغَرُ العَيْنِ ولُزُوقُهَا، وقَدْ أَرْمَصَه الدّاءُ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لِأَبِي مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيِّ:
  مُرْمَصَةٌ من كِبَرٍ مَآقِيهْ
  و في حَدِيثِ ابنِ عَبّاسٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا: «كانَ الصِّبْيَانُ يُصْبِحُونَ غُمْصاً رُمْصاً، ويُصْبِح رَسُولُ الله ﷺ صَقِيلاً دَهِيناً» أَي فِي صِغَرِه.
(١) ديوانه ص ٢٢٠ وانظر تخريجه فيه.
(٢) الأساس: سالكيها.
(٣) زيادة عن الأساس.
(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «نويل».
(٥) الأساس: ساءه.
(٦) في الأصل «ماء رطب» وما أثبت عن الأساس.