تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شبربص]:

صفحة 294 - الجزء 9

  وهي وَقْرَةٌ تُصِيبُ باطِنَ حافِرِه، وفي الصّحاحِ: الرَّهْصَةُ: أَنْ يَذْوَى باطِنُ حافِرِ الدّابَّةِ من حجَرٍ تَطَؤُهُ، مثلُ الوَقْرَةِ.

  وأَرْهَصَه الله تَعَالَى، مِثْلُ أَوْقَرَه، وقَال ابنُ الأَثِيرِ: أَصْلُ الرَّهْصِ: أَنْ يُصِيبَ باطِنَ حافِرِ الدّابّةِ شَيْءٌ يُوهِنُه، أَوْ يَنْزِلَ فيه الماءُ من الإِعْيَاءِ، وأَصْلُ الرَّهْصِ: شِدَّةُ العَصْرِ.

  وخُفٌّ رَهِيصٌ: أَصابَه الحَجَرُ فأَوْهَنَه.

  والرَّوَاهِصُ من الحِجَارَةِ: الَّتِي تَرْهُصُ أَيْ تُنَكِّبُ الدَّوابَّ إِذا وَطِئَتْهَا.

  وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هِي الصُّخُورُ المُتَرَاهِصَةُ⁣(⁣١) الثّابِتَةُ، كذَا في النُّسَخِ، وصَوَابُه المُتَرَاصِفَةُ، كما هو نَصُّ الصّحّاحِ.

  وَاحِدَتُهَا الرّاهِصَةُ، قال الأَعْشَى:

  فعَضَّ حَدِيدَ الأَرْضِ إِنْ كُنْتَ ساخِطاً ... بفِيكَ وأَحْجَارَ الكُلَابِ الرَّواهِصَا

  ويُقَال: لَمْ يَكُنْ ذَنْبُه عَنْ إِرْهَاصٍ، وهو مَأْخُوذٌ من الحَدِيثِ، و نَصُّه: «وأَنَّ ذَنْبَه لم يَكُنْ عن إِرْهاصٍ» أَي إِصْرَارٍ وإِرْصَادٍ، وإِنّمَا كانَ عارِضاً، وأَصْلُه من الرَّهْصِ، وهو تَأْسِيسُ البُنْيَانِ.

  ويُقَال: رَاهَصَ غَرِيمَهُ، أَيْ رَاصَدَهُ.

  والمَرَاهِصُ: المَرَاتِبُ والدَّرَجَاتُ. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لَمْ يُسْمَعْ بِوَاحِدِها، وقالَ الجوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ: وَاحِدَتُهَا مَرْهَصَةٌ، يُقَالُ: كَيْفَ مَرْهَصَةُ فُلَانٍ عِنْدَ المَلِكِ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلأَعْشَى يَهْجُو عَلْقَمَةَ بنَ عُلَاثَةَ:

  رَمَى بِكَ فِي أُخْرَاهُمُ تَرْكُكَ العُلَا ... وفُضِّلَ أَقْوَامٌ عَلَيْكَ مَرَاهِصَا⁣(⁣٢)

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  رَمَى الصَّيْدَ فَرَهَصَه: أَوْهَنَه⁣(⁣٣).

  ودابَّةٌ رَهِيصٌ، ورَهِيصَةٌ، مَرْهُوصَةٌ، والجَمْعُ رَهْصَى⁣(⁣٤).

  والرَّهْصُ: الغَمْزُ والعِثَارُ، عن شَمِر، وبِهِ فَسَّرَ قَوْلَ النَّمِرِ بنِ تَوْلَب في صِفَةِ جَمَلٍ:

  شَدِيدُ وَهْصٍ قَلِيلُ الرَّهْصِ مُعْتَدِلٌ ... بصَفْحَتَيْهِ مِنَ الأَنْسَاعِ أَنْدَابُ

  ورُهِصَ الحَائِطُ: دُعِمَ.

  وقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: للفَرَسِ عِرْقَانِ في خَيْشُومِه، وهُمَا النّاهِقَانِ، وإِذا رَهَصَهُمَا مَرِضَ لهُمَا.

  والإِرْهاصُ: الإِثْبَاتُ، يُقَال: أَرْهَصَ الشّيءَ، إِذا أَثْبَتَه وأَسَّسَهُ، وهُوَ مَجَازٌ، ومنه إِرْهَاصُ النُّبُوَّةِ. وأَصَابَهُ راهِصٌ.

  وفي كِتَابِ النَّبَاتِ لِأَبِي حَنِيفَةَ: ونَوْءُ الفَرْغِ المُقَدّمِ⁣(⁣٥) إِرْهَاصٌ للوَسْمِيِّ، قالَ ابنُ سِيدَه: يُرِيدُ أَنّه مُقَدّمةٌ له، وإِيذانٌ به.

  ورَاهِصُ: حَرَّةٌ سَوْدَاءُ لفَزَارَةَ، وعِنْدَهَا آكَامٌ مُتَّصِلَةٌ تُعْرَفُ بتَلِّ⁣(⁣٦) رَاهِص.

فصل الشين المعجمة مع الصاد

  [شبربص]: الشَّبَرْبَصُ، كسَفَرْجَلٍ، أَهْمَلَه الجوهريّ وقال أَبو عَمْرٍو: هو الجَمَلُ الصَّغيرُ، وكذلكَ القِرْمِليُّ والحَبَرْبَرُ، أَوْرَدَه الأَزْهَرِيُّ في الخُمَاسيّ.

  [شبص]: الشَّبَصُ، مُحَرَّكَةً، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ دُرَيْد: هو الخُشُونَةُ، وتَدَاخُلُ شَوْكِ الشَّجَرِ بَعْضِه في بَعْضٍ، وقد تَشَبَّصَ الشَّجَرُ: اشْتَبَكَ ودَخَلَ بَعْضُه⁣(⁣٧) في بَعْض، لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ، قال:

  مُتَّخِذاً عِرَّيسَه في العِيصِ ... وفي دِغالٍ أَشِبِ التَّشْبِيصِ

  هكذا أَوْرَدَه ابنُ القَطَّاعِ أَيْضاً في كِتَاب الأَبْنِيَةِ لَهُ.

  [شحص]: الشَّحْصَ، بالفَتْحِ، عن الكِسَائِيّ، ويُحَرَّكُ - عن الأَصْمَعِيّ، واسْتَدَلَّ بِقَوْل حُمَيْد بن ثَوْرٍ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْه:

  قُومِي إِلَيْهَا فإِنّي قد طَمِعْتُ لكم ... أَنْ أَسْتَفِئَ إِليها ريمَةً شَحَصَا


(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «المتلاصقة» وفي الصحاح واللسان: «المتراصفة» وفي التهذيب: عن أبي عبيد عن الأصمعي: الحجارة المتراصفة.

(٢) ديوانه وعجزه فيه:

وفضّل أقواماً عليك مراقصا

فلا شاهد فيه.

(٣) مأخوذ من حديثٍ، ونصه كما في النهاية واللسان: «فرمينا الصيد حتى رهصناه» أي أوهنّاه.

(٤) عن اللسان. وبالأصل «رهص».

(٥) زيد في اللسان: فإنه نوءٌ من الأنواء المشهورة المذكورة المحمودة النافعة.

(٦) الذي في معجم البلدان «راهص» عن الأصمعي قال: ولبني قريط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب راهص ..، وهي حرة سوداء وهي آكام منقادة تسمى نعل راهص.

(٧) في التكملة: بعض شوكه في بعض.