تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شقص]:

صفحة 298 - الجزء 9

  وقد شَصَّت تَشِصّ شُصُوصاً وشِصَاصاً: صَارَتْ كَذلِك، أَي قَلِيلَةَ اللَّبَن، وكذلِكَ أَشَصَّت، بالأَلف، وسَيَأْتِي قرِيباً.

  وشَصَّ فُلانٌ يَشِصُّ شَصًّا: عَضَّ على⁣(⁣١) نَوَاجِذِه صَبْراً.

  وفي العُبَاب: عَضَّ نَوَاجِذَه على شيْءٍ صَبْراً.

  وشَصَّت المَعِيشَةُ تَشِصُّ شُصُوصاً: اشْتَدَّت.

  ويُقَال: شَصَّهُ عَنْهُ، إِذا مَنَعَهُ، كأَشَصَّهُ، عن ابن دُرَيْدٍ، وأَنْشَدَ وقال: هذا البيتُ قَدِيمٌ أَنشَدَه ابنُ الكَلْبِيّ:

  أَشَصَّ عنه أَخُو ضِدٍّ كتَائِبَهُ ... مِنْ بَعْدِ ما أَرْمَلُوا من أَجْلِهِ بِدَمِ

  وهذا قد تَقَدَّم بعَيْنِه في كلام المُصَنِّف، فهو تَكْرَار.

  وما أَدْرِي أَيْنَ شَصَّ: أَيْنَ ذَهَبَ، قاله ابنُ عَبَّادِ.

  والشَّصَاصَاءُ: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ.

  وأَصْلُ الشَّصَصِ والشِّصَاص هو اليُبْسُ، والجُفُوفُ، والغِلَظُ، والشِّدَّة.

  قال الأَصْمَعِيّ: يقال: أَصابَتْهمْ لأْوَاءُ وشَصَاصَاءُ، إِذا أَصابَتْهم سَنَةٌ شَدِيدَةٌ⁣(⁣٢).

  وقال المُفَضَّل: الشَّصَاصَاءُ: المَرْكَبُ السَّوْءُ⁣(⁣٣).

  ويُقَال: لَقِيتُه على شَصَاصَاءِ أَمْرٍ، أَي على حَدِّ أَمْرٍ وعَجَلَةٍ، ولَقِيتُه على شَصاصاءَ، غَيْرَ مُضَافٍ، أَيْ على عَجَلَةٍ، كأَنَّهُم جَعَلُوه اسْماً لَها، قالَه الكِسَائِيُّ وأَنْشَدَ:

  نَحْنُ نَتَجْنَا ناقَةَ الحَجَّاجِ ... على شَصَاصَاءَ من النِّتَاجِ

  ومِثْلُ ذلِكَ: على أَوْفازٍ، وأَوْفَاضٍ.

  أَوْ لَقِيتُه على شَصَاصَاءَ، أَي علَى حَاجَةٍ لا يَسْتَطِيعُ تَرْكَهَا، عن ابن بُزُرْج.

  وَأَشَصَّ صاحِبَه عنه، أَي أَبْعدَ هُ.

  وقال أَبُو عُبَيْدٍ: أَشَصَّت الناقَةُ: قَلَّ لَبَنُهَا جِدًّا، وقيل: انْقَطَعَ البَتَّةَ، قال ابنُ عَبَّادٍ: وهي مُشِصٌّ، وهو القِيَاسُ، وأَنْكَرَهُ ابنُ سِيدَه. وقال أَبُو عُبَيْد: شَصُوصٌ من شَصَّت، قال: وهذا شَاذٌّ. والجَمْعُ شَصَائِصُ، وشِصَاصٌ، وشُصُصٌ.

  ويُقَال: شَاةٌ شُصُصٌ، بضَمَّتَيْن لِلَّتي ذَهَبَ لَبَنُهَا، لِلْوَاحِدَةِ والجَمْعِ، كذا في الصّحاح. قال ابْنُ بَرِّيّ: والمَشْهُورُ: شَاةٌ شَصُوصٌ وشِيَاهٌ شُصُصٌ، فإِذا قيلَ: شَاةٌ شُصُصٌ، فهو وَصْفٌ بالجَمْع، كحَبْلٍ أَرْمَامٍ وثَوبٍ أَخْلاقٍ وما أَشْبَهَه.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  الشَّصَصُ: النَّكَد، كالشِّصَاصِ.

  ويُقَال: نَفَى الله عَنْكَ الشَّصَائصَ، أَي الشَّدَائِدَ.

  ويقال: انكَشَفَ عن النَّاس شَصَاصَاءُ مُنْكَرَةٌ.

  [شقص]: الشِّقْصُ، بالكَسْرِ: السَّهْمُ. قال ابنُ دُرَيْد: يُقَال: لي في هذا المال شِقصٌ، أَي سَهْم، ومنه الحَديثُ: «من أَعْتَقَ شِقْصاً من مَمْلوكٍ فعَلَيْهِ خَلاصُهُ في مَالِهِ، فإِنْ لم يَكُن له مَالٌ قُوِّمَ المَمْلُوكُ قِيمَة عَدْلٍ، ثمَّ اسْتُسْعِيَ غَيْر مَشْقُوق عَلَيْه». والشِّقْصُ أَيضاً: النَّصِيبُ من الشَّيْء. قال الشَّافِعِيُّ - رَضِيَ الله تَعَالَى عنه - في باب الشُّفْعَة: فإِن اشْتَرَى شقْصاً من⁣(⁣٤) ذلكَ، أَراد بالشِّقْصِ نَصِيباً مَعْلُوماً غَيْرَ مَفْرُوز⁣(⁣٥).

  وقال شَمِرٌ: قال خَالِدٌ: النَّصيبُ والشِّرْكُ والشِّقْصُ وَاحدٌ، قال شَمِرٌ: كالشَّقِيص: وهو في العَيْنِ المُشْتَرَكَةِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قال الأَزْهَرِيُّ: وإِذا فُرِزَ جاز أَنْ يُسَمَّى شِقْصاً.

  ويُقَال: لك شِقْصُ هذا وشَقِيصُه، كما تَقُولُ: نِصْفُه ونَصِيفُه. والجَمْعُ من كُلِّ ذلِك أَشْقَاصٌ وشِقَاصٌ.

  وهو أَي الشَّقِيص أَيْضاً: الشَّرِيكُ. يُقَال: هو شَقِيصِي، أَيْ شَريكي في شقْصٍ من الأَرْض.

  والشَّقِيصُ: الفَرَسُ الجَوَادُ، الفارِهُ. وقال اللَّيْثُ: الشَّقيصُ في نَعْتِ الخَيْلِ: فَرَاهَةٌ وجَوْدَةٌ، قال⁣(⁣٦): ولا أَعْرِفُه.

  وقال ابنُ دُرَيْد: الشَّقِيصُ: القَلِيلُ من الكَثِير. وقال غَيْرُه: وكذلِك الشِّقْص. يقال: أَعْطَاهُ شِقْصاً مِنْ مَالِهِ، وشَقِيصاً من مَاله، وقِيلَ: هو الحَظُّ.

  والمِشْقَصُ، كمِنْبَرٍ: نَصْلٌ عَرِيضٌ من نِصَالِ السِّهام، قالَهُ ابنُ دُرَيْد، أَو هُوَ سَهْمٌ فيه ذلِكَ، أَي نَصْلٌ عَريضٌ، وهذا قولُ ابنِ فارِس. وقيل: المِشْقَصُ: النَّصْلُ الطَّوِيلُ، وليس بالعَرِيضِ، فأَمَّا الطَّوِيلُ العَرِيضُ من النِّصال فهو المِعْبَلَةُ، وهذا عن الأَصْمَعِيّ، كما رَواهُ عنه أَبو عُبَيْد. وقال


(١) لفظة «على» سقطت من القاموس.

(٢) في التهذيب: إذا أصابتهم منة وشدّة.

(٣) في التهذيب والتكملة واللسان: مركب السوء.

(٤) في التهذيب: من دارٍ.

(٥) زيد في التهذيب: مثل سهم من سهمين أو من عشرة أسهم.

(٦) القائل هو الأزهري، وتمام قوله في التهذيب: قلت: لا أعرف الشقيص في نعت الخيل، ولا أدري ما هو.