تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عملص]:

صفحة 312 - الجزء 9

  الأَعْرَابِيّ: أَعْفِصُ أُذُنَيْه وأُعَلْهِصُ عَيْنَيْه. وقد مَرَّ في «ع ف ص».

  وعَلْهَصَ فُلاناً: عَالَجَه عِلاجاً شَدِيداً، نقله الصّاغَانِيّ.

  وعَلْهَصَ مِنْهُ شَيْئاً: نَالَ مِنْهُ شَيْئاً.

  وقال شُجَاعٌ الكِلابِيّ: عَلْهَصَ بالقَوْمِ، وعَلْفَصَ، إِذا عَنَّفَ بِهِم وقَسَرَهُمْ. قال الأَزْهَرِيُّ في هذا كُلّه: بالصَّاد المُهْمَلَة، قال: ورَأَيتُ في نُسَخٍ كَثِيرَةٍ من كتَاب العَينِ مُقَيَّداً بالضَّاد المُعْجَمَةِ⁣(⁣١).

  ولَحْمٌ مُعَلْهَصٌ: لَيْسَ بنَضِيجٍ، نقله الصَّاغَانِيُّ هُنَا، وسيأْتي في الضَّادِ المُعْجَمَة أَيضاً.

  [عمص]: العَمِصُ، ككَتِفٍ، أَهمله الجَوْهَرِيّ. وقال ابنُ الأَعْرَابيّ. هُو المُولَعُ بأَكْلِ الحَامِضِ. هكذا نَصُّ العُبَابِ، وفي التَّكْمِلَة: بأَكْلِ العَامِص⁣(⁣٢). وهو نَصُّ ابْنِ الأَعْرَابِيّ قال: وهو الهُلَامُ.

  وقال ابنُ عَبَّادٍ: يَوْمٌ عَمَاصٌ، كعَمَاسٍ، بالسِّين، أَي شَدِيدٌ، وقد تقدّم.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: العَمْصُ، ذكَرَهُ الخَلِيلُ فزَعَم أَنَّه ضَرْبٌ من الطَّعَامِ، ولا أَقِفُ عَلى حَقِيقَتِه.

  والعَامِصُ: الآمِصُ. قال اللَّيْثُ: تقول: عَمَصْتُ العَامِصَ، وأَمَصْتُ الآمِصَ، وهي كَلِمَةٌ على أَفْواهِ العَامَّةِ، ولَيْسَتْ بَدَوِيَّةً، يُرِيدُون الخامِيز،⁣(⁣٣) وقد أُعْرِبَ على العامِص والآمِص.

  قُلتُ: وكذا العامِيصُ والآمِيصُ، وقد سَبَقَ ذِكْرُه في الزَّاي، وفي فَصْلِ الهَمْزَة من هذَا الباب.

  وعَامُوصُ: د، قُرْبَ بَيْتِ لَحْمٍ من نَوَاحِي بَيْتِ المَقْدِسِ، وهي كَلِمَةٌ عِبْرَانِيّة.

  [عملص]: قَرَبٌ عِمْلِيصٌ، وعِلْمِيصٌ، بِكَسْرِ العَيْن فيهما، بمَعْنًى وَاحِدٍ، أَهمله الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَان، ونَقَلَه الفَرَّاء، أَي شَدِيدٌ مُتعِبٌ، وأَنشد:

  ما إِنْ لَهُم بالدَّوِّ من مَحِيصِ ... سِوَى نَجَاءِ القَرَبِ العِمْليصِ⁣(⁣٤)

  وقد تقدَّمَ عن الأَزْهَرِيّ أَنَّ تَقْدِيمَ المِيمِ على اللاَّمِ أَصَحّ.

  [عنص]: العِنْصِيَةُ، والعِنْصاةُ، بكَسْرِهِمَا، عن ابْنِ عَبّادٍ وجَمْعُهُما العَنَاصِي، والعنْصُوَةُ مُثَلَّثَةَ العَيْنِ مَضْمُومَةَ الصَّادِ. أَما الضّمُّ فظَاهِر، والفَتْحُ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عن بَعْضِهم، قال: وإِنْ كان الحَرْفُ الثَّانِي مِنْهُما نُوناً، وكَذلِك ثَنْدُوَة ويُلحِقُهما بعَرْقُوَةٍ وتَرْقُوَة وقَرْنُوَةٍ، أَي هذه إِشارة إِلى قاعدَة ما لَمْ يَكُنْ ثَانِيةِ نُوناً، فإِنَّ العَرَبَ لا تَضُمُّ صَدْرَه مِثْل ثُنْدُوَةٍ، فأَمّا عَرْقُوَة وتَرْقُوَة وقَرْنُوَة فمَفْتُوحَاتٌ. وأَما كَسْرُ العَيْنِ مَع ضَمِّ الصَّادِ فهو غَرِيبٌ. وقال شَيخُنا: في زِيادَةِ نُونِ عِنْصِيَةٍ بجَمِيع لُغَاتِهَا خلافٌ قَوِيٌّ، ولِذلِكَ ذُكِرَت في المُعْتَلّ أَيضاً: القَلِيلُ المُتَفَرِّقُ من النَّبْتِ. يُقالُ: في أَرض بَنِي فُلانٍ عَنَاصٍ من النَّبْتِ، أَي القَلِيلُ المُتَفرِّقُ منه، وكَذَا مِنْ غَيْرِه. وقيل: العَنْصُوَةُ: القِطْعَةُ من الكَلَإِ، والبَقِيَّةُ من المالِ، من النِّصْفِ إِلى الثُّلُثِ أَقَلَّ ذلكَ⁣(⁣٥).

  والعنْصُوَةُ والعِنْصِيَةُ: قِطْعَةٌ مِنْ إِبِلٍ أَو غَنَم، ج عَنَاصٍ. ويُقَالُ: ما بَقِيَ مِنْ مالِهِ إِلاَّ عَناصٍ، وذلِكَ إِذَا ذَهَبَ مُعْظَمُه وبَقِيَ نَبْذٌ منه، قاله ثَعْلَب.

  وقال أَبو عَمْرٍو: أَعْنَصَ الرَّجُلُ، إِذا بَقِيَ في رَأْسِه عَنَاصٍ مِنْ ضَفَائِرِه، أَي شَعَرٌ مُتَفَرِّقٌ في نَوَاحِيه، الوَاحِدَةُ عنْصُوَةٌ. وقيل: العَنَاصِي: الخُصْلَةُ مِن الشّعرِ قَدْرَ القُزَّعةِ.

  وقِيل: العَناصِي: الشَّعرُ المُنْتَصِبُ قائماً في تَفَرُّقٍ، قال أَبو النَّجْم:

  إِن يُمْسِ رَأْسِي أَشْمَطَ العَنَاصِي ... كأَنَّمَا فَرَّقَهُ مُنَاصِي

  عَنْ هَامَةٍ كالحَجَرِ الوَبَّاصِ ... كأَنّ عَلَيْهَا الدَّهْرَ كالحُصَاصِ


(١) زيد في التكملة عنه: والصواب عندي الصاد.

(٢) ومثله في اللسان.

(٣) الخاميز: أن يشرح اللحم رقيقاً ويؤكل غير مطبوخ ولا مشوي، عن اللسان.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: بالدوّ، كذا في النسخ والذي في التكملة: بالدق، فحرره» والذي في التكملة المطبوع: بالدوّ كالأصل. ولعلها نسخة أخرى بيد مصحح المطبوعة المصرية.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أقل ذلك، كذا في اللسان أيضاً، ولعله: إلى أقل من ذلك».