تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فترص]:

صفحة 319 - الجزء 9

  غائِصٌ وغَوَّاصٌ، والجَمْعُ غَاصَةٌ وغَوَّاصُون. والمَغَاصُ:

  مَوْضِعُه. وأَعْلَى السَّاقِ أَيضاً، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ.

  ومن المَجَاز: غَاصَ عَلَى الأَمْرِ غَوْصاً: عَلِمَهُ. قال الأَعْشَى:

  أَعَلْقَمُ قد حَكَّمْتَنِي فَوَجَدْتَنِي ... بِكُمْ عَالِماً وعَلَى الحُكُومَةِ غائِصَا

  والغَوَّاصُ: مَنْ يَغُوصُ في البَحْرِ عَلَى اللُّؤْلُؤ، كما في الصّحاح. وقال الأَزْهَرِيّ: يُقَالُ لِلَّذي يَغُوصُ على الأَصْدَافِ في البَحْرِ فيَسْتَخْرِجُها: غَائصٌ وغَوَّاصٌ.

  وفي الحَدِيثِ الَّذِي لا طُرُقَ له: «لُعِنَتِ الغَائِصَةُ المُغَوِّصَةُ»، هكَذَا في الأُصُولِ المَوْجودة بحَذْفِ واو العَطْف، ووُجدَ في بَعْض النُّسَخِ بِواوِ العَطْف⁣(⁣١) وهو الصَّواب. ومِثْلهُ في النِّهَايَة، واللِّسَان، والعُباب، والتَّكْمِلَة، و في بعض الرّوَايَات: المُتَغَوِّصَةُ، أَي الَّتِي لا تُعْلِمُ زَوْجَها أَنَّهَا حَائِضٌ فيُجَامعُهَا، وهذا تَفْسِيرُ الغَائِصَةِ. وقَالُوا: المُغَوِّصَةُ: هي الّتِي لا تَكُونُ حَائِضاً وتَكْذِبُ فَتَقُولُ لزَوْجها أَنا حَائضٌ وقد جَاءَ كَذلِك في زَوَائِدِ بَعْضِ نُسَخ الصّحاح، وكَلامُ المُصَنِّفِ لا يَخْلُو عن نَظَرٍ وتَأَمُّلٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  الغَائصُ: الهَاجِمُ عَلَى الشَّئ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وتَركه المُصَنِّفُ قُصوراً.

  والغَوْصُ: المَغَاصُ، قاله اللَّيْثُ. وقال الأَزهَرِيُّ: لم أَسْمَعْ ذلِكَ إِلاّ لَهُ.

  والغُوَّاصُ، كرُمَّان، جَمْعُ غائِص.

  وغَوَّصَهُ في الماءِ: غَطَّهُ.

  ومن المَجَاز: هو يَغُوصُ على حَقَائِقِ العِلْم، وما أَحْسَنَ غَوْصَه عليها.

  وما غَاصَ غَوْصَةً إِلاَّ أَخْرَجَ دُرَّةً.

  ويُقَال: هُو من صَاغَةِ الفِقَرِ، وغَاصَةِ الدُّرَرِ. و قَال: عُمْرُ لابْنِ عَبَّاس، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم: «غُصْ يَا غَوَّاصُ» كُلّ ذلِك نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ.

  والغَوَّاصُ: المُحْتَالُ في تَدْبِيرِ المَعِيشَةِ، وهو كِنَايَةً.

فصل الفاء مع الصاد

  [فترص]: فَتْرَصَهُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: أَيْ قَطَعَهُ. هكذا نَقَلَهُ الجَمَاعَةُ، وهو كِتَاب الأَبْنَية لابْنِ القَطّاع هكذا. وما أَحْجَاهُ بزِيادَة التَّاءِ، وأَصْلُه فَرَصَهُ، أَي قَطَعَهُ.

  [فحص]: فَحَصَ عنه، كمَنَعَ، يَفْحَصُ فَحْصاً؛ بَحَثَ، ويُقَال: الفَحْصُ: شِدَّةُ الطَّلَبِ خِلالَ كُلِّ شَيْءٍ كتَفَحَّصَ.

  وافْتَحَصَ. قال الأَعْشَى يَمْدَحُ عَلْقَمَةَ بنَ عُلاثَةَ:

  وإِنْ فَحَصَ النَّاسُ عن سَيِّدٍ ... فسَيِّدُكمْ عنه لا يُفْحَصُ

  قالَ الجَوْهَرِيُّ: ورُبَّمَا قالُوا: فَحَصَ المطَرُ التُّرَابَ، إِذا قَلَبَهُ، ونَحَّى بَعْضَه عن بَعْضٍ فجَعَلَهُ كالأُفْحُوص، وذلكَ إِذا اشتَدَّ وَقْعُ غَيْثِه.

  وفَحَصَ فُلانٌ: أَسْرَعَ. يُقَال: مَرَّ فُلانٌ يَفْحَصُ، أَيْ يُسْرِعُ. والصَّبِيُّ إِذا تَحَرَّكَتْ ثَنَاياهُ يُقَال له: قَدْ فَحَصَ.

  وفَحَصَ القَطَا التُّرَابَ، إِذا اتَّخَذَ فيه أُفْحُوصاً، بالضَّمِّ، وهو مَجْثِمُهُ، لِأَنَّها تَفْحَصُه. قال المُثَقّفُ⁣(⁣٢) العَبْدِيُّ:

  وقد تَخِذَتْ رِجْلِي إِلَى جَنْبِ غَرْزِهَا ... نَسِيفاً كأُفْحُوصِ القَطَاةِ المُطَرِّقِ

  والجمع أَفاحِيصُ. قال عَبْدَة بنُ الطَّبِيبِ العَبْشَمِيّ.

  إِذا تَجَاهَدَ سَيْرُ القَوْمِ في شَرَكٍ ... كَأَنَّهُ شَطَبٌ بالسَّرْوِ مَرْمُولُ

  نَهْجٍ تَرَى حَوْلَه بَيْضَ القَطَا قُبَصاً ... كأَنَّهُ بالأَفاحِيصِ الحَرَاجِيلُ⁣(⁣٣)

  وقال ابنُ سِيدَه: والأُفْحُوصُ: مَبِيضُ القَطَا، لأَنَّهَا تَفْحَصُ المَوْضِعَ ثُمّ تَبِيضُ فيه، وكَذلِك هو للدّجاجَةِ. وقال


(١) وهي عبارة القاموس والنهاية واللسان والتكملة، وفي اللسان: «والمتغوصة» وفي المصادر الأخرى «والمغوصة» كالأصل. قال في اللسان: وفي رواية: «والمغوصة».

(٢) في اللسان: الممزّق العبدي.

(٣) في المطبوعة الكويتية: الحواجيل.