[فرص]:
  تَفرِصُهُ بِهَا فَرْصاً، كما يَفْرِصُ الحَذَّاءُ أُذُنَيِ النَّعْلِ عند عَقِبِهِما، لِيَجْعَلَ فِيهِمَا الشِّرَاكَ، وأَنْشَدَ:
  جَوادٌ حينَ يَفْرِصُهُ الفَرِيصُ
  يعني حِينَ يَشُقُّ جِلْدَهُ العَرَقُ.
  وفَرَصَهُ: أَصَابَ فَرِيصَتَهُ. وفي بَعْضِ نُسَخ الصّحاح: فَرِيصَهُ، نَقَلَه الجَوْهَريّ، قال: وَهُوَ مَقْتَلٌ.
  والفَرْصُ: نَوَى المُقْلِ، وَاحِدَتُه بهَاءٍ، عن أَبي عَمْرٍو.
  والفَرْصَةُ: الرِّيحُ الَّتِي يَكُونُ مِنْهَا الحَدَبُ، والسِّين فيه لُغَةٌ. ومنه حَديثُ قَيْلَةَ: «قد أَخَذَتْها الفَرْصَةُ». قال أَبو عُبَيْدٍ: العَامَّة تَقُولُهُ(١) الفَرْسَة، بالسِّين، والمَسْمُوع مِنَ العَرَب بالصَّاد، وهي رِيحُ الحَدَبَة.
  والفُرْصَةُ(٢)، بالضّمّ: النَّوْبَةُ، والشِّرْبُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، والسِّينُ لُغَة. يُقَال: جَاءَت فُرْصَتُك من البِئْر، أَي نَوْبَتُكَ، وكذلِك الرُّفْصَةُ. وقال يَعْقُوبُ: هي النَّوْبَةُ تَكُونُ بَيْنَ القَوْم يَتَنَاوَبُونَها على الماءِ في أَظْمائِهِم، مثْل الخِمْسِ، والرِّبْعِ، والسِّدْسِ، وما زادَ عَنْ ذلِكَ، والسِّينُ لُغَةٌ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ. وقال الأَصْمَعِيّ: يُقَال: إِذا جَاءَت فُرْصَتُك من البئْر فأَدْلِ. وفُرْصَتُه: سَاعَتُهُ الَّتي يُسْتَقَى فيها.
  والمِفْرَصُ والمِفْرَاصُ: كمِنْبَرٍ ومِحْرَابٍ: الحَديدُ يُقْطَعُ به، ونَصُّ ابنِ دُرَيَدِ: هُمَا اسْمُ حَديدة عَريضةٍ يُقْطَعُ بها الحديدُ أو الحديد الَّذي يقطع به الفِضَّةُ. وهذا نَصُّ الجَوْهَرِيّ، وزَادَ الزَّمَخْشَرِيّ: والذَّهَب. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: وقال قَوْمٌ: بَلْ هُوَ إِشْفًى عَريضُ الرَّأَسِ تُخْصَفُ به النِّعالُ، يَسْتعْمِلُهُ الحَذَّاؤُونَ، وأَنْشَدُوا للأَعْشَى:
  وأَدْفَعُ عن أَعْراضِكمْ وأُعِيرُكُمْ ... لِسَاناً كمِفْرَاصِ(٣) الخَفَاجِيِّ مِلْحَبَا
  والفَرِيصُ: مَنْ يُفَارِصُكَ في الشُّرْبِ والنَّوْبَةِ، كما في الصّحاح. وقال أَيضاً: الفَرِيصُ أَوْدَاجُ العُنُقِ، والفَريصَةُ وَاحِدَتُه، عن أَبي عُبَيْد. قال الأَصْمَعِيّ: ومنه الحَدِيثُ: «إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أَرَى الرَّجُلَ ثائراً فَرِيصُ رَقَبَتِه، قائماً على مُرَيْئَته(٤) يَضْرِبُهَا». وقال الجَوْهَرِيّ: كَأَنَّه أَرادَ عَصَبَ الرَّقَبَةِ وعُرُوقَها، فإِنَّهَا هي الَّتي تَثُور عنْدَ الغَضَب.
  قال الأَزْهَرِيُّ: وقِيلَ لابْن الأَعْرَابيّ: هل يَثُورُ الفَريصُ؟ فقال: إِنَّمَا عَنَى شَعرَ الفَريص، كما يُقَال: ثائرُ الرّأْس أَي ثائرُ شَعرِ الرَّأْسِ، فاستَعارَها للرَّقَبَة وإِنْ لم تَكنْ لها فَرَائصُ، لِأنّ الغَضَبَ يُثِيرُ عُرُوقَها، والسِّين لُغَة فيه.
  والفَريصَة: لَحْمَةٌ عند نُغْصِ الكَتِف، في وَسَطَ الجَنْبِ، عند مَنْبِضِ القَلْب، وهُمَا فَرِيصتَانِ تَرْتَعِدَانِ عند الفَزَعِ. وقَال أَبو عُبَيْد(٥): الفَرِيصَةُ: المُضْغَةُ القَلِيلَةُ تَكُونُ في الجَنْبِ تُرْعَدُ من الدّابّةِ إذا فَزِعَتْ، وجَمْعُهَا: فَرِيصٌ، بغَيْرِ أَلِفِ. وقال أَيضاً: هي اللَّحْمَةُ التي بَيْنَ الجَنْبِ والكَتِفِ، الَّتِي لا تَزالُ تُرْعَدُ. وقَال غَيْرُه: هي المُضْغَةُ الَّتِي بَيْن الثَّدْيِ وَمَرْجِعِ الكَتفِ مِن الرَّجُلِ والدَّابَّةِ. وقيل: هي أَصْلُ مَرْجِعِ المِرْفَقَيْن.
  والفَرِيصَةُ: أُمُّ سُوَيْدٍ، أَي الاسْتُ، عن ابْنِ دُرَيْد.
  وعن ابن الأَعْرَابِيّ: الفَرْصَاءُ: نَاقَةٌ تَقُومُ ناحِيَةً، فإِذَا خَلا الحَوْضُ جَاءَتْ وشَرِبَتْ. قال الأَزْهَرِيّ: أُخِذَت من الفُرْصَة، وهي النُّهْزَةُ.
  وقال ابن دُرَيْدٍ: فَرَّاصٌ ككَتّانِ: أَبُو بَطْنٍ من بَاهِلَةَ قُلتُ: واسْمُهُ سِنَانٌ(٦)، وهو ابْنُ مَعْنِ بنِ مَالِكِ بنِ أَعْصُرَ، وهو مُنَبِّهٌ، وإِخْوَتُهُ أَوْدٌ، وجِئاوَة(٧)، وزَيْدٌ، ووَائِلٌ، والحَارِثُ، وحَرْبٌ، وقُتَيْبَةُ وقَعْنَبٌ(٨)، قاله ابنُ الكَلْبيّ.
  والفِرْصَةُ، بالكَسْرِ: خِرْقَةٌ، أَو قُطْنَةٌ، أَو قِطْعَةُ صُوفٍ، تَتَمَسَّحُ بِهَا المَرْأَةُ من الحَيْضِ. وقال الأَصْمَعِيُّ: هي القِطْعَةُ من الصُّوفِ أو القُطْن، أُخِذَ من فَرَصْتُ الشَّيْءَ، أَي قَطَعْتُه. ومنه الحَدِيثُ: «خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فتَطَهَّرِي بِهَا»
(١) في اللسان والتهذيب: تقول لها.
(٢) في اللسان: والفُرْصَة والفِرْصة والفريصة. واقتصر الجوهري على الضم.
(٣) في ديوانه برواية: «لساناً كمقراضٍ» فلا شاهد فيه.
(٤) كذا بالأصل وفي الصحاح واللسان والنهاية مُرَيته. قال الزمخشري في الفائق ٢/ ٢٥٨ تصغير المرأة، استضعاف لها واستصغار، ليُرى أن الباطش بمثلها في ضعفها لئيم.
(٥) في التهذيب: «أبو عمرو» والأصل كاللسان.
(٦) في جمهرة ابن حزم ص ٢٤٥ شيبان.
(٧) عن جمهرة ابن حزم. وبالأصل «جسارة».
(٨) سموا بباهلة وهي بنت صعب بن سعد العشيرة، زوجة معن بن مالك ولدت له أولاداً، وحضنت سائر ولده من غيرها فكلهم ينسب إليها.