تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قحص]:

صفحة 331 - الجزء 9

  ثُمَّ عُجْنَاهُنَّ خُوصاً كالقَطَا ال ... قارِباتِ الماءَ منْ أَيْنِ الكَلالِ⁣(⁣١)

  نَحْوَ قُرْصٍ يَوْمَ جالَتْ⁣(⁣٢) حَوْلَه الْ ... خَيْلُ قُبًّا عن يَمِينٍ وشِمَالِ

  أَضافَ الأَيْنَ إِلى الكَلَالِ، وإِنْ تَقَارَبَ مَعْنَاهُمَا، لأَنَّهُ أَرادَ بالأَيْنِ الفُتُورَ، وبالكَلالِ الإِعْيَاءَ، كما في اللِّسَان.

  وقيل: قُرْصٌ هو ابْنُ أُخْتِ الحَارِثِ بن أَبي شِمْرٍ الغَسَّانيّ، وهو المُرَادُ في قَوْل ابن الأَبْرَص.

  والقُرْصَةُ: الخُبْزَةُ، ويُقَال: هي الصَّغيرَةُ جِدًّا، كالقُرْصِ، والتَّذْكيرُ أكْثَر. وأَنْشَد الأَصمَعيُّ يَصفُ حَيَّةً:

  كَأَنَّ قُرْصاً من عَجينٍ مُعْتَلِثْ ... هَامَتُه في مثْل كُثَّابِ⁣(⁣٣) العَبِثْ

  ج القُرْصِ قِرَصَة، وأَقْرَاصٌ، مثْل غُصْنٍ، وغِصَنَةٍ وأَغْصَانٍ.

  وجَمْعُ القُرْصَة: قُرَصٌ، كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ. و في الحديث: «فأُتِيَ بثَلاثَةِ قِرَصَةٍ من شَعِيرٍ».

  ومن المَجَاز: القُرْصُ: عَيْنُ الشَّمْسِ، يَقُولُونَ: غَابَ قُرْصُ الشَّمْسِ، وظاهرُهُ أَنَّهُ تُسَمَّى به عَيْنُ الشَّمْس عَامَّةً، ومنهم مَنْ خَصَّصَهُ عند غَيْبُوبَتِها. وقال اللَّيْثُ: تُسَمَّى عَيْنُ الشَّمْسِ قُرْصَةً، بالهَاءِ، عند الغَيْبُوبَةِ.

  والقَرِيصُ، كأَمِيرٍ: ضَرْبٌ من الأُدْمِ، قاله اللَّيْثُ، وهو القَرِيسُ، بلُغَةِ قَيْسٍ، وقد تَقَدَّم في السّين.

  والقُرَّاصُ، كرُمَّانٍ: البَابُونَجُ، وهو نَوْرُ الأُقْحُوانِ الأَصْفَرِ إِذا يَبِسَ، الوَاحدَةُ بهاءٍ. هكذا نَقَلَه الجَوْهَريّ عن أَبي عَمْرٍو. وقال أَبو حَنِيفَةَ: أَخْبَرَني أَعرابيٌّ من أَزْدِ السَّرَاةِ قَال: القُرَّاصُ قُرَّاصَانِ: أَحَدُهُمَا العُقَّارُ، وقد وَصَفْناه في «ع ق ر»، وقال هُنَاكَ: العُقّارُ: عُشْبٌ يَرتَفِع نِصْفَ القَامَةِ، رِبْعِيٌّ، له أَفْنَانٌ ووَرَقٌ أَوسَعُ من وَرَقِ الحَوْكِ، شَدِيدُ الخُضْرَةِ، وله ثَمَرَةٌ كالبَنَادقِ، ولا نَوْرَ له ولا حَبَّ، ولا يُلابِسُه حَيَوَانٌ إِلاَّ أَمَضَّه، حَتَّى كأَنمَا كُوِيَ بالنّار، ثُمَّ يَشْرَى به الجَسَدُ. قال: ويُدْعَى عُقّارَ ناعِمَةَ⁣(⁣٤)، وقد تَقَدَّم وَجْهُ تَسْمِيَته في «ع ق ر» قال: والآخَرُ يَنْبُتُ كالجِرْجِير، يَطُولُ ويَسْمُو، ولَهُ زَهْرٌ أَصْفَرُ تَجْرُسُه النَّحْلُ⁣(⁣٥) وله حَبٌّ صِغارٌ حُمْرٌ، والسَّوَامُّ تُحِبُّه وتَحْبَطُ عَنْه كَثيراً حَتَّى تَنْقَدَّ بُطُونُها.

  وإِنَّمَا رأَيتُ الإِبلَ تَأْكُلُ منه الأَكْلَةَ الوَاحِدَةَ فتَحْبَطُ، والناسُ يَحْذَرُونَهُ ما دامَ غَضًّا، فإِذَا وَلَّى ذَهَبَ ذلكَ عنه. قالَ: ولصُفْرَة نَوْره قال [الأَخْطل]⁣(⁣٦) ووَصَفَ ثَوْرَ وَحْشٍ:

  كَأَنَّهُ منْ نَدَى القُرّاصِ مُغْتَسِلٌ ... بالوَرْسِ أَو رائحٌ من بَيْتِ عَطّارِ

  وقال ابنُ هَرْمةَ في مِثله:

  تَرَدّدَ في القُرَّاص حَتَّى كَأَنَّمَا ... تَكَتَّمَ منْ أَلْوَانِهِ أَو تَحَنَّأَ

  قال: وقال بَعْضُ الرُّوَاةِ: إِنَّمَا قال تَكَتَّمَ أَو تَحَنَّأَ، لِأَنَّ من القُرّاصِ ما لَوْنُه أَصْفَرُ، ومنه ما نَوْرُهُ إِلى السَّوادِ. ومعنى تَكَتَّمَ: تَخَضَّب بالكَتَم. وتَحَنَّأَ: تَخَضَّبَ بالحِنّاء.

  وأَنْشَدَ قولَ النّابغَةِ الجَعْديّ، رضيَ اللهُ تَعَالَى عنه:

  بَرَاحاً كَسَا القُرْيانُ ظاهِرَ لِيطِها ... جِسَاداً من القُرَّاصِ أَحْوَى وأَصْفَرَا

  هذه روَايَةُ الأَخْفَشِ. ورَوَى الأَصْمَعيُّ بَرَاحٌ. ورَوَى غَيْرُهما برح أَي بواسعة.

  وقال أَبُو زياد: منَ العُشْب القُرّاصُ، وهو عُشْبَةٌ صَفْراءُ، وزَهْرَتُها صَفْراءُ، ولا يَأْكُلُها شَيْءٌ من المال إِلاّ هُرِيقَ فَمُه ماءً، ومَنَابِتُه القيعانُ، قال: وقال بَعْضُ الرُّوَاة: القُرّاصُ من الذُّكُور.

  وكُلّ هذا كلام الدِّينَوَريّ. وقال ابنُ عَبّاد: وقيل: القُرَّاصُ: الوَرْسُ.

  ويَقُولُون: أَحْمَرُ قُرَّاصٌ، كرُمّانٍ: قَانِئٌ، أَي شَدِيدُ الحُمْرَةِ. وقال كُرَاع: أَي أَحْمَرُ غَلِيظٌ، وقد تَقَدَّم في


(١) في معجم البلدان «قرص»:

القاريات الماء من إثر الكلال

(٢) بالأصل: «جالت جولة» والمثبت عن الديوان.

(٣) عن اللسان «كثب» وبالأصل «كباث» والكثاب: السهم لا نصل له، قاله الأصمعي.

(٤) وناعمة: امرأة طبخته رجاء أن يذهب الطبخ بغائلته فأكلته فقتلها.

(٥) زيد في اللسان: وله حرارة كحرارة الجرجير.

(٦) زيادة عن المطبوعة الكويتية.