تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كلمص]:

صفحة 352 - الجزء 9

  سَمِعْتُ كَصِيصَ الحَرْبِ، أَي صَوْتَها، قَالَهُ أَبُو نَصْرٍ. وقد كَصَّ يَكِصُّ، بالكَسْرِ.

  وقيل: الكَصِيصُ: الرِّعْدَةُ، وزاد أَبُو عُبَيْدٍ: ونَحْوُها، كما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وبه فُسِّر قَولُهم: أَفْلَتَ ولَهُ كَصِيصٌ، وأَصِيصٌ، وبَصِيصٌ. وقيل: هُوَ التَّحَرُّكُ. وفي الصّحاح: الحَرَكَةُ والالْتِواءُ مِنَ الجَهْدِ، وبه فَسَّرَ الجَوْهَرِيُّ القَوْلَ السابِقَ، وأَنْشَد ابْنُ بَرِّيّ لامْرِئِ القيْس:

  جَنَادِبُهَا صَرْعَى لَهُنَّ كَصِيصُ⁣(⁣١)

  أَي تَحَرُّكٌ.

  وقيل: هو الانْقِبَاضُ من الفَرَق. وقِيلَ: هو الذُّعْرُ.

  وقِيلَ: هو صَوْتُ الجَرَادِ. لا يَخْفَى أَنَّهُ داخِلٌ في قَوْلِه الصَّوْتُ الدَّقِيق. وقِيلَ: هو الاضْطِرَابُ وهذا أَيضاً دَاخِلٌ في قَوْلِهِ: التَّحَرُّك والالْتِوَاءُ.

  والكَصِيصَةُ: الجَمَاعَةُ، كالأَصِيصَةِ.

  والكَصِيصَةُ: حِبَالَةٌ يُصَاد بِهَا الظَّبْيُ، كما قَالَه الجَوْهَرِيّ، أَوْ مَوْضِعُه الَّذِي يَكُونُ فِيهِ. قاله اللِّحْيَانِيّ، قالَ: ومِنْهُ قَوْلُهُم: تَرَكْتُهُم في حَيْصَ بَيْصَ، ككَصِيصَةِ الظَّبْيِ.

  ويُقَالُ: المَاءُ يَكِصُّ بالنّاسِ كَصِيصاً، إِذا كَثُرُوا عَليْه، نقله الصَّاغَانِيّ.

  وقد أَكْصَصْتَ يَا رَجُلُ، أَي هَرَبْتَ، وقِيلَ: انْهَزَمْتَ.

  وتَكَاصُّوا واكْتَصُّوا: تَزَاحَمُوا واجْتَمَعُوا، نقله الصَّاغَانيّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  الكَصِيصُ: المَكْرُوه، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ.

  والكَصْكَصَةُ: الهَرَبُ والانْهِزَامُ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ:

  جَدَّ بِهِ الكَصِيصُ ثُمَّ كَصْكَصَا

  والكَصُّ: الهَرَبُ. والكَصِيصُ: شِدَّةُ الجهْدِ. قال الشاعِرُ:

  تُسَائِلُ مَا سُعَيْدَةُ مَنْ أَبُوهَا ... ومَا تَعْنِي وقد بَلَغَ الكَصِيصُ⁣(⁣٢)

  والكَصِيصُ من الرِّجَال: القَصِيرُ التَّارُّ.

  والكَصِيصُ من الخَزَفِ يُنْقَل فِيه الطين، وهذِه عن الصّاغَانِيّ.

  وأَكَصَّ: أَسْرَع، عن ابْنِ القطّاع.

  [كعص]: الكَعْصُ، كالمَنْع، أَهمله الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ في التَّكْمِلَة. وقال الأَزْهَرِيّ: هو الأَكْل، لُغَةٌ في الكَأْصِ، عَيْنُه بَدَلٌ من هَمْزَتِهِ.

  وكَعِيصُ الفَأْرِ والفَرْخِ: أَصْوَاتُهُمَا، وقَدْ كَعَصَا كَعْصاً، عن ابنِ القَطّاع.

  قال الأَزْهَرِيّ: وقال بَعْضُهم: الكَعْصُ: اللَّئيمُ، قال ولا أَعْرِفُهُ.

[كلمص]:

  * وممّا يسْتَدْرَك عليه:

  كَلْمَصَ الرجُلُ: فَرَّ، وهو مقلوب كَلْصَمَ.

[كمص]:

  * وممّا يسْتَدْرَك عَليْه أَيْضاً: كمصه كَمْصاً دَفَعهُ بشدَّةٍ.

  وكَمَصَ الرَّجُلُ: نَكَصَ، عن ابْنِ القَطَّاع.

  [كنص]: الكُنَاصُ، كغُرَاب، أَهْمَله الجَوْهَرِيّ، وهو الكُبَاصُ بالمُوَحَّدَةِ، الَّذِي تَقَدَّم عن اللَّيْثِ، أَو الصَّوابُ بالنُّونِ والبَاءُ تَصْحِيفٌ، والَّذِي في كتَابِ العَيْن بالبَاءِ، كما تَقَدَّم، ومنهُم مَنْ ضَبَطَه بالنُّون.

  وكَنَّصَ في وَجْهِ فُلانٍ تَكْنِيصاً: حَرَّكَ أَنْفَهُ اسْتِهْزَاءً، قالهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ. ومنه حَدِيثُ كَعْبٍ أَنَّه قال: «كَنَّصَتِ الشيَاطِينُ لِسُلَيْمَانَ» قال كَعْبٌ: أَوَّل مَنْ لبِسَ القَبَاءَ سُلَيْمَانُ #؛ وذلِكَ أَنَّهُ كانَ إِذا أَدْخَلَ رَأْسَهُ للُبْسِ الثَّوْبِ


(١) ديوانه وصدره:

تغالبن فيه الجزء لو لا هواجرٌ

(٢) روايته في اللسان:

تسائل يا سُعَيدة: من أبوها؟ ... وما يغني وقد بلغ الكصيص؟