فصل الخاء
  موضعانِ هكذا نقله الصاغانيّ، أَما الأوّل فقد تقدم تحقيقه وأَما الثاني فهو مَوْضِعٌ بمِصْرَ(١) والخُبَيْبَانِ هُمَا أَبُو خُبَيْب عبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ الأَسَدِيُّ، ابنُ عَمَّةِ النَّبيِّ ÷، وهو المُرَادُ من قول الراعِي:
  مَا إِنْ أَتَيْتَ أَبَا خُبَيْبٍ وَافِداً(٢) ... يَوْماً أُرِيدُ لِبَيْعَتِي تَبْدِيلَا
  وابْنُه خُبَيْبُ بنُ عبدِ اللهِ، أَوْ هُمَا أَبُو خُبَيْبٍ وأَخُوهُ مُصْعَبُ بنُ الزُّبَيْرِ، قال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ:
  قَدْنِيَ مِنْ نَصْرِ الخُبَيْبَيْنِ قَدِي(٣)
  فَمَنْ رَوَى الخُبَيْبِينَ على الجَمْعِ، يُرِيدُ ثَلَاثَتَهُم، وقال ابن السّكِّيت: يُرِيدُ أَبَا خُبَيْبٍ ومَنْ كانَ على رَأْيِهِ.
  وخَبَّابٌ كشَدَّادٍ اسمُ قَيْنٍ بِمَكَّةَ زِيدَتْ شَرَفاً كانَ يَضْرِبُ السُّيُوفَ الجِيَادَ ويَدُقُّهَا، حتى ضُرِبَ به المَثَلُ، ونُسِبَتْ إِليه السُّيُوفُ ومِمَّا ذَكَرَ أَهْلُ التَّوَارِيخِ أَنْ تَكَالَمَ الزُّبَيْرُ وعُثْمَانُ ® في أَمْرٍ منَ الأُمُورِ، فقالَ الزُّبَيْرُ: إِنْ شِئتَ تَقَاذَقْنَا مِنَ القَذْفِ، وهو الرَّمْيُ، فقَالَ عُثْمَانُ: أَبِالْبَعَرِ يا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ كأَنَّهُ اسْتَهْزَأَ بِهِ قَالَ: بَلْ بِضَرْبِ خَبَّابٍ ورِيشِ المُفْعدِ.
  يَعْنِي بضَرْبِ خَبَّابٍ السَّيْفَ، وبرِيشِ المُقْعَدِ النَّبْلَ، والمُقْعَدُ على صِيغَةِ المَفْعُولِ: اسمُ رَجُلٍ كَانَ يَرِيشُ السِّهَام، وخَبَّابِ بنُ الأَرَتِّ بنِ جَنْدَلَةَ بن سَعْدِ بن خُزَيْمَةَ الخُزَاعِيَّ، وقيلَ التَّمِيمِيُّ، وهو أَصَحّ(٤)، أَبُو عَبْدِ اللهِ، منَ السابقينَ في الإِسلامِ، وشَهِدَ بَدْراً ثم نَزَلَ الكوفةَ وماتَ بها سنةَ سَبْعٍ وثلاثينَ، وخَبَّابُ بن إِبرَاهِيم وهو أَبُو إِبراهِيمَ الخُزَاعِيُّ، ذكره الطَبَرَانِيُّ، وعبْدُ الرحمنِ بنُ خَبَّابٍ السُّلَمِيُّ، بَصْرِيٌّ، روى عنه فَرْقَدٌ أَبُو طَلْحَة حَدِيثاً مُتَّصِلاً صَحَابِيُّونَ. وعبدُ اللهِ وصالحٌ وهِلَالٌ ويونُسُ الرَّافِضِيُّ ومحمدٌ أَولادُ الخَبَّابِينَ أَمَّا عبدُ اللهِ بنُ خَبَّابٍ فهو من مَوَالِي بَنِي النَّجَّارِ، ثِقَةٌ، منَ الثالثةِ، روَى عن أَبِي سَعِيدٍ، وصالحُ ابنُ خَبَّابٍ مِنْ شُيُوخِ الأَعْمَشِ، وهلَالُ بنُ خَبَّابٍ، هو أَبُو العَلَاءِ البَصْرِيُّ من مَوَالِي عبدِ القَيْسِ، نَزَلَ المَدَائِنَ، صَدُوقٌ، تَغَيَّرَ بأَخَرَةٍ، ويُونُسُ بنُ خَبَّابٍ، رَوَى عن عَطَاءٍ ومُجَاهِدٍ، وهو ضَعِيفٌ، قال الذَّهَبِيُّ في الدِّيوَانِ: كانَ سَبَّاباً لِعُثْمَانَ ¥، وفي التقريب: الأَسِيديّ مَوْلَاهُم الكوفِيُّ صَدُوقٌ، يُخْطِئُ، ورُمِيَ بالرَّفْضِ، ومُحَمَّدُ بنُ خَبَّابٍ شَيْخٌ لحاجِبِ بنِ أَرْكِينَ، قاله الذهبيّ، وكَذَا أَبُو خَبَّابٍ الوَلِيدُ بنُ بُكَيْرٍ التَّمِيمِيُّ الكُوفِيُّ، هكذَا ضبطه الذهبي وفي تقْرِيب الحافِظِ: بالجِيمِ والنون، وقال: لَيِّنُ الحديثِ، منَ الثامنَةِ وصالِحُ بنُ عَطَاءِ بنِ خَبَّابٍ ذكره الذهبيّ في المُشْتَبِه، مُحَدِّثُونَ رفاته: أَبُو زَيْدِ بن خَبَّابٍ الصّغانيّ، فإِنه مذكورٌ مع هؤلاء.
  وخُبَيْبٌ كزُبَيْرٍ بنُ يَسَافٍ ويقالُ أَسَافِ بنِ عُتْبَةَ بنِ عمرٍو الخَزْرَجِيُّ، وخُبَيْبُ بنُ الأَسْوَدِ الأَنصاريُّ، قال عَبدانُ: هُوَ بَدْرِيٌّ، وخُبَيْب بنُ الحَارِثِ، هكذا قاله ابنُ شاهِينَ، وقال أَبو موسى: هو بالجيم، وخُبَيْبُ بنُ مالكٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ وأَبُو عَبْدِ اللهِ خُبَيْبٌ حَلِيفُ الأَنْصَارِ الجُهَنِيُّ، صَحَابِيُّونَ، وخُبَيْبُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ سَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ أَبُو سُلَيْمَانَ الكُوفِيُّ، مجهولٌ، مِن السابعةِ، وخُبَيْبُ بنُ عبدِ الله بن الزُّبَيْرِ وقد تقدّم، وبِهِ كانَ يُكْنَى وَالدُه، ثِقَةٌ عَابدٌ من الثالِثةِ، مات سنةَ ثلاثٍ وتسعِينَ وابنُ أَخِيهِ خُبَيْبُ بنُ ثابتٍ الجَوَادُ الفَصِيحُ وهو ابنُ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ من، وَلَدِه المُغِيرَةُ، وَلَّاهُ المَهْدِيُّ عَلَى المَدِينَةِ وابنُ عَمِّهِ خُبَيْبُ بنُ الزُّبَيْرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ، وخُبَيْبُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ خُبَيْبِ بن يَسَافٍ أَبُو الحَارِثِ المَدَنِيُّ شيخُ مالكِ بنِ أَنَسٍ، ثِقَةٌ، مِنَ الرابعةِ ومُعَاذُ بنُ خُبَيْبٍ الجُهَنِيُّ، وأَبُو خُبَيْبٍ العَبَّاسُ بنُ أَحْمَدَ البِرْتِيُّ، بالكَسْرِ، مُحَدِّثُونَ وفَاتَه في الصَّحابةِ خُبَيْبُ بنُ عَدِيٍّ الشَّهِيدُ(٥)، وفي
(١) قال نصر: خبيب موضع بمصر، قال كثيّر.
تخلل أحواز الخبيب كأنها ... قطاً قاربٌ أعداد حلوان ناهل.
ورواه أبو عمرو: الخبيت، ورد ابن السكيت: هو تصحيف إنما هو الخبيب بالباء الموحدة.
(٢) في جمهرة أشعار العرب:
ما زرت آل أبي خُبيب طائعاً
(٣) بعده: ليس الإمام بالشحيح الملحدِ.
(٤) هو تميمي النسب وخزاعي الولاء (مولى أم أنمار بنت سباع الخزاعية) زهري الحلف.
(٥) فتله أبو سروعة عقبة بن الحارث، وكان خبيب قد أسر فابتاعه بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف فقتلوه بالحارث بن عامر بن نوفل وكان خبيب قد قتله يوم بدر.