تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[تعض]:

صفحة 28 - الجزء 10

  يَنْفَعُ، ووَرَدَ مَعْنَاه: «حَالَ الأَجَلُ دُونَ الأَمَلِ»⁣(⁣١).

  والْجَرِيضُ: المَغْمُومُ، وقيل: هو الشَّديدُ الهَمِّ: يُقَال: مات فُلانٌ جَرِيضاً، أَي مَغْمُوماً، كَالْجِرْيَاض، والْجِرْآضِ، بِكَسْرِهما، عن أَبي الدُّقَيْش، وأَنْشَدَ لِرُؤبَةَ يَمْدَحُ بِلَالَ بنَ أَبي بُرْدَةَ:

  وخَانِقَيْ ذِي غُصَّةٍ جِرْيَاضِ ... رَاخَيْتَ يَوْمَ النَّقَر والإِنْقَاضِ

  ويُرْوَى جِرْآضِ⁣(⁣٢). قال أَبُو عَمْرٍو: يُرِيدُ رَجُلَيْنِ خَانِقَيْن.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: هَمَّان خَنَقَاهُ. رَاخَاهُمَا: فَرَّجَهُمَا، كَذَا في العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ. قُلتُ: ويُرْوَى وخَانِقٍ، أَي رُبَّ ذِي خَنْق.

  يُقَال: أَفْلَتَ فُلَانٌ جَرِيضاً، أَي يَكَادُ يَقْضِي، ومنه قَوْلُ امرِئِ القَيْس:

  وأَفْلَتَهُنَّ عِلباءٌ جَرِيضاً ... ولَوْ أَدْرَكَنْهُ صَفِرَ الوِطَابُ

  يَعْنِي علباءَ بنَ الحَارث، وكان امرؤ القيْس قَصَدَ غَزْوَ بَنِي أَسَدٍ، فَحَذَّرَهم عِلباء فَرَحَلُوا بلَيْلٍ.

  وقال الأَصْمَعِيّ: هو يَجْرَضُ بنَفْسِه، أَي يَكَاد يَقْضِي.

  وقِيلَ: الْجَرِيضُ: أَنْ يَجْرَضَ على نَفْسِه إِذا قَضَى. وقِيلَ: الْجَرَضُ، بالتَّحْرِيك: أَن تَبْلُغَ الرُّوحُ الحَلْقَ، والإِنْسَانُ جَرِيضٌ. وقال اللَّيْثُ: الجَرِيضُ: المُفْلِتُ بعدَ شَرٍّ.

  وفي الأَسَاسِ أَفْلَتَ فُلَانٌ جَرِيضاً، أَي مُشرِفاً على الهَلاكِ، بلَغَت نَفْسُه حَلْقَهُ فَجَرِضَ بِهَا، كقوله تعالى: {كَلاّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ}⁣(⁣٣)، {فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ}⁣(⁣٤) وسَيَأْتِي شَيءٌ من ذلِكَ في «ج ر ع». وج الْجَرِيضِ المَوْصُوفِ: جَرْضَى، كَمَا أَنَّ جَمْعَ الْمَرِيضِ مَرْضَى. قال رُؤْبَةُ:

  أَصْبَحَ أَعْدَاءُ تَمِيم مَرْضى ... ماتُوا جَوَّى والمُفْلتُون جَرْضَى

  أَي حَزِنِينَ. قَال الزَّمَخْشَرِيُّ: هذا هُوَ الصَّوَابُ، وإِنْ حُكِيَ عَنِ النَّضْرِ خِلافُهُ⁣(⁣٥).

  والْجِرْوَاضُ، بالكَسْر: الغَلِيظُ الشَّدِيدُ، وهو مَأْخُوذٌ من العَيْنِ، ونَصُّهُ: بَعِيرٌ جِرْوَاضٌ، ذُو عُنُقٍ جِرْوَاضٍ، أَي غَلِيظٍ شَدِيدٍ، وأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ:

  بِهِ نَدُقُّ العُنُقَ الجِرْوَاضَا

  وفي التَّهْذِيب⁣(⁣٦): بَعِيرٌ جِرْوَاضٌ، إِذا كَانَ ضَخْماً ذا قَصَرَةٍ غليظة، وهو صُلْبٌ، وأَنْشَدَ قولَ رُؤْبَةَ السَّابِقُ.

  والْجِرْوَاضُ: الْأَسَدُ، عن ابن خَالَوَيْه، كَالْجِرَاضِ، كَكِتَابٍ، والْجُرَئِض والجُرَائِض كعُلَبطٍ وعُلابِطٍ، والْجِرْيَاضُ، كلُّ ذلك عن ابن خَالَوَيْه، كما في العُبَاب.

  وقَوْلُه فِيهِمَا، أَي في الأَسَد، وفي مَعْنَى الغَلِيظِ الشَّدِيد.

  الأَخِيرُ عن اللَّيْث. قال ابنُ خَالَوَيْه: وجَمْعُ الجُرَائِضِ.

  جَرَائِضُ، بالفَتْحِ. ذَكَرَهُ في كِتاب «النَّبْرة» قَال: وكُلُّ اسمٍ عَلَى فُعَالِلٍ فجَمْعُه على فَعَالِلَ، نَحْوُ عُرَاعِر وعَرَاعِرَ، وعُطَارِدٍ وعَطَارِدَ، قَال: وكُلُّ اسْمٍ فيه أَرْبَعُ مُتَحَرِّكاتٍ على فُعَلِل، فأَصْلُهُ فُعَالِلٌ، نحو هُدَبِدٍ وعُجَلِطٍ، أَصْلُهُمَا هُدَابِةٌ وعُجَالِطٌ، فَاعْرِفْهُ فإِنَّه لِكُلِّ ما يَرِدُ عَلَيْكَ.

  ونَاقَةُ جُرَاضٌ، بالضَّمِّ: لَطِيفَةٌ، بوَلَدِهَا، نَعْتٌ للأنْثَى خَاصَّةً، دُونَ الذَّكَرِ، قاله اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ:

  والمَرَاضِيعُ دَائِبَاتٌ تُرَبِّي ... لِلْمَنَايَا سَلِيلَ كُلِّ جُرَاضٍ

  وأَبُو القَاسِم عَبْدُ الله بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ الجُرَئِضِ، كعُلَبِطٍ، هكذا هُو في العُبَاب، وضَبَطَهُ الحافِظ بالتَّصْغِير، ومثْلُه في التَّكْمِلَة، الحِمْصِيّ الطَّائِيّ: مُحَدِّثٌ، عن مُسَاعِدِ بنِ أَشْرَسَ، سَمِعَ منه ابنُ الثلاّجِ.

  وجَرَضَهُ: خَنَقَهُ، ومنه الْجَرَّاضُ، للْخَنَّاق. وقال مُنْتَجِعٌ: يُقَال: أَفْلَتَ مِنْهُم وقد جَرَضُوهُ، أي خَنَقُوهُ وجَمَلٌ جُرَائِضٌ، كعُلابِطٍ، أَكُولٌ شَدِيدُ القَصْلِ بِأَنْيَابِهِ للشَّجَرِ، كَذَا في التهْذِيب عن اللَّيْثِ. وقال أَبُو عَمْرو: الْجُرَائِضُ: العَظِيمُ من الإِبلِ. وقال ابنُ بَرِّيّ: حَكَى أَبو حَنِيفَةَ في «كِتَاب النَّبَات» أَنَّ الجُرَائِضَ: الجَمَلُ الَّذِي


(١) الميداني حرف الحاء مثل رقم ١٠٨٢.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ويروى: جرآض، هكذا في نسخ الشارح، والذي في التكملة: ويروى جرّاض أي ككتان وسيأتي في المستدرك.

(٣) سورة القيامة الآية ٢٦.

(٤) سورة الواقعة الآية ٨٣.

(٥) نقل في الأساس عن النضر في قوله: «أفلت جريضاً» قال النضر: أي أفلتك ولم يكد، فجرضت عليه ريقك وأنشد البيت (بيت رؤبة المتقدم) فجعله فعيلا بمعنى مفعول مجروض عليه.

(٦) التهذيب ترجمة ش ر ض ١١/ ٢٩٣.