تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حيض]:

صفحة 45 - الجزء 10

  مَوْضِعُ الْحَيْضِ، فكَأَنَّهُ قال: اعْتَزِلُوا النَّسَاءَ في مَوْضِعِ الحَيْضِ، ولا تُجامِعُوهُنّ في ذلِكَ المَكَانِ. فهو اسمٌ ومَصْدَرٌ. قِيلَ: ومِنْه الحَوْضُ، لأَنَّ المَاءَ يَحِيضُ، أَي يَسِيلُ إِلَيْه، قال: والعَرَبُ تُدْخِلُ الْوَاوَ على الْيَاءِ والْيَاءَ على الْواوِ، لِأَنَّهُمَا من حَيِّزٍ وَاحِدٍ وهو الهَوَاءُ، وهما حَرْفَا لِينٍ.

  قاله الأَزْهَرِيّ، ونَقَلَه الصَّاغَانِيُّ أَيْضاً، فلا عِبْرَةَ باسْتِبْعَاد شَيْخِنا له، وهو ظاهرٌ.

  والحَيْضَةُ: المَرَّةُ الوَاحِدَةُ، أي مِنْ دُفَعِ الحَيْضِ ونُوَبِهِ.

  والحِيضَةُ، بالكَسْر: الاسْمُ، والجَمْعُ الحِيَضُ، كما في الصّحاحِ.

  وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ: «لَيْسَتْ حِيضَتُكِ في يَدِكِ»، وهو بالكَسْرِ الاسْمُ من الحَيْضِ، والحالُ التي تَلْزَمُهَا الْحَائِضُ من التَّجَنُّبِ كالجِلْسَةِ والقِعْدَةِ من الجُلُوسِ والقُعُودِ.

  والحِيضَةُ، أَيْضاً: الخِرْقَةُ الَّتِي تَسْتَثْفِرُ بِهَا المَرْأَةُ.

  وقَالَت عَائِشَةُ ^: «لَيْتَنِي كُنْتُ حِيضَةً مُلْقَاةً».

  والتَّحْيِيضُ: التَّسْيِيلُ، قال عُمَارَةُ بنُ عَقِيلٍ:

  أَجالَتْ حَصَاهُنَّ الذَّوَارِي وحَيَّضَتْ ... عَلَيْهِنّ حَيْضَاتُ السُّيُولِ الطَّوَاحِمِ

  والتَّحْيِيضُ: المُجَامَعَةُ في الحَيْض، نَقَلَه الصّاغَانِيّ⁣(⁣١).

  والمُسْتَحَاضَةُ: مَنْ يَسِيلُ دَمُها ولا يَرْقَأَ في غَيْرِ أَيّام مَعْلُومَة، لا مِنْ عِرْقِ الحَيْضِ، بَلْ من عِرْق يُقَالُ له العاذِلِ، وقد استُحِيضَتْ. وفي الصّحاح: استُحِيضَت المَرْأَةُ أَي اسْتَمَرَّ بها الدَّمُ بَعْدَ أَيَّامِهَا، فهي مُسْتَحَاضَةٌ، هكَذا بالمَبْنِيّ على المَفْعُول، ووُجِدَ بِخَطِّ أَبي زَكَرِيَّا: استُحِيضَتْ، وهو اسْتَفْعَالٌ من الحَيْضِ، وإِذا استُحِيضَت المَرْأَةُ في غَيْرِ أَيّامِ حَيْضِها صَلَّتْ وصَامَتْ، ولم تَقْعُدْ كما تَقْعُد الْحَائِضُ عن الصَّلاةِ.

  وحَيْضٌ: جَبَلٌ بالطَائِفِ، ويُقَالُ. هوَ شِعْبٌ بتِهَامَةَ لهُذَيْلٍ، يَجِيءُ من السَّرَاة. وقيل: حَيْضٌ ويَسُومُ: جَبَلانِ بِنَخْلَةَ⁣(⁣٢)، كما في العُبَابِ.

  وتَحَيَّضَتْ: قَعَدَت أَيّامَ حَيْضِهَا عَنِ الصَّلَاةِ، أَي تَنْتَظِر انْقِطَاعَ الدَّم.

  وفي الحَدِيثِ: «تَحَيَّضِي في عِلْمِ الله سِتًّا أَو سَبْعاً» كما في الصّحاح، أَي عُدِّي نَفْسَكِ حَائِضاً، وافْعَلِي ما تَفْعَل الْحَائِضُ، وإِنَّما خَصَّ السِّتَّ أَو السَّبْعَ⁣(⁣٣) لأَنَّهَا الغَالِبُ على أَيَّامِ الحَيْض.

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه:

  حاضَ السَّيْلُ: فاضَ.

  والحِيضَةُ، بالكَسْر: الدَّمُ نَفْسُه وكَذلِكَ المَحِيضُ.

  والحِيَاضُ، ككِتَابٍ: عدمُ الحَيْضَةِ. قال الفرَزْدَق:

  خَوَاقُ حِيَاضِهنَّ تَسِيلُ سَيْلا ... على الأَعْقَابِ تَحْسبُهَا خِضَابَا

  وحَاضَت السَّمُرَةُ حَيْضاً، وهي شَجَرَةٌ يَسِيلُ مِنْهَا شَيْءٌ كالدَّم، كما في الصّحاح وهو مَجَاز. وقال غَيْرُهُ: حَاضَتِ الشَّجَرَةُ: خَرَجَ منها الدُّوَدِمُ⁣(⁣٤)، وهو شَيْءٌ كالدَّمِ على التَّشْبِيهِ. قال الزَّمَخْشَرِيُّ: يُضَمَّدُ به رَأْسُ المَوْلُودِ ليُنَفَّرَ عنه الجَانُّ.

  وقال اللَّحْيَانِيُّ في باب «الصَّاد والضّاد» حاصَ وحاضَ بمَعْنًى وَاحِدٍ، وكذلِكَ قَالَه ابنُ السِّكِّيت.

  ومن المَجَازِ: العَزْلُ حَيْضُ الرِّجَالِ.

  وتَقُولُ: فُلانٌ دَيْدَنُه أَنْ يَحِيصَ ويَحِيضَ. ويُوشَكُ أَن يَحِيضَ.

  وتَحَيَّضَتْ مِثْلُ حَاضَتْ، أَو شَبَّهَتْ نَفْسَهَا بِالْحَائِضِ.

  وحَاضَتْ: بَلَغَتْ سِنَّ الْمَحِيضِ. ومنه الحَدِيثُ: «لا تُقْبَلُ صَلَاةُ حَائِضٍ إلاّ بخِمَارٍ» فإِنَّهُ لَمْ يُرِدْ في أَيّام حَيْضِهَا، لأَنَّ الحَائِضَ لا صَلاةَ عَلَيْهَا.

  والمِحْيَضَةُ⁣(⁣٥): الخِرْقَةُ المُلْقَاةُ، والجَمْعُ المَحَايِضُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. ومنه حَدِيثُ بِئْرِ بُضَاعَةَ: «يُلْقَى فِيهَا المَحَايِضُ». وقِيلَ: المَحَايِضُ جَمْعُ المَحِيضِ، وهو مَصْدَرُ حَاضَ: فَلَمَّا سُمِّي به جَمَعَهُ.


(١) في التكملة: وحيَّض: إذا جامع في الحيض.

(٢) في معجم البلدان: جبلان بنجد.

(٣) في النهاية: الست والسبع.

(٤) عن التهذيب، وعنه ضبطت، وبالأصل «الدردم».

(٥) ضبطت عن الصحاح والنهاية، وفي اللسان، ضبط قلم، بفتح فكسر ففتح.