تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خفرضض]:

صفحة 50 - الجزء 10

  ويروى: في المَوْفِض.

  والخَوْضُ: بَلَدٌ، كما قَالَهُ أَبو عَمْرٍو. وقال الأَصْمَعِيّ: وَادٍ بشِقّ عُمَانَ. قال ابنُ مُقبل:

  أَجَبْتُ بَنِي غَيْلَانَ والخَوْضُ دُونَهُمْ ... بأَضْبَطَ جَهْمِ الوَجْهِ مُخْتَلِفِ الشَّجْرِ

  وخَوْضُ الثَّعْلَبِ: ع باليَمَامَةِ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وقِيلَ: وَرَاءَ هَجَرَ. وقال الزَّمَخْشَرِيّ: مَحَلُّ خَلْفَ عُمَانَ. وضَبَطَهُ بالحَاءِ. وهو تَصْحِيفٌ. ويُقَالُ: «لَيْتَه وَرَاءَ خَوْضِ الثَّعْلَبِ» يُضرَب فِيمَن يَتَمَنَّى البُعْدَ لصَاحِبِه. وقال مُقَاتِلُ بنُ رِيَاحٍ الدُّبَيْرِيّ. وكان خَرَبَ إِبِلاً أَيّامَ حَطْمَةِ المَهْدِيّ:

  إِذَا أَخَذْتَ إِبِلاً من تَغْلِبِ ... فَلَا تُشَرِّقْ بِي ولكِنْ غَرِّبِ

  وبِعْ بقرْحٍ⁣(⁣١) أَو بِخَوْضِ الثَّعْلَبِ ... وإِنْ نُسِبْتَ فانْتَسِبْ ثمّ اكْذِبِ

  ولا أَلُومَنَّكَ في التَّنَقُّبِ

  والخَوْضَةُ، بالفَتْح: اللُّؤْلُؤَةُ، عن أَبِي عَمْرٍو.

  وفي النَّوَادِرِ: سَيْفٌ خَيِّضٌ، ككَيِّسٍ، إِذا كانَ مَخْلُوطاً من حَدِيدٍ أَنِيثٍ، وحَدِيدٍ ذَكَرٍ⁣(⁣٢) وأَصْلُه خَيْوِضٌ، على فَيْعِلٍ⁣(⁣٣).

  وتَخَوَّضَ الرَّجُلُ: تَكَلَّفَ الخَوْضَ في المَاءِ، هذا هو الأَصْلُ، ثمّ استُعْمِلَ في التَّلَبُّس في الأَمْرِ والتَّصَرُّفِ فِيه، ومنه الحَدِيث: «رُبَّ مُتَخَوِّضٍ في مالِ الله تَعَالَى»، أَي رُبَّ مُتَصَرِّفٍ في مالِ الله تَعَالَى بِمَا لا يَرْضَاهُ الله تَعَالَى.

  وقِيلَ: التَّخَوُّضُ في المَالِ: التَّخْلِيطُ في تَحْصِيلِهِ من غَيْرِ وَجْهِهِ كَيْفَ أَمْكَنَ. وهو مَجَازٌ.

  ومن المَجَاز: خَاضَ القَوْمُ، وتَخَاوَضُوا في الحَدِيثِ، أَيْ تَفَاوَضُوا، كما في الأَسَاسِ، واللّسَان، والعُبَابِ، والصّحاح.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  تَخَوَّضَ المَاءَ: مَشَى فيه: أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:

  كَأَنَّهُ في الغَرْضِ إِذْ تَرَكَّضَا ... دُعْمُوصُ ماءٍ قَلَّ ما تَخَوَّضَا

  والْخَوْضُ: اللَّبْسُ في الأَمْرِ.

  وأَخَاضَ القَوْمُ خَيْلَهُم الماء، إِذا خَاضُوا بِهَا المَاءَ.

  وخَوَّضَ الشَّرَابَ: حَرَّكَهُ، وخَوَّضَ في نَجِيعِه. شُدِّدَ للمُبَالَغَة، كما في الصّحاح.

  وخَاوَضَهُ في البَيْعِ: عَارَضَهُ، وهو مَجاز. نَقَلَه الزَّمَخْشِريّ، وهي روايةُ ابْنِ الأَعْرَابِيّ، ورَواه أَبو عُبَيْدٍ عن أَبِي عَمْرٍو، بالصَّادِ المُهْمَلَة، وقد تَقَدَّم.

  ومن المَجَازِ: الْخِيَاضُ: أَن يُدْخِل قِدْحاً مُسْتَعَاراً بَيْنَ قِدَاحِ المَيْسِرِ، يَتَيَمَّنُ به. ويُقَال: خُضْتُ به في القِدَاحِ خِيَاضاً. وخَاوَضْتُ القِدَاحَ خِوَاضاً. قال الهُذَلِيُّ⁣(⁣٤) يَصِف ماءً وَرَدَه:

  فخَضْخَضْت صُفْنِيَ في جَمِّهِ ... خِيَاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا

  خَضْخَضْت تَكْرِيرٌ من خَاضَ يَخُوضُ، لَمَّا كَرَّرَه جعَله مُتَعَدِّياً. والمُدَابِرُ: المَقْمُورُ يُقْمَرُ فَيَسْتَعِيرُ قِدْحاً يَثِقُ بفَوْزِه ليُعَاوِدَ مَنْ قَمَرَه القِمَارَ.

  ويُقَال للمَرْعَى إِذا كَثُرَ عُشْبُه والْتَفَّ: اخْتَاضَ اخْتِيَاضاً.

  وقال سَلَمَةُ بنُ الخُرْشُبِ الأَنْمَارِيّ:

  ومُخْتاضٍ تَبِيضُ الرُّبْدُ فِيهِ ... تُحُومِيَ نَبْتُه فَهوَ العَمِيمُ. ...

  غَدَوْتُ له يُدَافِعُني سَبُوحٌ ... فِرَاشُ نُسُورِهَا عَجْمٌ جَرِيمُ

  وقد تُجْمَع الْمَخَاضَةُ على مَخَاضَاتٍ. قال عَبْدُ الله ابنُ سَبْرَةَ الحَرَشِيّ:

  إِذا شَالَتِ الجَوْزاءُ والنَّجْمُ طالِعٌ ... فكُلُّ مَخَاضَاتِ الفُرَاتِ مَعابِرُ


(١) في معجم البلدان «خوض الثعلب»: وبع بقرحى.

(٢) في التهذيب «ذكير» والقاموس والأصل كالتكملة واللسان «خيض».

(٣) هذه العبارة عقد لها صاحب اللسان ترجمة مستقلة «خ ي ض» أما المصنف فاعتبرها واوية العين تبع في ذلك الصاغاني في التكملة.

(٤) هو صخر الغي، وقد تقدم البيت مع بيت آخر في مادة خضض.