تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رضض]:

صفحة 60 - الجزء 10

  وقال أَبُو عَمْرٍو: الرَّضْرَاضُ: القَطْرُ من المَطَرِ الصِّغارُ.

  وهو أَيضاً الكَفَلُ المُرْتَجُّ، عند المَشْي. قال رُؤْبَةُ.

  أَزْمانَ ذاتُ الكَفَلِ الرَّضْرَاضِ ... رَقْرَاقَةُ في بُدْنِهَا الفَضْفَاضِ

  وقال ابن عَبَّاد: الأَرَضُّ: القَاعِدُ الذي لا يَرِيمُ ولا يَبْرَحُ. وأَرَضَّ الرَّجُلُ إِرْضَاضاً: أَبْطأَ وثَقُلَ، وأَنشد الجَوْهَرِيّ للعَجّاج:

  «ثُمَّ اسْتَحَثُّوا مُبْطِئاً أَرَضَّا»

  وأَرَضَّتِ: الرَّثِيئَةُ: خَثَرَتْ، نقله الجَوْهَرِيّ.

  وقال ابن عباد، وابنُ السِّكّيت: أَرَضَّ، إِذَا عَدَا عَدْواً شَدِيداً، فهو مع إِبطاءٍ وثِقَلٍ، ضِدّ.

  والمُرِضَّةُ، بضَمَّ المِيمِ وكَسْرِ الرّاء: الأُكْلَة والشُّرْبَةُ⁣(⁣١) الَّتِي إِذا أَكَلْتَهَا أَو شَرِبْتَها رَضَّت عَرَقَك فأَسَالتْه، قاله أَبو زَيْدٍ. ونَصُّه: أَرَضَّتْ عَرَقَك.

  ورَضْرَضَهُ: كَسَرَهُ، وقيل: دَقَّهُ ولم يُنْعِمْ، وكذلِكَ رَضَّهُ.

  والرَّضْرَاضَةُ: الحِجَارَةُ تَتَرَضْرضُ على وَجْهِ الأَرْضِ، أَي تَتَحَرَّكُ ولا تَلْبَثُ⁣(⁣٢). وقال الأَزْهَرِيّ: وقِيلَ: تَتَكَسَّرُ، ومِثْلُه قولُ الجَوْهَرِيّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  ارْتَضَّ الشَّيْءُ: تَكَسَّرَ. والمِرَضَّةُ، بالكَسْر: الَّتِي يُرَضُّ بِهَا.

  وأَرَضَّ التَّعَبُ العَرَقَ: أَسَالَهُ.

  ويُقَال للرّاعِيَةِ إِذا رَضَّتِ العُشْبَ أَكْلاً وهَرْساً: رَضَارِضُ، قال:

  يَسْبُتُ رَاعِيهَا وَهِي رَضَارِضُ ... سَبْتَ الوَقِيذِ والوَرِيدُ نابِضُ

  وفي الصّحاح: إِبِل رَضَارِضُ: رَاتِعَةٌ كأَنَّهَا تَرُضُّ العُشْبَ.

  والمُرِضَّةُ، بالضَّمّ وكَسْرِ الرَّاءِ: اللَّبَنُ الحَلِيبُ يُحْلَبُ على الحَامِضِ، وقِيل: هو قَبْلَ أَنْ يُدْرَكَ، وهي الرَّثِيئَةُ الخَاثِرَةُ.

  وقال أَبو عُبَيْدٍ: إِذا صُبَّ لَبَنٌ حَلِيبٌ على لَبَنٍ حَقِينٍ فهو المُرِضَّةُ والمُرْتَثِئَةُ. وقال ابنُ السِّكّيت: سأَلْتُ بعضَ بَنَي عامِرٍ عن المُرِضَّةِ فقال: هو اللَّبَنُ الحَامِضُ الشَّدِيدُ الحُمُوضَةِ، إِذا شَرِبَهُ الرَّجُلُ أَصْبَح قَد تَكَسَّرَ. قال ابنُ أَحْمَر يَذُمّ رَجُلاً ويَصِفُه بالبُخْلِ، كما في الصّحاح، وقال ابنُ بَرّيّ: هو يُخَاطِبُ امْرَأَتَه، وفي العُباب: يُحَذِّرُها أَنْ تَتَزَوَّج بَخِيلاً:

  ولَا تَصِلِي بِمَطْرُوقٍ إِذا مَا ... سَرَى في القَوْمِ أَصْبَحَ مُسْتَكِينَا

  يَلُومُ ولا يُلامُ ولا يُبَالِي ... أَغَثّاً كان لَحْمُكِ أَمْ سَمِينَا

  إِذا شَرِبَ الْمُرِضَّةَ قال: أَوْكِي ... على ما فِي سِقَائِكِ قد رَوِينَا

  قال ابن بَرّيّ: كذا أَنْشَدَه أَبو عَليّ لابْنِ أَحْمَرَ. رَوينَا، على أَنَّه من القَصِيدَة النُّونِيّة.

  وفي شِعْرِ عمْرِو بن هُمَيْلٍ اللَّحْيانِيّ، وفي العُبَابِ: الهُذليّ [قد رَوِيتُ]⁣(⁣٣) في قَصِيدَة أَوَّلها:

  أَلَا مَنْ مُبْلِغُ الكُعْبِيّ عَنّي ... رَسُولاً أَصلُهَا عِنْدِي ثَبِيتُ

  وفي العُبَاب: يَهْجُو عَمْرَو بْنَ جُنَادَةَ الخُزَاعيّ، ومِنْهَا:

  تَعَلَّمْ أَنَّ شَرَّ فَتَى أَنَاسٍ ... وأَوْضَعَه خُزَاعِيٌّ كَتِيتُ

  إِذَا شَرِبَ المُرِضّةَ قال: أَوْكِي ... على مَا فِي سِقَائك قد رَوِيتُ

  قال الصّاغَانِيّ: وهذَا من تَوَارُدِ الخَاطِرُ.

  وقال الأَصْمَعِيّ: أَرَضَّ الرجلُ إِرْضَاضاً، إِذا شَرِبَ المُرِضَّةَ فثَقُلَ عَنْهَا، وأَنشد قَوْلَ العَجّاج:

  ثمّ استَحثُّوا مُبْطِئاً أَرَضَّا


(١) في اللسان: «أَو الشربة» والأصل كالتهذيب والتكملة.

(٢) في التهذيب: «تتحرك ولا تثبت» ولم يرد فيه قوله: تتكسر، وقد ذكرها اللسان عن أَبي منصور، ووردت في الصحاح.

(٣) زيادة عن اللسان.