تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الراء مع الضاد

صفحة 72 - الجزء 10

  ورَوَّضَ السَّيْلُ القَرَاحَ: جَعَلَهُ رَوْضَةً.

  واسْتَرَاضَ المَكَانُ: فَسُحَ، واتَّسَعَ.

  واسْتَرَاضَ الحَوْضُ: صُبَّ فيه من الماءِ ما يُوَارِي أَرْضَهُ. كَذَا في العُبَابِ. وفي اللسان: ما يُغَطِّي أَسْفَلَه.

  وهو مَجاز. وقِيلَ: اسْتَرَاضَ، إِذا تَبَطَّح فيه المَاءُ على وَجْهِه، وكَذلك أَرَاضَ الحَوْضُ.

  ومن المجاز: استراضَتِ⁣(⁣١) النَّفْسُ، أَيْ طَابَتْ، يُقَال: افْعَلْ ذلِكَ ما دَامَتِ النَّفْسُ مُسْتَرِيضَةً. أَي مُتَّسِعَةً طَيِّبَةً.

  واسْتَعْمَلَه حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ في الشِّعْر والرَّجَز فقال:

  أَرَجَزاً تُرِيدُ أَمْ قَرِيضَا ... كِلَيْهِمَا أُجِيدُ مُسْتَرِيضَا

  أَي وَاسِعاً مُمْكِناً، ونَسَبَه الجَوْهَرِيُّ للأَغْلَبِ العِجْليّ.

  وقال الصَّاغَانِيّ: ولم أَجِدْه في أَراجِيزِه. وقال ابن بَرّيّ: نَسَبَهُ أَبو حَنِيفَةَ للأَرْقَطِ، وزَعَمَ أَنَّ بَعْضَ المُلُوكِ أَمَرَهُ أَنْ يَقُولَ فَقال هذا الرَّجَز.

  ورَاوَضَهُ على أَمرِ كَذا، أَي دَارَاهُ لِيُدْخِلَه فيه، كما في الصّحاح والأَساسِ، وهو مَجَاز.

  والمُرَاوَضَةُ المَكْرُوهَةُ في الأَثَرِ المَرْوِيّ عن سَعِيدِ بنِ المُسَيِّب: أَنْ تُوَاصِفَ الرَّجُلَ بالسِّلْعَةِ لَيْسَتْ عِنْدَكَ. وهي بَيْعُ المُوَاصَفَةِ، هكذا فَسَّرَهُ شَمِرٌ. وفي اللّسَان: وبَعْضُ الفُقَهَاءِ يُجِيزُهُ إِذا وَافَقَتِ السِّلْعَةُ الصِّفَة.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  تُجْمَعُ الرَّوْضَةُ على الرَّوْضَاتِ.

  والرَّيِّضَة، ككَيِّسَةٍ: الرَّوْضَةِ.

  وأَرْوَضَتِ الأَرْضُ وأَرَاضَتْ: أَلْبِسَها النَّبَاتُ، وأَراضَهَا الله: جَعَلَهَا رِيَاضاً. وقال ابنُ بَرّيّ: يُقَالُ: أَراضَ الله البِلَادَ: جَعَلَهَا رِيَاضاً. قال ابنُ مُقْبِلٍ:

  لَيَالِيَ بَعْضُهُمْ جِيرانُ بَعْضٍ ... بغَوْلٍ فَهْوَ مَوْلِيٌّ مُرِيضُ

  وأَرْضٌ مُسْتَرْوِضَةٌ: تُنْبِتُ نَبَاتاً جَيِّداً، أَو اسْتَوَى بَقْلُهَا.

  والمُسْتَرْوِضُ من النَّبَاتِ: الّذِي قد تَنَاهَى في عِظَمِهِ وطُولِه.

  وقَال يَعْقُوبُ: أَرَاضَ هذا المَكَانُ، وأَرْوَضَ: إِذا كَثُرَتْ رِيَاضُهُ، نَقَلَه الجَوْهَريُّ عَنْه. وقال يَعْقُوب أَيْضاً: الحَوْضُ المُسْتَرِيضُ: الَّذِي قد تَبَطَّحَ المَاءُ على وَجْهِه وأَنشد:

  خَضْراءُ فيها وَذَمَاتٌ بِيضُ ... إِذا تَمَسُّ الحَوْضَ يَسْتَرِيضُ

  يَعْنِي بالخَضْرَاءِ دَلْواً. والوَذَمَاتُ: السُّيُورُ.

  ومن المَجَازِ: قَصِيدَةٌ رَيِّضَةُ القَوَافِي، إِذا كانَتْ صَعْبَةً لم تَقْتَضِبْ قَوَافِيَهَا الشُّعَرَاءُ.

  وأَمْرٌ رَيِّضٌ: لم يُحْكَمْ تَدْبِيرُه.

  والتَّرَاوُضُ في البَيْعِ والشِّرَاءِ: التَّحاذِي⁣(⁣٢)، وهو ما يَجْرِي بَيْنَ المُتَبَايِعَيْنِ من الزِّيادة والنُّقْصان، كأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنهما يَرُوضُ صَاحِبَهُ. مِنْ رِيَاضَةِ الدَّابَّةِ، وهو مَجَاز.

  ونَاقَةٌ مَرُوضَةٌ.

  ورَوَّضَهَا تَرْوِيضاً، كرَاضَها. شُدِّدَ للمُبَالَغَة.

  والرُّوَّضُ: جَمْعُ رِائِضٍ.

  وحَمَّادٌ البَصْرِيّ عُرِفَ بالرَّائض، لِرِيَاضَةِ الخَيْلِ، سَمِعَ من الحَسَنِ وابْنِ سِيرِينَ.

  ومن أَمْثَالِهم: «أَحْسَنُ من بَيْضَةٍ في رَوْضَةٍ» نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ في الكَشّاف والأَسَاس.

  واسْتَرَاضَ المَحَلُّ: كَثُرَتْ رِيَاضُهُ.

  ومن المَجَاز: أَنا عِنْدَك في رَوْضَةٍ وغَدِير. ومَجْلِسُك رَوْضَةٌ من رِيَاضِ الجَنَّةِ. ومِنْه الحَدِيث «مَا بَيْن قَبْرِي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ من رِيَاضِ الجَنَّةِ» قال ثَعْلَبٌ: إِنَّ مَنْ أَقَامَ بهذَا المَوْضِعِ فكَأَنَّهُ أَقَام في رَوْضَةٍ مِن رِيَاضِ الجَنَّة، يُرَغِّبُ في ذلِك.

  ويُقَال: رَوِّضْ⁣(⁣٣) نَفْسَكَ بالتَّقْوَى. ورَاضَ الشاعِرُ القَوَافِيَ


(١) بالأصل «وأراضت» وما أثبت الصواب على اعتبار أن اللفظة معطوفة على ما قبلها، والعبارة الآتية تؤيد ما أثبتناه. ووردت العبارة في اللسان بالتذكير.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: التحاذي، كذا في النسخ والذي في اللسان والنهاية: التجاذب، فإنهما قالا بعد سوق الحديث: أي تجاذبنا في البيع والشراء وهو ما يجري الخ» وفي اللسان: وفي حديث طلحة: «فتراوضنا حتى اصطرف مني وأخذ الذهب».

(٣) في الأساس: رُضّ.