تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خزلب]:

صفحة 459 - الجزء 1

  والخِزْبَاءُ⁣(⁣١) كحِرْبَاء: ذُبَابٌ يكونُ في الرَّوْضِ.

  والخَازِبَازِ: ذُبَابٌ أَيضاً، ويأْتي للمؤلف في حرف الزاي ونتكلمُ هناكَ إِن شاء الله تعالى.

  والعَرَبُ تُسَمِّي مَعْدِنَ الذَّهَبِ خُزَيْبَة⁣(⁣٢) كجُهَيْنَة قاله أَبو عمرو وأَنشد:

  فَقَدْ تَرَكَتْ خُزَيْبَةُ كُلَّ وَغْدٍ ... يُمَشِّي بَيْنَ خَاتَامٍ وطَاقِ

  وخُزْبَى كحُبْلَى: مَنْزِلَةٌ كانت لبَنِي سَلَمَةَ بنِ عمرٍو، من الأَنصارِ وحدُّها فِيمَا بَيْنَ مَسْجِدِ القِبْلَتَيْنِ إِلى المَذَاذِ وقد جاءَ ذِكرُهَا

  في حديث عمرو بن الجَمُوحِ واسْتِشْهَادِه «اللهُمَّ لَا تَرُدَّنِي إِلى خُزبَى» غَيَّرَهَا ( *) النبيُّ ÷ وسمَّاهَا صَالِحَة، تَفَاؤُلاً بالخَزَبِ

  الذِي هو بمعنى الخَزَفِ أَو غيرها من معاني المادة، هنا ذَكرها المصنّف، والصَّوَاب أَنها خُرْبَى بالرَّاءِ، وقد تقدم له ذلك، وهناك ذَكَرَه الصاغانيّ وصاحبُ المعجم.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  خُزْبَةُ، بالضَّمِّ: جُبَيْلٌ صَغِيرُ في دِيَارِ شُكْرٍ مِنَ الأَزْدِ.

  [خزرب] الخَزْرَبَةُ، أَهمله الجوهريّ، وقال ابن دريد:

  هو اخْتِلَاطُ الكَلَامِ وخَطَلُهُ، وفي بعض النسخ: خَطَؤُه، والأَولُ هو الصوَابُ، نقله الصاغانيّ وصاحب اللسان.

  [خزلب]: الخَزْلَبَةُ أَهمله الجوهَرِيّ، وقال ابن دريد هو القَطْعِ السَّرِيعُ يقال: خَزْلَبَ اللَّحْمَ أَو الحَبْلَ: قَطَعَهُ قَطْعاً سَرِيعاً، ذكره ابن منظور والصاغانيّ⁣(⁣٣).

  [خشب]: الخَشَبَة⁣(⁣٤) مُحَرَّكَةً: ما غَلُظَ مِنَ العِيدَانِ، ج خَشَبٌ، مُحَرَّكَةَ أَيضاً⁣(⁣٥) مثل شَجَرَة وشَجَر وخُشُبٌ بضَمَّتَيْنِ قال الله تعالى في صِفَةِ المُنَافِقِينَ {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ}⁣(⁣٦) مثل ثَمَرَةٍ وثُمُرٍ وقُرِئَ خُشْبٌ بإِسْكانِ الشِّينِ، مثل بَدَنَةٍ وبُدْنٍ، أَرَادَ - واللهُ أَعْلَمُ - أَنَّ المُنَافِقِينَ في تَرْكِ التَّفَهُّمِ والاسْتِبْصَارِ وَوَعْيِ مَا يَسْمَعُونَ مِن الوَحْيِ بمنزلَةِ الخُشُبِ، وفي الحديث في ذكر المنافقينَ «خُشُبٌ باللَّيْلِ صُخُبٌ بالنَّهَارِ» أَرَادَ أَنَّهُم يَنَامُونَ اللَّيلَ⁣(⁣٧) لا يُصَلُّونَ، كأَنَّ جُثَثَهُم خُشُبٌ: مَطْرُوحَةٌ⁣(⁣٧)، وهو مجازٌ، وتُضَم الشِّينُ وتُسَكَّنُ تخفيفاً، والعربُ تقولُ لِلْقَتِيلِ: كأَنَّه خَشَبَةٌ، وكَأَنَّهُ جِذْعٌ، وخُشْبَانٌ، بضمهما أَي بضم أَولهما مثل حَمَلٍ وحُمْلَانٍ قال:

  كَأَنَّهُمْ بِجَنُوبِ القَاعِ خُشْبَانُ

  وفي حَديث سَلْمَانَ «كَانَ لَا [يكاد]⁣(⁣٨) يُفْقَهُ كَلَامُهُ من شِدَّةِ عُجْمَتِهِ، وكانَ يُسَمِّي الخَشَبَ الخُشْبَانَ» قال ابنُ الأَثير: وقد أُنْكِرَ هذا الحديثُ، لأَنَّ سَلْمَانَ كانَ يُضَارِعُ كَلَامُه كَلَامَ الفُصْحَاءِ.

  قلتُ: وكَذَا قولُهُم: سِينُ بِلالٍ عِنْدَ اللهِ شِينٌ، وقد سَاعَدَ في ثُبُوتِ الخُشْبَانِ الرِّوَايَةُ والقِيَاسُ كَمَا عَرَفْتَ.

  وبَيْتٌ مُخَشَّبٌ: ذُو خَشَبٍ، والخَشَّابَةُ بَاعَتُهَا.

  وخَشَبَهُ يَخْشِبُهُ خَشْباً فَهُوَ خَشِيبٌ ومَخْشُوبٌ: خَلَطَهُ، وانْتَقَاهُ والخَشْبُ: الخَلْطُ، والانْتِقَاءُ، وهو ضِدٌّ وخَشَبَ الشيءَ بالشيءِ: خَلَطَهُ بهِ وخَشَبَ السَّيْفَ يَخْشِبُهُ خَشْباً فهو مَخْشُوبٌ وخَشِيب: صَقَلهُ وفي نسخة بعد هذا أَوْ شَحَذَهُ والخَشْبُ: الشَّحْذُ، نَقَلَه الصاغانيّ، وخَشَبَ السَّيْفَ: طَبَعَهُ أَيْ بَرَدَهُ ولم يَصْقُلْهُ، وهو ضِدٌّ، فَعَلَى هذَا يَكُونُ قولُه: «أَوْ شَحَذَه» بعدَ قولِه «ضِدٌّ» كما هو ظاهر، ومن المجاز: خَشَبَ الشِّعْرَ يَخْشِبُهُ خَشْباً: أَمَرَّهُ كَمَا جَاءَه أَي قَالَهُ مِنْ غَيْرِ تَنَوُّقٍ، وفي نسخة: من غير تَأَنَّقٍ ولَا تَعَمُّلٍ له هو يَخْشِبُ الكَلامَ والعَمَلَ: إِذا لَمْ يُحْكِمْهُ وَلَمْ يُجَوِّدْهُ، وشِعْرٌ خَشِيبٌ ومَخْشُوبٌ، وجَاءَ بالمَخْشُوبِ، [غير المحسوب]⁣(⁣٩)، وكان الفَرَزْدَق يُنَقِّح الشِّعْرَ وجَرِيرٌ يَخْشِبُهُ، وكَانَ خَشْبُ جَرِيرٍ خَيْراً من تَنْقِيحِ الفَرَزْدَقِ، وقولُه كاخْتَشَبَهُ ظَاهِرُ إِطْلَاقِهِ أَنَّه يُسْتَعْمَلُ في الشِّعْرِ والعَمَلِ، كَمَا يُسْتَعْمَلُ


(١) في اللسان: الخَزْباء.

(٢) في القاموس: خُزَيْبةٌ.

(*) بأصل القاموس: وغيرها.

(٣) وفي الصحاح مادة «خزب» قال: والخزلبة: القطع السريع.

(٤) بالأصل والقاموس: «الخشب» تصحيف وسياق العبارة يقتضي ما أثبتناه عن اللسان.

(٥) في إحدى نسخ القاموس: وخُشْبٌ وخُشُبٌ.

(٦) سورة المنافقين الآية ٤.

(٧) في اللسان: الليل، كأنهم خشب مطرّحة، لا يصلون فيه.

(٨) زيادة عن النهاية.

(٩) زيادة عن الأساس.