فصل اللام مع الضاد
فصل اللام مع الضاد
  [لضض]: رَجُلٌ لَضٌّ: مُطَرَّدٌ، كما في اللّسَان. وفي الصّحاح: دَلِيلٌ لَضْلَاضٌ، أَي حاذَقٌ، أَي في الدَّلَالَةِ. وقال اللَّيْثُ: اللَّضْلاضُ: الدَّلِيلُ، وأَنْشَدَ لِلرَّاجِز يَصِفُ مَفازَةً.
  وبَلَدٍ يَعْيا على اللَّضْلاضِ ... أَيْهَمَ مُغْبَرِّ الفِجاجِ فَاضِ
  أَيْ واسِعِ، من الفَضَاءِ. ونَصُّ الجَوْهَرِيّ: وبَلْدَةً تَغْبَى.
  قال اللَّيْثُ: ولَضْلَضَتُهُ: الْتِفَاتُهُ يَمِيناً وشِمَالاً، وتَحَفُّظُهُ.
  [لعض]: لَعَضَهُ بلِسَانِهِ، كمَنَعَهُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: أَي تَنَاوَلَهُ بِهِ، لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ. قالَ: واللَّعْوَضُ، كجَرْوَلٍ: ابنُ آوَى، يَمانِيَةٌ. قُلْتُ: وقد سَبَق في «ع ل ض» أَنَّ العِلَّوْضَ كسِنَّوْرٍ. ابنُ آوَى، بِلُغَة حِمْيَرَ، واللَّعْوَضُ مَقْلُوبَةٌ.
  [لكض]: اللَّكْضُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ.
  وقال ابنُ عَبّادٍ: هو اللَّكْزُ، قالَ: وهو الضَّرْبُ بجُمْعِ الكَفِّ، كَذَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
فصل الميم مع الضاد
  [محض]: المَحْضُ: اللَّبنُ الخَالِصُ بِلا رَغْوَةٍ. قاله اللَّيْثُ. وقال الجَوْهَرِيُّ: هو الَّذِي لَمْ يُخَالِطْهُ المَاءُ حُلْواً كانَ أَو حامِضاً. ولا يُسَمَّى اللَّبَنُ مَحْضاً إِلاَّ إِذا كانَ كَذلِكَ.
  وفي حَدِيثِ عُمَرَ: «لَمَّا طُعِنَ شَرِبَ لَبَناً فخَرَجَ محْضاً» أَيْ خالصاً على وَجْهِهِ(١) لَمْ يَخْتَلِطْ بشيءٍ.
  وفي حَدِيثٍ آخَرَ: «بَارِكْ لَهُمْ في مَحْضِهَا» ومَخْضِها أَيْ الخالِصِ والمَمْخُوضِ.
  وفي حَدِيثِ الزَّكاةِ: «فاعْمِدُوا(٢) إِلَى شاةٍ مُمْتَلِئَةٍ شَحْماً ومَحْضاً»، أَيْ سَمِينَةً كَثِيرةَ اللَّبَنِ. وقد تَكَرَّر في الحَدِيثِ بمَعْنَى اللَّبَنِ مُطْلَقاً، ج مِحَاضٌ، بالكَسْرِ.
  ورَجُلٌ مَاحِضٌ ومَحِضٌ، ككَتِف: يَشْتَهِيهِ، كِلاهُمَا على النَّسَبِ. وفي العُبَابِ: رَجُلٌ مَحِضٌ، يُحِبُّ المَحْضَ، كما يُقَال شَحِمٌ لَحِمٌ، إِذا كانَ يُحِبُّهُمَا، أَو رَجُلٌ مَاحِضٌ: ذُو مَحْضٍ، كقَوْلِكَ: لَابِنٌ وتَامِرٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.
  ومَحَضَهُ، كَمَنَعَهُ: سَقَاهُ المَحْضَ كأَمْحَضَهُ، كما في الصّحاح. وامْتَحَضَ: شَرِبَهُ مَحْضاً. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للرَّاجِز:
  امْتَحِضَا وسَقِّيَانِي الضَّيْحَا(٣) ... فَقَدْ كَفَيْتُ صَاحِبَيَّ المَيْحَا
  كمَحِضَ، بالكَسْرِ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ.
  ومِنَ المَجَازِ: هو مَمْحُوضُ النَّسَبِ، أَيْ خَالِصُهُ، والَّذِي في الصّحاح: وعَرِبيٌّ مَحْضٌ أَي خالِصُ النَّسَبِ، الأُنْثَى، والذَّكَرُ، والجَمْعُ فِيهِ سوَاءٌ، وإِنْ شِئْت أَنَّثْتَ وجَمَعْتَ، مِثْلُ قلْبٍ وبَحْتٍ. وفي العُبَاب: قال أَبو عُبَيْدٍ: هذا عَرَبِيٌّ مَحْضٌ، وهذِه عَرَبِيَّةٌ مَحْضَةٌ ومَحْضٌ، وبَحْتَةٌ وبحْتٌ، وقَلْبَةٌ وقَلْبٌ(٤).
  ومن المَجَازِ: فِضَّةٌ محْضٌ، ومَحْضَةٌ، ومَمْحُوضَةٌ، أَيْ خَالِصَةٌ، كَذلِك قالَ سِيبَوَيْه، فإِذَا قُلْتَ: هذِهِ الفِضَّةُ محْضاً، قُلْتَهُ بالنَّصْبِ اعْتِمَاداً على المَصْدَر.
  ومن المَجَازِ: أَمْحَضَهُ الوُدَّ، عن أَبِي زَيْدٍ، ونَسَبَهُ الزَّمَخْشَرِيّ لِابْنِ دُرَيْدٍ، أَيْ أَخْلَصَه، كمَحَضَهُ، كَذَا نَقَلَ الجَوْهَرِيُّ الوَجْهَيْنِ. وقال ابنُ بَرِّيّ: ولَمْ يَعْرِف الأَصْمَعِيُّ أَمْحَضَهُ الوُدَّ، وكَذلِكَ مَحَضْتُ لَهُ النُّصْحَ، وأَمْحَضْتُه قال الجَوْهَرِيُّ: وكُلُّ شَيْءٍ أَخْلَصْتَهُ فَقَدْ أَمحَضْتَهُ. قال: وأَنْشَدَ الكِسَائِيُّ:
  قُلْ لِلْغَوَانِي أَما فِيكُنَّ فَاتِكَةٌ ... تَعْلُو اللَّئِيمَ بِضَرْبٍ فِيه إِمْحَاضُ
  وأَمْحَضَهُ الحَدِيثَ: صَدَقَهُ. نَقَلَهُ ابنُ القَطَّاعِ، وهو من الإِخْلاصِ، وهو مَجازٌ.
  والأُمْحُوضَةُ، بالضَّمِّ: النَّصِيحَةُ الخالِصَةُ، وهو مَجاز.
  والمَحْضَةُ: ة، بلِحْفِ آرَةَ بَيْنَ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ. والمَحْضَةُ أَيْضاً: ة، باليَمَامَةِ، نَقَلَهُمَا الصَّاغَانِيّ.
(١) النهاية واللسان: جبهته.
(٢) النهاية واللسان: فاعمد.
(٣) روايته في التهذيب:
فامتحضا وسقِّياني ضيحا
(٤) العبارة في التهذيب، وزيد فيه: وإن شئت ثنيّت وجمعت.