تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثعط]:

صفحة 210 - الجزء 10

  الثَّطَا، على وَزْن قَفًا، فانْظُر هذا مع قَوْلِ اللَّيْثِ.

  * ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الثُّطُطُ، بضَمَّتَيْنِ: الكَوَاسِجُ، كالزُّطُطِ، نقله ابنُ الأَعْرَابِيّ.

  ورَجُلٌ ثَطٍ كعَمٍ، مقلوبٌ عن ثَئِطٍ، نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساس.

  والأَثَطُّ: لَقَبُ أَبِي العلاءِ أَحْمَدَ بنِ صالِح الصُّورِيِّ المُحَدِّث.

  [ثعط]: الثَّعِيطُ، كأَمِيرٍ: دُقَاقُ رَمْلٍ سَيّالٍ تَنْقُلُه الرِّيحُ، قَالهُ اللَّيْثُ.

  والثَّعِطُ، سياقُه يَقْتَضِي أَنه بالفَتْح، وصوابُه بالتَّحْرِيكِ، وهكذا ضَبَطَهُ الجوْهرِيُّ والصّاغَانِيُّ: اللَّحْمُ المُتَغَيِّرُ المُنْتِنُ، وقد ثَعِط كفَرِحَ: تَغَيَّرَ، قال الأَزْهَرِيُّ: أَنْشَدَنِي أَبو بَكْرٍ:

  يَأْكُل لَحْماً بَائِتاً قد ثَعِطَا ... أَكْثَرَ منه الأَكْلَ حتَّى خَرِطَا⁣(⁣١)

  وكذلِكَ الجِلْدُ، إِذا أَنْتَنَ وتَقَطَّعَ. وفي الصّحاحِ، الثَّعَط، بالتَّحْرِيكِ: مَصْدرُ ثَعِطَ اللَّحْمُ، أَي أَنْتَنَ، وكذلِكَ الماءُ، قال الرّاجِزُ:

  ومَنْهَلٍ على غِشَاشٍ وفَلَطْ ... شَرِبْتُ مِنْهُ بينَ كُرْهٍ وثَعَطْ

  وقال أَبو عَمْرٍو: ثَعِطَت شَفَتُه، أَي وَرِمَتْ وتَشَقَّقَتْ، كما في اللِّسَانِ.

  والثَّعِطَةُ، كفَرِحَةٍ: البَيْضَةُ المَذِرَةُ، عن أَبِي عَمْرٍو، وهي الفَاسِدَةُ المُنْتِنةُ.

  والتَّثْعِيط: الدَّقّ والرَّضْخُ، قال بعضُ شُعَراءِ هُذَيْل، كما في اللِّسَانِ، وفي التَّكْمِلَةِ هو إِياسُ بن جُنْدَب الهُذَلِيّ يَهْجُو نِساءً، وفي العُباب: يخاطِبُ ابنَ نَجْدَةَ الفَهْمِيَّ:

  تُغَنِّي نِسْوَةً كَنَفَيْ⁣(⁣٢) غُضَارٍ ... كأَنَّكَ بالنَّشِيدِ لَهُنَّ رَامُ

  يُثَعِّطْنَ العَرَاب فهُنَّ سُودٌ ... إِذَا جَالَسْنَه فُلْحٌ قِدَامُ⁣(⁣٣)

  أَي يَرْضَخْنَ ويُدَقِّقْنَ كما يُرْضَخُ النَّوَى.

  قلت: ولم أَجِدْ لإِياسِ بنِ جُنْدَبٍ ذِكْراً في الدِّيوان.

  * ومِما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  ماءٌ ثَعِطٌ: مُنْتِنٌ مُتَغَيِّرٌ.

  [ثلط]: ثَلَطَ الثَّوْرُ والبَعِيرُ والصَّبِيُّ، يَثْلِطُ، من حَدِّ ضَربَ، ثَلْطاً: سَلَحَ رقِيقاً، وقِيل: أَلْقاهُ سَهْلاً رَقِيقاً.

  واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على البَعِيرِ، وقال: إِذا أَلْقَى بَعرَهُ رَقِيقاً.

  وقال الأَزْهَرِيُّ: يُقال للإِنْسانِ إِذا رَقَّ نَجْوُه: هُو يَثْلِطُ ثَلْطاً.

  وفي الحَدِيثِ: «فبَالَتْ وثَلَطَتْ» قال ابنُ الأَثِيرِ: وأَكْثَرُ ما يُقالُ للإِبِلِ والبَقَرِ والفِيَلَةِ.

  وفي حَدِيثِ عَلِيٍّ ¥: «أَنَّهُمْ كانُوا يَبْعَرُون بَعْراً وأَنْتُمْ تَثْلطون ثَلْطاً» أَي كانوا يَتَغَوَّطُون يَابِساً كالبَعرِ؛ لأَنَّهُمْ كانُوا قَلِيلِي المآكِلِ والأَكْلِ، وأَنْتُمْ تَثْلِطُون. إِشارَة إِلى كَثْرةِ المَآكِل وتَنَوُّعِها.

  وثَلَطَ فُلاناً: رَمَاهُ بالثَّلْطِ، أَي الرَّقِيقِ من الرَّجِيعِ ولَطَخَهُ به.

  وقال اللَّيْثُ: الثَّلْطُ⁣(⁣٤): رَقِيقُ سَلْحِ الفِيلِ ونَحْوِه مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِذا كان رَقِيقاً، وأَنْشَدَ لجَرِيرٍ يَهْجُو البَعِيثَ:

  يا ثَلْطَ حَامِضَةٍ⁣(⁣٥) تَرَوَّحَ أَهْلُهَا ... عَنْ مَاسِطٍ وتَنَدَّتِ القُلاّمَا

  ورَوَاه الصّاغَانِيُّ هكذا، وفي اللّسان:

  يا ثَلْطَ حَامِضَةٍ تَرَبَّعَ ماسِطاً ... مِنْ وَاسِطٍ وتَرَبَّع القُلاّمَا

  والمَثْلَطُ: مَخْرَجُهُ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:

  واعْتاصَ بَابَا قَيْئِهِ⁣(⁣٦) ومَثْلَطِهْ


(١) يقال خرط به إذا غُصّ به، اللسان.

(٢) عن شرح ديوان الهذليين ص ٨٣٦ وبالأصل «كغنى» ولم يرد في ديوان الهذليين شعر لاياس بن جندب.

(٣) عجزه في اللسان:

إذا خالسنه فلح فدامُ

والعراب ثم الخزم، واحدته عرابة. وبالأصل «يسعطن» والمثبت عن شرح أشعار الهذليين واللسان والتكملة.

(٤) عن القاموس، ومثله في اللسان، وبالأصل «السلط» بالسين المهملة.

(٥) عن الديوان وبالأصل «حاملة».

(٦) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «فئبه».