فصل الحاء مع الطاء
  تُحَطُّ عنه خَطَاياهُ وذُنُوبُه، وهي فِعْلَةٌ من حَطَّ الشَّيْءَ يَحُطُّهُ، إِذا أَنْزَلَه وأَلْقاه.
  ورَجُلٌ حَطَوْطَى، كحَبَرْكَى: نَزِقٌ، عن ابْنِ عَبّادٍ، وهو مَجَازٌ.
  والحَطُوطُ، كصَبُورٍ: النّاقَةُ النَّجِيبَةُ السَّرِيعَةُ، وقد حَطَّت في سَيْرِهَا، قال النّابِغَةُ الذُبْيَانيّ:
  فمَا وَخَدَتْ بمِثْلِك ذَاتُ غَرْبٍ ... حَطُوطٌ في الزِّمَامِ ولا لَجُونُ
  وكذلِكَ المُنْحَطَّة.
  وحِطِّينُ، كسِجِّين: ة، بالشامِ بين أُرْسُونَ وقَيْسَارِيَةَ، فيها قَبْرُ شُعَيْبٍ #(١) ومِنْ هذِه القَرْيَةِ هَيّاجُ بنَ عُبَيْدٍ الحِطِّينِيُّ مُفْتِي الحَرَمِ، قُتِل صَبْراً على السُّنَّةِ سنة ٤٧٣(٢) والحِطَّانُ، بالكَسْرِ: التَّيْسُ.
  وحِطَّانُ: وَالِدُ عِمْرَانَ الشّاعِرِ.
  وحِطَانُ بنُ عَوْف: شاعِرٌ أَيْضاً، وهو الَّذِي شَبَّبَ الأَخْنَسُ بنُ شِهَاب التَّغْلبيُّ بابْنَتِه فَقَالَ:
  لابْنَةِ حِطّانَ بنِ عَوْفٍ مَنَازِلٌ ... كمَا رَقَّشَ العُنْوَانَ في(٣) الرَّقِّ كاتِبُ
  وقال ابنُ عَبّادٍ: حِرٌ حُطَائِطٌ بُطائطٌ، أَي ضَخْمٌ، وأَنْشَدَ قُطْرُب:
  إِنّ حِرِي حُطَائطٌ بُطَائط
  وقد تَقَدَّم.
  والحُطَائِطُ أَيْضاً: الصَّغِيرُ القَصيرُ مِنَّا، وقد تَقَدَّم الحُطَائِطُ بمعنَى الصَّغِيرِ، وهو نصُّ الجَوْهَرِيّ. وزاد هُنَا القَصِيرَ، وهو بمَعْنَاه، وقَوْلُه: مِنّا، أَي من النّاسِ وقد عَمَّمَهُ(٤) أَبو عَمْرٍو، فقال: مِن النّاس وغَيْرِهِم، وأَنْشَدَ:
  والشّيخُ مثلُ النَّسْرِ والحُطَائطِ
  وقد تَقَدَّم.
  وحُطائِطُ بنُ يَعْفُرَ النَّهْشَلِيُّ هو أَخَو الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ الشاعِر، نَقَله الجَوْهَرِيُّ.
  والحُطَائطُ: ذَرَّةٌ صَغِيرَةٌ حَمْرَاءُ، الوَاحِدَةُ بهاءٍ، هذا هو الصَّوابُ وقَوْلُ بَعْضِهم يَعْنِي به ابنَ عَبّادٍ صاحبَ المُحِيط: بُرَّةٌ حَمْرَاءُ صغيرَةٌ، وَهَمٌ نَبَّه عليه الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ، وأَوْرَدَه في التَّكْمِلَةِ هكَذَا، ولم يُنَبِّه عَلَى الوَهَم. قلتُ: ووَقَعَ في نُسْخَةِ اللّسَان: بَثْرَةٌ حَمْرَاءُ صَغِيرَة، والمادَّةُ لا تُخَالِفُه، فتأَمّل، ومنه قَوْلُ صِبْيَانِهِم، أَي من الحُطَائِطِ بمعْنَى الذَّرَّة، وأَوْرَدَ هذا الكَلامَ بطَرِيقِ الاسْتِدْلالِ لِما ذَهَبَ إِليه من تَوْهِيمِ ابنِ عَبّادٍ، قال الأَزْهَرِيُّ: تقولُ صِبْيَانُ الأَعْرَابِ في أَحاجيهِمْ: ما حُطَائِطٌ بُطائط، تَمِيسَ(٥) تَحْتَ الحائِط؟ يَعْنُون بِه الذَّرَّ.
  ومن المَجَازِ: اسْتَحَطَّنِي من ثَمَنِه شَيْئاً، أَي اسْتَنْقَصَنِيْه وطَلَب مِنّي حَطِيطَةً.
  قال الصّاغَانِي: والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ على إِنْزَالِ الشِّيءِ من عُلْوٍ. وقد شَذَّ عنه الحَطَاطُ: البَثْرَةُ.
  * وممّا يُسْتَدْرَكَ عليه:
  الانْحِطَاط: مُطَاوِعُ حَطَّ الرَّحْلَ والسَّرْجَ، يُقَالُ: حَطَّهُ فانْحَطَّ.
  والانْحِطَاطُ: الانْحِدَارُ، والإِدْبَارُ، والاضْمِحْلال، وفِيهِمَا مَجَاز.
  والمَحَطُّ: المَنْزِل، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وكذلِكَ المَحَطَّةُ، والجَمْع مَحَاطُّ ومَحَطَّاتٌ.
  وهذا مَحَطُّ الكَلامِ، وهو مَجَازٌ.
  وأَدِيمٌ حَطُوطٌ: مَصْقُولٌ.
  وحَطَّ الله عنهُ وِزْرَه، في الدُّعاءِ، أَي وَضَعَه، وهو مَجَاز، أَي خَفَّفَ الله عن ظَهْرِه ما أَثْقَلَهُ.
  والحِطَّةُ، بالكَسْرِ: نَقْصٌ في المَقَامِ.
(١) كذا بالأصل والقاموس والتكملة ومعجم البلدان «حطين» وفي موضع آخر من الترجمة قال ياقوت: بالقرب منها قرية يقال لها خيارة بها قبر شعيب #، وهذا صحيح لا شك فيه.
(٢) في معجم البلدان: سنة ٤٧٢.
(٣) بالأصل: «في الخط كاتب» والمثبت عن القاموس.
(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «عمّه».
(٥) في التهذيب: «يميس» والأصل كاللسان نقلاً عن الأزهري.