تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خرط]:

صفحة 234 - الجزء 10

  والخَبْطَةُ، بالفَتْح: ضَرْبَةُ الفَحْلِ النَّاقَةَ، قال ذُو الرُّمَّةِ، يَصِفُ جَمَلاً:

  خَرُوجٌ من الخَرْقِ البعِيدِ نِيَاطُهُ ... وفي الشَّوْلِ يُرْضَى خَبْطَةَ الطَّرْقِ نَاجِلُه⁣(⁣١)

  والخَابِطُ: الضَّرَبانُ في الرَّأْسِ.

  وخَبَطَ فُلانٌ علَى البَابِ: دَقَّ.

  وأَبُو سُلَيْمَانَ الخَبّاطُ، كشَدّادٍ: تَابِعِيٌّ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، وعن يَزِيد بن عِيَاضٍ.

  وسُمَيَّة بنتُ خَبّاطٍ: وَالِدةُ عمّارِ بنِ ياسِرٍ، مَوْلَاةُ آل مَخْزُومٍ، وكانَت تُعَذَّبُ في الله هي وابنُهَا وزَوْجُهَا ياسِرٌ.

  وعِيسَى بنُ أَبِي عِيسى الخَبَّاطُ: رَوَى عن الشَّعْبِيّ.

  وأَبُو خَابِطٍ الكَلْبِيُّ: له صُحْبة، واسمهُ جَنَابٌ، رَوَى عنه ابنُه خَابِطٌ، نقله الحافظُ في التَّبْصِير، وأَهْمَلَه الذَّهبيّ وابنُ فَهْد. نعم ذَكَرا في حرفِ الجيم جَناباً الكَلْبِيّ من مَسْلَمَةِ الفَتْحِ، عن أَبي عَمْرٍو، ولم يَذْكُرَا كُنْيَتَه، فلَعَلَّه هو.

  وخُبَاطٌ، كغُرَابٍ: لقَبُ الفَقِيه أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الشّافِعِيِّ الدَّقّاقِ، القائِلِ بمَفْهُومِ اللَّقَب. ضَبَطَه الحافِظُ.

  وخَبَطَ العِرْقُ: ضَرَبَ.

  واسْتَخْبَطَه: سَأَلَه بغَيْرِ وَسِيلَةٍ.

  وخَبَطَ فيهم بخَيْرٍ: نَفَعَهم، وهو مَجَازٌ.

  ويُقَال: ما لَه خَابِطٌ ولا نَاطِحٌ، أَي بَعِيرٌ ولا ثَوْرٌ، لمَنْ لا شَيْءَ لَهُ. وهو مَجَازٌ.

  [خرط]: خَرَطَ الشَّجَرَ يَخْرِطُهُ ويَخْرُطُه خَرْطاً: انْتَزَعَ الوَرَقَ منه واللِّحَاءَ، اجْتِذاباً بكَفِّه.

  وخَرَطَ العُودَ يَخْرِطُه، ويَخْرُطُه: قَشَرَهُ، كما فِي الصّحاح وسَوّاهُ بيَدِه. والصّانِعُ خَرّاطٌ، وحِرْفَتُه الخِرَاطَةُ، بالكَسْرِ، على القِيَاس في أَسماءِ الحِرَف.

  وخَرَطَ الإِبِلَ في المَرْعَى، والدَّلْوَ في البِئْرِ، أَي أَرْسَلَهُما، وكذا خَرَطَ الفَحْلَ على الشَّوْلِ، إِذا أَرْسَلَه في البِئْر، أَي أَلْقَاهَا وحَدَرَها. ومنه قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ الله تَعَالَى عنه، لَمَّا رَأَى مَنِيّاً⁣(⁣٢) في ثَوْبِهِ: «قد خُرِطَ عَلَيْنَا الاحْتِلَامُ» قال ابنُ شُمَيْلٍ: أَي: أُرْسِلَ، وهو مَجاز.

  ومن المَجَاز: خَرَطَ جَارِيَتَهُ خَرْطاً: نَكَحَهَا.

  وخَرَطَ العُنْقُودَ خَرْطاً: وَضَعَهُ في فِيهِ، وأَخْرَج عُمْشُوشَهُ عَارِياً، كاخْتَرَطَهُ. وقال أَبو الهَيْثَم: خَرَطْتُ العُنْقُودَ خَرْطاً، إِذا اجْتَذَبْتَ حَبَّهُ بجَمِيعِ أَصابِعِكَ.

  وفي الحَدِيث أَنَّه «كَانَ يَأْكلُ العِنَبَ خَرْطاً».

  وخَرَطَ باسْتِهِ، وكَنَّى عنها الصّاغَانِيّ فقال: بها، إِذا، حَبَقَ.

  ومن المَجَازِ: خَرَطَ الدَّوَاءُ فُلاناً أَي أَمْشَاهُ، كخَرَّطَهُ تَخْرِيطاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وخَرَطَ البَازِيَ: أَرْسَلَه من سَيْرِه، قال جَوّاسُ بن قَعْطَلٍ:

  يَزَعُ الجِيَادَ بقَوْنَسٍ وكَأَنَّهُ ... بَازٌ تَقَطَّعَ قَيْدُه مَخْرُوطُ

  ومن المَجَاز: خَرَط عَبْدَهُ عَلَى النّاس خَرْطاً، إِذا أَذِنَ لَهُ في أَذَاهُمْ، شُبِّهَ بالدَّابَّةِ يُفْسَخُ رَسَنُه ويُرْسَلُ مُهْمَلاً.

  ومن المَجَازِ: خَرَطَ الرُّطْبُ البَعِيرَ خَرْطاً: سَلَّحَهُ، وكذلِكَ غير البَعِيرِ. وخَرَّطَ تَخْرِيطاً مِثْلُه، كما في الأَساسِ.

  وبَعِيرٌ خَارِطٌ: أَكَلَ الرُّطْبَ فخَرَطَهُ، وهذا لا يَصِحُّ إلاّ أَنْ يكونَ في مَعْنَى مَخْرُوطٍ.

  ومن المَجَازِ: الخَرُوطُ، كصَبُورٍ: الدَّابَّةُ الجَمُوحُ، وهي الَّتي تَجْتَذِبُ رَسَنَهَا منْ يَدِ مُمْسِكِهَا ثمّ تَمْضِي عاثِرَةً خَارِطَةً⁣(⁣٣)، ج خُرُطٌ، بالضَّمِّ، وقد خَرَطَتْ وانْخَرَطَتْ، والاسْمُ الخِرَاطُ، بالكَسْرِ، يَقَولُ بائعُ الدّابَّة: بَرئْتُ إِلَيْكَ من الخِرَاطِ، أَي الجِماح نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  ومن المَجَازِ: الخَرُوطُ: المَرْأَةُ الفاجِرَةُ، وخِرَاطُهَا: فُجُورُهَا، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.


(١) ديوانه قصيدة ٦٢ رقم ٢٧ باختلاف رواية عجزه، وضبطت يرضى في التهذيب بفتح الياء.

(٢) في التهذيب والنهاية واللسان: جنابة.

(٣) وردت العبارة في التهذيب واللسان بالتذكير، والدابة اسم يقع على المذكر والمؤنث.