تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سطط]:

صفحة 282 - الجزء 10

  مَمْلُوءَيْنِ جَوْهَراً».

  وعن مَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ المُزَنِيِّ ¥ أَنَّه قال: لَمّا قُتِل النُّعْمان بن عَمْرِو بن مُقَرِّنٍ ¥، أَرْسَلُوا إِلى أُمَّ وَلَدِه: هل عَهِدَ إِليك النُّعمانُ؟ قالت: سَفَطٌ فيه كِتَابٌ. فجاءَتْ به ففَتَحُوه، فإِذَا فِيه: «فإِنْ قُتِل النُّعْمَان ففُلانٌ».

  قلت: وأَنْشَدَ بعضُ الشُّيوخِ لأَبي حامِدٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ المازِنيِّ القَيْسِيِّ الغَرْنَاطِيِّ:

  تَكْتُبُ العِلْمَ وتُلْقِي في سَفَطْ ... ثُمّ لا تَحْفَظُ، لا تُفْلِحُ قَطّ

  إِنَّمَا يُفْلِحُ مَنْ يَحْفَظُه ... بَعْدَ فَهْمٍ وتَوَقٍّ منْ غَلَطْ

  ج: أَسْفَاطٌ.

  قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وفي بَعْضِ اللُّغَات يُسَمَّى القِشْرُ الَّذِي عَلَى جِلْدِ السَّمَكِ: سَفَطٌ، بالتَّحْرِيكِ، قال: وهو الجِلْدُ الَّذِي عليه الفُلُوسُ.

  وقال أَبو عَمْرٍو: سَفَّطَ فُلانٌ حَوْضَهُ تَسْفِيطاً، إِذا شَرَّفَهُ وأَصْلَحَهُ ولَاطَهُ، وأَنْشَد:

  حَتَّى رَأَيْت الحَوْضَ ذُو قَدْ سُفِّطَا⁣(⁣١) ... ذُو فَاضَ مِن طُولِ الجِبَى فَأَفْرَطَا

  قَفْراً من الماءِ هَوَاءً أَمْرَطَا

  أَرادَ بالهَوَاءِ: الفَارِغَ من الماءِ.

  والسَّفِيطُ: الطَّيِّبُ النَّفْسِ، وقيل: السَّخِيُّ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للرّاجِزِ:

  ماذا تُرَجِّينَ من الأَرِيطِ ... حَزَنْبَلٍ يَأْتِيكِ بالبَطِيطِ

  لَيْسَ بذِي حَزْمٍ ولا سَفِيطِ

  قلتُ: وهو قَوْلُ حُمَيْدٍ الأَرْقَط، وقد سَفُطَ، ككَرُمَ، سَفَاطَةً، ونَفْسُه سَفِيطَةٌ بكذا، ويُقَال: هو سَفِيطُ النَّفْسِ، أَي سَخِيُّها طَيِّبُها، لُغَةُ أَهْلِ الحِجَازِ: وقال الأَصْمَعِيُّ: إِنَّه لَسَفِيطُ النَّفْسِ، ومُذِلُّ النَّفْس: إِذا كان هَشًّا إِلى المَعْرُوف جَوَاداً.

  والسَّفِيطُ أَيْضاً: النَّذْلُ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: كُلُّ مَنْ لا قَدْرَ له من رَجُلٍ أَو شَيْءٍ فهو سَفِيطٌ، ضِدٌّ.

  والسَّفِيطُ أَيْضاً: المُتَساقِطُ من البُسْرِ الأَخْضَرِ، كما في اللِّسَانِ.

  والسُّفَاطَةُ، كثُمَامَةٍ: مَتَاعُ البَيْتِ، كالأَثَاثِ. نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.

  وسَفْطُ، بالفَتْح⁣(⁣٢)، مُضَافةً إِلى ما سَيَأْتِي: أَسْمَاءُ قُرًى فَمِنْها: سَفْطُ أَبِي جِرْجَى، من البَهْنَساوِيّة، وقد وَرَدْتُهَا، وهي كُورَةٌ مُشْتَمِلَة على قرىً، وتُعْرَفُ الآن بسَاحِلِ أَبي جرْج، وكانَتْ سابِقاً تُضَاف إِلى قَيْس، وقد اضْمَحَلَّ حالُها، ومن قُرَاهَا بَنِي مَزار، وهي قريبةٌ من البَحْر.

  وسَفْطُ العُرَفاءِ⁣(⁣٣) بالبَهْنَساوِيّة أَيضاً غربِيَّ النِّيلِ.

  وسَفْطُ القُدُورِ، بأَسْفَلِ مِصْرَ، وهذِه الثّلاثَةُ ذَكَرَهُنَّ الصّاغَانِيُّ والأَخِيرَةُ وهي المَعْرُوفَةُ الآنَ بسَفْطِ عبدِ الله بالغَرْبِيّة، وبها تُوُفِّي عبدُ الله بن جَزْءٍ الزُّبَيْدِيّ. آخرُ من ماتَ من الصَّحابَةِ بمِصْرَ، وقبرُه ظاهِرٌ يُزَارُ، زُرْتُه مِرَاراً، ¥.

  وسَفْطُ الزَّيْتِ وسَفْطُ زُرَيْق⁣(⁣٤)، بالشَّرْقِيَّةِ، وسَفْطُ الحِنَّاء، بها أَيْضاً، وسَفْطُ اللَّبَن، وقد سَقَطَتْ هذِه من نُسْخَةِ الشَّيخِ عبدِ الباسِطِ البُلْقِينِيّ، وسَفْطُ البَهْو، بالمرْتاحِيَّة، وهي منْشِيّةُ الأَحْمَر وسَفْط أَبِي تُرَاب، بالسَّمَنُّودِيَّة، وسَفْط سُلَيْط، بالمنُوفِيّة، وهي مُنْيَة خَلَف، وقد وَرَدْتُهَا وسَفْط كِرْدَاسَةَ، بالبُحَيْرَةِ وسَفْط قُلَيْشَانَ، بحَوْفِ رَمْسِيس، وسَفْطُ مَيْدُومٍ، بالبَهْنَساوِيّة، وهي سَفْطُ بني وَعْلَةَ، وقد وَرَدْتُها، وسَفْطُ رَشِينَ، بالبَهْنَساويَّة أَيْضاً وسَفْطُ الخَمّارةِ، بالأُشْمُونَيْن، وسَفْطُ نَهْبَا، بالجِيزِيَّةِ، ومنها مُرْهَفُ بن صَارِمِ بن فَلاحٍ الجُذَامِيُّ السَّفْطِيُّ، كتَبَ


(١) ذو بمعنى الذي، لغة طيئ، كما في التهذيب.

(٢) ضبطت بالقلم في التكملة بالتحريك، وضبط الأصل يوافق معجم البلدان فقد نص على فتح أوله وسكون ثانيه.

(٣) في معجم البلدان: العُرْفَا.

(٤) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «ورُزَيْقٍ».