تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شوط]:

صفحة 316 - الجزء 10

  [شوط]: شَوْطُ بَرَاحٍ: ابْنُ آوَى، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ⁣(⁣١)، وهو في العُبَابِ عن ابْنِ دُرَيْدٍ وقال: فأَمَّا قَوْلُهم: آوِي فخَطَأٌ. وزادَ اللِّسَانِ: أَوْ دابَّةٌ غيرُه.

  ويُقَالُ: فُلانٌ شَوْطُه شَوْطُ بَاطِلٍ، وهو الهَبَاءُ الَّذِي يَدْخُل من الكُوَّة إِلى البَيْت في الشَّمْسِ، أَي ليس بشَيْءٍ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والجَوْهَرِيُّ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: ليس بثَبَتٍ، وقالوا: خَيْطُ بَاطِلٍ، وهو أَصَحُّ الوَجْهَيْنِ إِنْ شَاءَ الله تَعالَى وقال المُثْبِتُون لِهذِه اللُّغَةِ: هي لُغَةٌ في السِّينِ المُهْمَلَة.

  والشَّوْطُ: الجَرْيُ مَرةً إِلى عَايَةٍ، وقد شاط يَشُوطُ، إِذا عَدَا شَوْطاً إِلى غايَةٍ، ويُقَال: عَدَا شَوْطاً، أَي طَلَقاً، كما في الصّحاحِ، ج: أَشْوَاطٌ، قال العَجّاجُ:

  والضَّغْن من تَتابُعِ الأَشْوَاطِ

  ويُقَال: طَاف بالبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ، منَ الحَجَرِ إِلى الحَجَرِ شَوْطٌ وَاحِدٌ، كَما في الصّحاحِ، وهُو في الأَصْلِ مَسَافَةٌ من الأَرْضِ يَعْدُوهَا الفَرَسُ، كالمَيْدَانِ ونَحْوه. وكَرِهَ جَماعَةٌ من الفُقَهَاءِ أَنْ يُقَالَ لطَوْفاتِ الطَّوَافِ: أَشْوَاطٌ.

  قلتُ: هو مَأْخُوذ من قَوْلِ ابْنِ فَارِسٍ، ونَصُّه: كان بعضُ الفُقَهَاءِ يَكْرَهُ أَن يُقَالَ طَافَ بالبَيْتِ أَشْوَاطاً، وكان يَقُول: الشَّوْطُ بَاطِل، والطَّوافُ بالبَيْتِ من الباقِيَاتِ الصّالِحَاتِ.

  قلتُ: فهو قَدْ بَيَّنَ وَجْهَ الكَرَاهَةِ، فإِنّ أَصْلَ وَضْعِ الشَّوْطِ في مُضِيٍّ في غير تَثَبُّتٍ ولا في حَقٍّ، ونَقَلَ شَيْخُنَا أَنّه رُوِيَ ذلِكَ عن الشَّافِعيِّ ومُجَاهِدٍ.

  والشَّوْطُ: حَائِطٌ عند جَبَلِ أُحُدٍ، من بَسَاتِينِ المَدِينَةِ، وقد جاءَ ذِكْرُه في حَدِيثِ المَرْأَة الجَوْنِيَّة. وفي العُبَابِ: ومِنْ ثَمَّ انْخَزَل عبدُ الله بنُ أُبَيِّ بنِ سَلُولَ يومَ أُحُدٍ رَاجِعاً، قال قيس بنُ الخَطيم الأَنصاريّ.

  وبالشَّوْطِ مِنْ يَثْرِبَ أَعْبُدٌ ... ستَهْلِكُ في الخَمْرِ أَثْمَانُها

  وقال ابنُ شُمَيْلٍ: الشَّوْطُ: مَكَانٌ بَيْنَ شَرَفَيْنِ من الأَرْضِ يَأْخُذُ فيه الماءُ والنّاسُ، كأَنَّهُ طَرِيقٌ طُولُه مِقْدَارُ الدَّعْوَةِ، أَي مَبْلَغُ صَوْتِ داعٍ ثُمّ يَنْقَطِعُ، وضَبَطَه الزَّمَخْشَرِيُّ بالسّين المُهْمَلَة، وقد مَرّ ذِكْرُه هناك، وج شِيَاطٌ، ككِتَابٍ وأَصْلُه شِوَاطٌ، قُلِبت الوَاوُ ياءً لانْكِسَار ما قَبْلها، كسَوْطٍ وسِيَاطٍ. قال: ودُخُوله في الأَرْضِ أَنَّه يُوَارِي البَعِيرَ ورَاكِبَه، ولا يَكُون إِلاّ في سُهُولِ الأَرْضِ يُنْبِتُ نَبْتاً⁣(⁣٢) حَسَناً.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: شَوَّطَ الرَّجُلُ تَشْوِيطاً، إِذا طَالَ سَفَرُه.

  وقال الكِلابِيُّ: شَوَّطَ القِدْرَ وشَيَّطَها، إِذ أَغْلَاها.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: شَوَّطَ اللَّحْمَ وشَيَّطَه: أَنْضَجَه، هكَذا نَقَلَه عَنْه الصّاغَانِيُّ، وسَيَأْتِي أَنَّ تَشْيِيطَ اللَّحْمِ وتَشْوِيطَه، هو: أَنْ يُدَخِّنَه ولا يُنْضِجَه.

  وشَوَّطَ الصَّقِيعُ النَّبْتَ: أَحْرَقَه، وكَذلِكَ الدَّوَاءُ تَذُرُّه على الجُرْحِ.

  وتَشَوَّطَ الفَرَسَ، إِذا أَدامَ طَرْدَه إِلى أَنْ أَعْيَا⁣(⁣٣) ولَغَبَ.

  وشوط: ع، ببِلادِ طَيِّئٍ ظاهِرُه أَنَّه بالفَتْحِ، وقال الصّاغَانِيُّ في كِتَابَيْه: إِنَّه بالضَّمِّ، وأَنْشَدَ لامْرِئِ القَيْسِ:

  فَهَلْ أَنَا مَاشٍ بينَ شُوطَ وحَيَّةٍ ... وهَلْ أَنَا لاقٍ حَيَّ قَيْسِ بنِ شَمَّرَا

  ويُرْوَى: «بَيْنَ⁣(⁣٤) شَحْطَ وحَيّةٍ» وقد تَقَدَّمَ.

  وشَوْطَانُ، كسَكْرَانَ: ع، قال كُثَيِّرٌ:

  وفي رَسْمِ دِارٍ بَيْن شَوْطانَ قَدْ خَلَتْ ... ومَرَّ لها عَامَانِ عَيْنُك تَدْمَعُ

  وقال أَبُو سَهْمٍ الهُذَلِيّ:

  بَذَلْتُ لهم بذِي شَوْطَانَ شَدِّي ... غَداتَئِذٍ ولم أَبْذُلْ قِتَالِي

  * ومّما يُسْتَدْرَك عليه:

  وقد يُسْتَعْمَلُ الشَّوْطُ في الرِّيحِ، نَقَلَه اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ:

  ونازِح مُعْتَكِر الأَشْوَاطِ

  يَعْنِي الرِّيحَ.


(١) لم أجده في الأساس في شوط وبرح وأدى وشيط.

(٢) عن معجم البلدان «شوط» وبالأصل «نباتاً».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «هنا في نسخة المتن زيادة نصها: وشاطٌ: حصن بالأندلس. وسيأتي في المستدركات».

(٤) بالأصل «من» والمثبت عن مادة «شحط».