تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[علط]

صفحة 342 - الجزء 10

  كذا في الصّحاحِ، وقال عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِيُّ:

  وَمَنَحْتُهَا قَوْلِي على عُرْضِيَّة ... عُلُطٍ أُدَارِي ضِغْنَهَا بتَوَدُّدِ

  ج: أَعْلاطٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرّاجِزِ:

  أَوْرَدْتُه قَلَائصاً أَعْلَاطَا

  قلتُ: الرَّجْزُ لرَجُلٍ من بَنِي مازِنٍ.

  وقال ابنُ السِّيرَافّي: هو لِنُقادَةَ الأَسَدِيِّ. وقال أَبُو مُحَمَّدٍ الأَعْرَابِيَّ: لمَنْظُورِ بنِ حَبَّةَ، ولَيْسَ له. وآخِرُه:

  أَصْفَرَ مِثْلَ الزَّيْتِ لَمَّا شَاطَا

  ومن المَجَاز: عِلَاطُ النُّجُومِ: المُعَلَّقُ بها. والجَمْع أَعْلَاطٌ، قال أُميّة بنُ أَبي الصَّلْت:

  وإِعْلَاطُ النُّجُومِ مُعَلَّقاتٌ ... كخَيْلِ القِرْقِ ليسَ له انْتِصَاب⁣(⁣١)

  ويُرْوَى:

  وأَعْلاطُ الكَوَاكِبِ مُرْسَلاتٌ ... كخَيْلِ القِرْقِ غايَتُهَا انْتِصَابُ

  وقبل: أَعْلاطُ الكَوَاكِبِ هي النُّجُومُ المُسَمَّاةُ المَعْرُوفَةُ كأَنَّهَا مَعْلُوطَةٌ بالسِّمَاتِ. وقِيلَ: هي الدَّرَارِي الَّتِي لا أَسْمَاءَ لَهَا، من قَوْلِهمْ: نَاقَةٌ عُلُطٌ: لا سِمَةَ عليها ولا خِطَامَ. ومن سَجَعَاتِ الأَسَاس: لو كُنتَ من العَرَبِ⁣(⁣٢) لكُنْتَ من أَنْبَاطِهَا، أَو [كنت]⁣(⁣٣) من النُّجُوم لكُنْتَ من أَعْلاطِهَا. قال الصّاغانِيُّ وصَحَّف الليثُ بيتَ أُمَيَّةَ السّابِقَ وغَيَّرَه، وتَبِعَه الأَزْهَرِيُّ، وأَنْشَدَه «كحَبْل الفَرْق»، وقال: الفَرْق: الكَتَّانُ⁣(⁣٤)، وإِنَّمَا هو: كَخَيْلِ بالخَاءِ المُعْجَمَة والياءِ التَّحْتِيَّة، والقِرْق: لُعْبَةٌ لهم يُقَال لهَا: السُّدَّرُ، وخَيْلُهَا: حِجَارَتُهَا.

  و⁣(⁣٧) قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: العُلُط، بضَمَّتَيْن: القِصَارُ من الحَمِيرِ، والطِّوَالُ من النُّوقِ.

  وقال غَيْرُه: العُلْطَةُ، بالضَّمِّ: القِلَادَةُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ: زاد الزَّمَخْشَرِيُّ: من سُكٍّ أَو قَرَنْفُلٍ، وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ، وهو حُبَنْيَةُ بنُ طَرِيفٍ العُكْلِيُّ:

  جَارِيَةٌ من شِعْبِ ذِي رُعَيْنِ ... حَيَّاكَةٌ تَمْشِي بعُلْطَتَيْنِ

  قلتُ: هو يَنْسُبُ⁣(⁣٥) بلَيْلَى الأَخْيَلِيَّةِ، وبعده:

  قدْ خَلَجَتْ بحَاجِبٍ وعَيْنِ ... يا قَوْمِ خَلُّوا بَيْنَهَا وبَيْنِي

  أَشَدَّ ما خُلِّيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ

  والعُلْطَةُ: سَوَادٌ تَخُطُّه المَرأَةُ في وَجْهِهَا زِينَةً، أَي تَتَزَيَّنُ به، وكذلِكَ اللُّعْطَةُ، كالعَلْطِ، بالفَتْح، قاله ابنُ دُرَيْدٍ.

  وقال أَبو عَمْرٍو: تَقُول: هذا شاعِرٌ عَالِطٌ، وما أَعْلَطَه، أَي ما أَنْكَرَه.

  والإِعْلِيطُ، كإِزْمِيلٍ: ما سَقَطَ وَرَقُهُ من الأَغْصَانِ والقُضْبَانِ.

  وقال الجَوْهَرِيّ: الإِعْلِيطُ: وَرَقُ المَرْخِ، قالَ الصّاغانِيُّ: وهو غَيْرُ سَدِيدٍ، لأَنَّ المَرْخ لا وَرَقَ له، وعِيدَانُه سَلِبَةٌ، وهي قُضْبانٌ دِقَاقٌ، والصّوابُ: وِعَاءُ ثَمَرِ المَرْخِ، وهو كقِشْرِ الباقِلَاءِ، يُشَبَّه به أُذُنَ الفَرَسِ. وفي الصّحاح: قال يَصِفُ أُذُنَ الفَرَسِ:

  لَهَا أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ ... كإِعْلِيطِ مَرْخٍ إِذا ما صِفِرْ⁣(⁣٦)

  وَاحِدَتُه: إِعْلِيطَةٌ. قِيلَ: هو لامْرِئِ القَيْس، وقال ابنُ بَرّيّ: للنَّمِرِ بنِ تَوْلَب. وقال الصّاغَانِيُّ بل لِرَبِيعَةَ بنِ جُشَمَ النَّمَرِيِّ. قال الصّاغَانِيُّ: أَوَّل ما رأَيْتُ المَرْخَ سنةَ خَمْسٍ وسِتِّمَائةٍ بقُدَيْدٍ عنْد مَوْضِعِ خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَد ^.

  واتَّخَذْتُ منه الزِّنَادَ لِمَا كانَ بَلَغَنِي من قَوْلِهِمْ: «في كُلِّ شَجَرٍ نارٌ، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَارُ».

  قلتُ: وأَوَّلُ رُؤْيَتِي في المَرْخِ والعَفَارِ بالدُّرَيهِمِيّ، وهي: قَرْيَةٌ باليَمَنِ سنة ١١٦٦.


(١) عجزه في التهذيب واللسان:

كحبل الفرق ليس له انتصاب

(٢) عن الأساس وبالأصل: من الأعراب كنت.

(٣) زيادة عن الأساس.

(٤) وبعد ما أنشد الأزهري تبعاً لرواية الليث وقوله: الفرق: الكتان، قال: ولا أعرف الفرق بمعنى الكتان.

(٧) ساقطة من الكويتية.

(٥) عن اللسان وبالأصل «يتشبب».

(٦) نسب في الصحاح واللسان لامرئ القيس.