تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[درعب]:

صفحة 485 - الجزء 1

  ويقال: امْرَأَةٌ دَرْدَبٌ كجَعْفَرٍ: إِذا كانت تَذْهَبُ بالنَّهَارِ وتَجِيءُ باللَّيْلِ.

  وفي المَثَل:

  دَرْدَبَ لَمَّا عَضَّهُ الثِّقَافُ. قاله الجوهَرِيّ في «درب» والثِّقَافُ: خَشَبَةٌ تُسَوَّى بها الرِّمَاحُ أَي خَضَعَ وذَلَّ يُضْربُ لِمَنْ يَمْتَنِعُ مما يُرَادُ منه ثُمَّ يَذِلُّ وَيَنْقَادُ، قال شيخُنَا: ومثلُه:

  عَجْعَجَ لَمَّا عَضَّهُ الظَّعَانُ⁣(⁣١)

  وهو في مجمع الأَمثال للميدانيّ.

  [درعب]: ادْرَعَبَّتِ الإِبْلُ بالبَاءِ، أَهمله الجماعةُ، وهي لغةٌ في ادْرَعَفَّت بالفَاءِ وَزْناً ومَعْنًى⁣(⁣٢).

  [دعب]: دَعَبَ كمَنَعَ: دَفَعَ، وجَامعَ، ومَازَحَ مع لَعِبٍ، كَذَا خصَّصهُ بعضُهم وفلانٌ فيه الدُّعَابَة هي والدُّعْبُب كقُنْفُذٍ بِضَمِّهِمَا: اللَّعِبُ، ويأْتِي في الأَوْصَافِ، فهو يُسْتعملُ مصدراً، وصِفةَ مبالغةٍ، أَو أَصالةً، والأَولُ أَظْهَرُ، قاله شيخُنا، ويقال دَاعَبَهُ مُدَاعَبَةً: مَازَحَهُ⁣(⁣٣)، وتَدَاعَبُوا، ورَجُلٌ دَعَّابَةٌ، مُشَدَّداً الهاءُ للمُبَالَغَةِ.

  ودَعِبٌ، كَكَتِفٍ، ودُعْبُبٌ، كقُنْفُذٍ، ودَاعِبٌ أَي لَاعِبٌ مَزَّاحٌ يَتَكَلَّمُ بما يُسْتَمْلَحُ، ويقال: المُؤْمِنُ دَعِبٌ لَعِبٌ، والمنافِقُ عَبِسٌ قَطِبٌ.

  والدُّعْبُوبُ، كعُصْفُورٍ: نَمْلٌ سُودٌ كالدُّعَابَةِ بالضَّمِّ، وقال أَبو حنيفةَ: الدُّعْبُوبُ حَبَّةٌ سَوْدَاءُ تُؤْكَلُ إِذا أَجْدَبُوا أَوْ هُوَ⁣(⁣٤) أَصْلُ بَقْلَةٍ تُقْشَرُ وتُؤْكَلُ، والدُّعْبُوبُ: المُظْلِمَةُ مِنَ اللَّيَالِي ويقالُ: لَيْلَةٌ دُعْبُوبٌ، إِذا كانت لَيْلَةً سَوْدَاءَ⁣(⁣٥) شديدَةً، قال إِبراهيمُ بنُ هَرْمَةَ:

  وَيَعْلَمُ الضَّيْفُ إِمَّا سَاقَهُ صَرَدٌ ... أَوْ لَيْلَةٌ مِنْ مُحَاقِ الشَّهْرِ دُعْبُوبُ

  و: الطَّرِيقُ المُذَلَّلُ المَسْلُوكُ الوَاضِحُ لِمَنْ سَلَكَ⁣(⁣٦)، قال أَبُو خِرَاشٍ: طَرِيقُهَا سَرِبٌ بِالنَّاسِ دُعْبُوب.

  والدُّعْبُوبُ: الرَّجُلُ القَصِيرُ الدَّمِيمُ الحَقِيرُ، والضَّعِيفُ الذي يُهْزَأُ أَي يُسْخَرُ مِنْهُ، والرجلُ النَّشِيطُ، والمُخَنَّثُ المَأْبُونُ، قال أَبُو دُوَادٍ الإِيَادِيُّ:

  يَا فَتًى مَا قَتَلْتُمْ غَيْرَ دُعْبُو ... بٍ وَلَا مِنْ قُوَارَةِ الهِنَّبْرِ

  الهِنَّبْرُ: الأَدِيمُ و: الأَحْمَق المُمَازِحُ و: الفَرَسُ الطَّوِيلُ.

  والدُّعْبُبُ، كقُنْفُذٍ: المُغَنِّي المُجِيدُ في غِنَائِهِ و: الغُلَامُ الشَّابُ البَضُّ التَّارُّ و: ثَمَرُ نَبْتٍ عن ابن دُرَيْد، أَوْ هو النباتُ بِنَفْسِه، وهو عِنَبُ الثَّعْلَبِ بلُغَةِ اليَمَنِ، وقد جاءَ في قول النَّجَاشِيِّ الراجزِ:

  فِيهِ ثَآلِيلُ كحَبِّ الدُّعْبُبِ

  قِيلَ: أَصْلُهُ الدُّعْبُوبُ فَحَذَفَ الوَاوَ كما يُقْصَرُ المَمْدُودُ. وتَدَعَّبَ عَلَيْهِ: تَدَلَّلَ، من الدَّلَالِ.

  وتَدَاعَبُوا: تَمَازَحُوا ويقال: إِنَّهُ لَيَتَدَاعَبُ عَلَى النَّاسِ، أَي يَرْكَبُهُمْ بِمِزَاح وخُيَلَاءَ، ويَغُمُّهُمْ وَلَا يَسُبُّهُمْ.

  والأَدْعَبُ كالدُّعْبُبِ: الأَحْمَقُ، والاسْمُ منه الدُّعَابَةُ، بالضَّمِّ وقد تَقَدَّمَ.

  ومن المجازِ مَاءٌ دَاعِبٌ: يَسْتَنُّ في سَيْلِهِ كذَا في النسخِ أَي جَرْيِهِ، ومِيَاهٌ دَوَاعِبٌ، وفي التكملة: في سَبِيلِهِ، ولعلَّه الصوابُ، وكذَا رِيحٌ دَاعِبةٌ ودُعْبِيَّةٌ، بالضَّم: شَدِيدَةٌ تَذْهَبُ بكلِّ شيْءٍ، ورِيَاحٌ دَوَاعِبُ، كما تَقُولُ لَعِبَتْ بِهِ⁣(⁣٧) الرِّيَاحُ.

  [دعتب]: دَعْتَبٌ⁣(⁣٨) كجَعْفَرٍ أَهمله الجوهريّ وقال ابن دريد: هو ع قال: وقد جاءَ في شِعْرٍ شَاذٍّ أَنْشَدَنَاهُ أَبُو عُثْمَانَ لِرَجُلٍ من بنِي كَلْبٍ:

  حَلَّتْ بِدَعْتَبَ أُمُّ بَكْرٍ والنَّوَى ... مِمَّا يُشَتِّتُ بالجَمِيعِ ويشْعَبُ


(١) عن الميداني، وبالأصل «الطعان».

(٢) في اللسان: ادرعبّت الإبل كادرعفّت: مضت على وجوهها.

(٣) في الطبعة الكويتية: «مازحة» تصحيف.

(٤) اللسان: هي.

(٥) اللسان: «سوء».

(٦) اللسان: الطريق المذلل الموطؤ الواضح الذي يسلكه الناس.

(٧) في الأساس: بها.

(٨) نونت في اللسان والقاموس، ومنعت من الصرف في البيت الآتي: