تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غطمط]:

صفحة 354 - الجزء 10

  أَو الغُطَاطُ: بَقِيَّةٌ من سَوَادِ اللَّيْلِ أَو اخْتِلاطُ ظَلامِ آخِرِ اللَّيْلِ بضِيَاءِ أَوَّلِ النَّهَارِ.

  وقال ثَعْلَبٌ: الغُطَاطُ: السَّحَرُ، ويُفْتَح، عنه أَيْضاً.

  والغَطَاغِطُ: السَّخَالُ الإِنَاثُ، كما في العُبَابِ، ونصُّ التَّهْذِيبِ: إِناثُ السَّخْلِ⁣(⁣١)، قاله اللَّيْثُ. الوَاحِدُ غُطْغُطٌ، كهُدْهُدٍ، قال الأَزْهَرِيُّ: هذا تَصْحِيفٌ من اللَّيْثِ، وصَوابهُ: العَطَاعِطُ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ كالعَتَاعِتِ، الوَاحِدُ عُطْعُطٌ وعُتْعُتٌ، قاله ابنُ الأَعْرَابِيِّ وغيره.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الأَغَطُّ: الغَنِيُّ. قال الأَزْهَرِيُّ: شكّ الشَّيْخُ في الأَغَطِّ: الغَنِيّ.

  وغَطْغَطَ البَحْرُ: عَلَتْ، هكَذا بالعَيْنِ المُهْمَلَة، وفي بعضِ النُّسَخِ «غَلَت» بالغَيْنِ المُعْجَمَة أَمْوَاجُه ومِثْلُه في اللِّسان، كتَغَطْغَطَ، كما في العُبَابِ.

  وغَطْغَطَت القِدْرُ: صَوَّتَتْ. والغَطْغَطَةُ: حِكايةُ صَوْتِها عند الغَلَيَانِ.

  أَو اشْتَدَّ غَلَيَانُها، فهي مُغَطْغِطَةٌ.

  وغَطْغَطَ النَّوْمُ عليه: غَلَبَ، كما في اللَّسَانِ.

  واغْتطَّ الفَحْلُ النّاقَةَ، أَي تَنَوَّخَها، كما في التَّكْمِلَةِ والعُبَابِ.

  واغْتَطَّ فلانٌ فُلاناً: حَاضَرَهُ فسَبَقَهُ بعدَ ما سَبَقَ أَوّلاً.

  وتَغَطْغَطَ الشَّيْءُ: تَبَدَّدَ وتَفَرَّق، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  والغَطْغَطَةُ: حِكَايَةُ صَوتٍ يُقَارِبُ صَوْتَ القَطَا، كما في العُبَابِ. وفي اللّسَان: يُحْكَى بها ضَرْبٌ من الصَّوْت.

  * ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  انْغَطَّ الرَّجُلُ في المَاءِ انْغِطَاطاً، إِذا انْقَمَسَ⁣(⁣٢) فيه.

  وتَغَاطَّ القَوْمُ يَتَغَاطُّون، أَي يَتَمَاقَلُون في الماءِ.

  والغَطُّ: العَصْرُ الشَّدِيدُ، ومنه الحَدِيث⁣(⁣٣): «فَأَخَذَني فغَطَّنِي».

  وغَطَّه غَطًّا: كَبَسَه.

  وغَطَّ الفَهْدُ والنَّمِرُ والحُبَارَى: صَوَّتَ.

  وغَطَّت البُرْمَةُ غَطِيطاً، إِذا غَلَتْ وسُمِعَ غَطِيطُهَا، ومنه حَدِيثُ جَابِرٍ: «وإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ».

  [غطمط]: الغَطْمَطَةُ، كَتَبَه بالأَحْمَرِ على أَنَّه مُسْتَدْرَكٌ على الجَوْهَرِيِّ، مع أَنّه ذَكَرَه في التَّرْكِيبِ الَّذِي يَلِيهِ⁣(⁣٤) وحَكَم بزِيَادَةِ المِيم⁣(⁣٥)، فكَيْفَ يكونُ مُسْتَدْرَكاً عليه وهو قَدْ ذَكَرَهُ؟! ولأَجْلِ هذَا لم يُفْرِد الصّاغَانِيُّ له تَرْكِيباً في التَّكْمِلَة، بل أَوْرَدَه في «غ ط ط» كالجَوْهَرِيِّ وأَفْرَدَه في العُبَابِ، ومثلَه صَنَعَ صاحِبُ اللِّسانِ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هو اضْطِرابُ مَوْجِ البَحْرِ وغَلَيَانُ القِدْرِ، وصَوْتُ السَّيْلِ في الوَادِي.

  ويُقَال: بَحْرٌ غُطَامِطٌ، بالضَّمِّ، وغَطَوْمَطٌ، كسَفَرْجَلٍ، وغَطْمَطِيطٌ، كسَلْسَبِيلٍ: عَظِيمُ الأَمْوَاجِ، كَثِيرُ الماءِ، والمَصْدَرُ: الغَطْمَطَة، والغِطْماطُ، بالكَسْر، قالُه ابنُ دُرَيْدٍ.

  قال رُؤْبَةُ:

  إِذا تلاقَى الوَهْطُ بالأَوْهَاطِ ... أَرْوِي بثَرْثارَيْنِ في الغَطْماطِ

  وقَالَ أَيْضاً:

  سَالَتْ نَوَاحِيهَا إِلى الأَوْسَاطِ ... سَيْلاً كسَيْلِ الزَّبَدِ الغِطْماطِ

  والغُطَامِطْ، كغُلابِط وسَلْسَبِيلٍ، الأُولَى عن الجَوْهَرِيِّ والثّانِيَةُ عن ابْنِ دُرَيْدٍ: الصَّوْتُ، أَي صوتُ غَلَيَانِ مَوْجِ البَحْرِ، كما في نُسْخَةٍ من الصّحاح، وفي أُخرَى⁣(⁣٦): صَوْتُ غَلَيَانِ القِدْرِ ومَوْجِ البَحْرِ، قال: والمِيمُ عِنْدِي زَائدةٌ، وأَنْشَدَ للكُمَيْت:

  كأَنَّ الغُطَامِطَ من غَلْيِهَا ... أَرَاجِيزُ أَسْلَمَ تَهْجُو غِفَارَا

  وهُمَا قَبِيلَتانِ كانَتْ بَيْنَهُمَا مُهَاجَاةٌ. ووَجَدْتُ بخطِّ أَبِي


(١) في التهذيب: إناث السخال.

(٢) عن اللسان وبالأصل «انغمس» بالغين المعجمة.

(٣) في اللسان: وفي حديث ابتداء الوحي.

(٤) كذا، وقد وردت في الصحاح في مادة «غطط» وحقه أن يقول «الذي سبقه».

(٥) عن الصحاح وبالأصل «النون».

(٦) وهي العبارة الواردة في الصحاح المطبوع.