تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الطاء

صفحة 375 - الجزء 10

  وفي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ: «سَتَفْتَحُون أَرْضاً يُذْكَرُ فيه القِيراطُ، فاسْتَوْصُوا بأَهْلِهَا خَيْراً، فإِنَّ لَهُم ذِمَّةً ورَحِماً» أَرادَ بالأَرْضِ المستَفْتَحَةِ مِصْرَ، صانَها الله تَعالَى، ومَعْنَى قولِه: «فإِنَّ لهمِ ذِمَّةً ورَحِماً» أَنّ هاجَرَ أُمَّ إِسماعِيلَ @ كانَتَ قِبْطِيَّةً من أَهْلِ مِصْرَ.

  والقِرْطِيطُ، بالكَسْرِ: الشَّيْءُ اليَسِيرُ يُقَال: ما جَادَ فُلانٌ بقِرْطِيطَةٍ، أَي بشَيّءٍ يَسِيرٍ. نقله الجَوْهَرِيُّ. قلتُ: وهو قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ، قال: وقد صَنَعُوا في هذا بَيْتاً وهو:

  فما جَادَتْ لنَا سَلْمَى ... بقِرْطِيطٍ ولا فُوفَهْ

  الفُوفَةُ: القِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ الّتِي على النَّواةِ. قال الصّاغَانِيُّ: هكذا قال ابنُ دُرَيْدٍ في هذا التَّرْكِيبِ⁣(⁣١)، وقَبْلَ البَيْتِ بيتٌ، وهو:

  فأَرْسَلْتُ إِلى سَلْمَى ... بأَنَّ النَّفْسَ مَشْغُوفَهْ

  ويروى: «بِزِنْجِيرٍ ولا فُوفَهْ». وقد تَقَدَّمَ في الرّاءِ⁣(⁣٢).

  والقِرْطِيطُ: الدَّاهِيَةُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وابنُ سِيدَه، وأَنْشَدَ الأَخِيرُ لأَبِي غالِبٍ المَعْنِيِّ:

  سَأَلْنَاهُمُ أَنْ يَرْفِدُونا فأَحْبَلُوا ... وجاءَتْ بقِرْطِيطٍ من الأَمْرِ زَيْنَبُ

  كالقُرْطانِ بالضَّمِّ، والقُرْطاطِ، بالكَسْرِ والضَّمِّ، ذَكَرَهُنَّ ابنُ سِيدَه بمَعْنَى الدّاهِيَةِ.

  والقَيْرُوطِيُّ: مَرْهَمٌ، م، أَي: مَعْرُوفٌ عند الأَطِبَّاءِ، وهو دَخِيلٌ في العَرَبِيَّةِ.

  والقُرْطانُ، عن ابن دُرَيْدٍ، والقُرْطَاطُ⁣(⁣٨)، بضَمِّهِمَا، ويُكْسَرُ الأَخِيرُ، وفي اللِّسانِ ويُكْسَرُ الأَوَّلُ أَيْضاً⁣(⁣٣)، فهي لغَاتٌ أَرْبَعَةُ، ذَكَرَ منها الجَوْهَرِيُّ الأُولَيَيْنِ، وقال: هي البَرْذَعَةُ.

  قال الخَلِيلُ: هي الحِلْسُ الَّذِي يُلْقَى تَحْتَ الرَّحْلِ، ومنه قوْلُ العَجّاجِ:

  كَأَنَّما رَحْلِيَ والقَرَاطِطَا

  قال ابنُ بَرِّيٍّ والصّاغَانِيُّ: هو للزَّفَيَانِ لا للعَجّاجِ. قال، والصَّحِيحُ في إِنْشَادِه:

  كَأَنَّ أَقْتَادِيَ والأَسَامِطَا ... والرَّحْلَ⁣(⁣٤) والأَنْسَاعَ والقَرَاطِطا

  ضَمَّنْتُهُنَّ أَحْدَرِيًّا ناشِطَا

  زادَ الصّاغَانِيُّ: ويُرْوَى:

  كَأَنَّما اقْتَادِيَ الأسَامِطَا

  وقالَ الأَصْمَعِيُّ: من مَتَاعِ الرَّحْلِ: البَرْذَعَةُ، وهو الحِلْسُ للبَعِيرِ، وهو لِذَواتِ الحافِرِ قُرْطَاطٌ وقِرُطانٌ، والطِّنْفِسَةُ الَّتِي تُلْقَى فوقَ الرَّحْل تُسَمَّى النُّمْرُقَة. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: القُرْطَانُ للسَّرْجِ بمَنْزِلَةِ الوَلِيَّةِ⁣(⁣٥) للرَّحْلِ، ورُبَّمَا اسْتُعْمِلَ للرَّحْل أَيْضاً، قال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ:

  بأَرْحَبِيٍّ مائرِ المِلَاط ... ذِي زَفْرَةٍ يَنْشُرُ بالقِرْطاطِ⁣(⁣٦)

  وقول حُمَيْدٍ هذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ أَيْضاً.

  والقارِيطُ، ويُقال: القَرارِيطُ حَبُّ الحُمَرِ، وهو التَّمْرُ الهِنْدِيُّ. في التَّكْمِلَةِ: هكَذَا قَرَأْتُه في شَرْحِ شِعْرِ حسّانَ بنِ ثابِتٍ، ¥.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  القُرْطُ: الثُّرَيّا على التَّشْبِيهِ.

  وقَال يُونُسُ: القِرْطِيُّ، بالكَسْرِ: الصَّرْعُ على القَفَا، ونَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ أَيْضاً.

  والقُرْطُ، بالضَّمِّ: شُعَلْةُ النّارِ.

  والقِرَاطُ، ككِتَابٍ: النَّارُ نَفْسُها، كذا في شَرْحِ الدِّيوانِ⁣(⁣٧).

  والقُرَاطَةُ، كثُمَامَةٍ: ما يُقْطَع من أَنْفِ السِّرَاجِ إِذا عَشِيَ،


(١) أفرد صاحب اللسان مادة قرطط عن قرط.

(٢) يعني في مادة «زنجر».

(٨) في القاموس: والقرطات.

(٣) اقتصر في التهذيب على ضبطه بالكسر، ضبط قلم.

(٤) في التكملة: «والقطع والأنساع ..» والقطع: الطنفسة تكون تحت الرحل.

(٥) في القاموس: «كالولية» وفي التهذيب: «شبه الولية» والولية مصدر ولى، يقال لكل شيء ولى ظهر البعير تحت الرحال والقتب: الحلس، أنظر التهذيب حلس ٤/ ٣١١.

(٦) بالأصل: «مائل» و «ذي ذفرة» والمثبت عن الصحاح واللسان.

(٧) يعني في قول المتنخل، وقد تقدم قريباً.