تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كلط]:

صفحة 395 - الجزء 10

  وسَقَطَ إِلى الأَرْضِ. وكانَ قالَ [حين رآه]⁣(⁣١): «ما رَأَيْتُ كاليَوْمِ ولا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ». فأَمَرَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عامِرَ بنَ أَبي رَبِيعَةَ العائِنَ حَتَّى غَسَلَ له أَعضاءَهُ وجمع الماء ثم صبَّ على رَأْسِ سَهْلٍ فراحَ مع الركْبِ.

  قلتُ: ولِغَسْلِ العائِنِ كَيْفِيَّةٌ غَرِيبَةٌ ذَكَرها الأَزْهَرِيُّ في التَّهْذِيبِ⁣(⁣٢) مُطَوَّلَةً، فراجِعْه.

  وفي حَدِيثٍ آخر: «خَرَجَ وقُرَيْشٌ مَلْبُوطٌ بهم»، أَي أَنَّهُم سُقُوطٌ بينَ يَدَيْهِ، وكذلِكَ لُبجَ بهِ.

  واللَّبْطَةُ: الزُّكَامُ والسُّعَالُ، وقد لُبِطَ، بالضَّمِّ، لَبْطاً، فهو مَلْبُوطٌ: أَصابَهُ ذلِكَ.

  وقال الفَرّاءُ: اللَّبَطَةُ، بالتَّحْرِيكِ: اسمٌ من الالْتِبَاطِ، أَي الْتِبَاطِ البَعِيرِ، الآتِي مَعْنَاهُ قَرِيباً.

  وقال أَبو عَمْرو: اللَّبْطَةُ عَدْوُ الأَقْزَلِ، كالكَلْطَة، ويقال: هو عَدْو الأَعْرَجِ الشّدِيدِ العَرَجِ.

  ولَبَطَةُ: ابنٌ للفَرَزْدَقِ الشَّاعِر، نقله الجَوْهَرِيّ، وكُنيتُه أَبو غالِبٍ المُجَاشِعيِّ يَرْوِي عن أَبيه، وعنْهُ سُفْيانُ بنُ عُيَيْنةَ، وهو أَخُو كَلَطَة وحَبَطَة، ولم يَذْكُرِ الأَخِيرَ في مَوْضِعِه، وقد نَبَّهنا عليه، ويُرْوَى «خَبَطَة» بالخَاءِ المُعْجَمَةِ، وفي بعضِ النُّسَخِ جَلَطَةَ⁣(⁣٣)، بالجِم.

  وتَلَبَّطَ الرَّجُلُ في أَمْرِه، إِذا تَحَيَّرَ، ويقال: تَلَبَّطَ: اخْتَلَطَتْ عليه أُمُورُه.

  وتَلَبَّط: عَدَا، كالْتَبَطَ.

  وتَلَبَّطَ: اضْطَجَعَ وتَمَرَّغَ، نقله الجَوْهَرِيُّ. يُقَال: فلانٌ يَتَلَبَّطُ في النَّعِيمِ، أَي يَتَمَرَّغُ فيه.

  وفي حديثِ الشُّهَدَاءِ: «أُولَئك يَتَلَبَّطُون في الغُرَفِ العُلا في الجَنَّةِ» أَي يَتَمَرَّغُون ويَضْطَجِعُون.

  وتَلَبَّطَ إِلَيْهِ: تَوَجَّهَ، وفي التَّكْمِلَة: تَلَبَّطَ مَوْضِعَ كذا، أَي تَوَجَّه، عن ابْنِ عَبّادٍ.

  والمِلْبَطُ، كمِنْبَرٍ: ع. ولَهُ يومٌ، نقله ياقوتُ.

  ولِبْطِيطٌ، كزِنْبِيلٍ⁣(⁣٤)، وفي التَّكْمِلَة لَبَطِيطُ، مُحَرَّكَةً: د، بالجَزِيرَةِ الخَضْراءِ الأَنْدَلُسِيَّةِ.

  والْتَبَطَ البَعِيرُ: خَبَطَ بِيَدَيْهِ وهو يَعْدُو، وفي الصّحاحِ: وإِذا عَدَا البَعِيرُ وضَرَبَ بقَوائمِه كُلِّها قِيلَ: مَرَّ يَلْتَبِطُ، والاسمُ: اللَّبَطَةُ، بالتَّحْرِيكِ. وقال غَيْرُه: الالْتِباطُ: عدْو مع وَثْبٍ، قال الرّاجِزُ:

  ما زِلْتُ أَسْعَى مَعَهُمْ وأَلْتَبِطْ

  كَلَبَطَ يَلْبِطُ، من حَدِّ ضَرَبَ، ويُقَالُ: لَبَطَهُ البَعِيرُ يَلْبِطُه لَبْطاً: خَبَطَهُ، واللَّبْطُ باليَدِ كالخَبْط بالرِّجْلِ، وقال الهُذَلِيُّ:

  يَلْبِطُ فيها كُلّ حَيْزَبُون

  والْتَبَطَ فلانٌ: سَعَى في الأَمرِ.

  والْتَبَطَ في أَمْرِه: تَحَيَّرَ، مثل تَلَبَّطَ، وفي حَدِيثِ الحجّاجِ السُلَمِيِّ حِينَ دَخَلَ مَكَّةَ قال للمُشْرِكِين: «لَيْسَ عِنْدِي من الخَيْرِ⁣(⁣٥) ما يَسُرُّكم، فالْتَبَطُوا بجَنْبَيْ ناقَتِه يَقُولُونَ: إِيهٍ يا حجّاجُ». وفي التَّكْمِلَةِ: وفي حَدِيثِ بَعْضِهِم: «فالْتَبِطُوا بجَنْبَيْ ناقَتِى» أَي: اسْعَوا. قلتُ: وسِياقُ الحَدِيثِ لا يُوافِقُه.

  والْتَبَطَ: اضْطَرَبَ في الأَرْضِ، وأَنْشَدَ ابنُ فارِسٍ قولَ عَبْدِ الله بنِ الزِّبَعْرَى:

  والعَطِيّاتُ خِساسٌ بَيْنَهُم ... وسَوَاءٌ قَبْرُ مُثْرٍ ومُقِلْ

  ذُو مَنَادِيحَ⁣(⁣٦) وذُو مُلْتَبَطٍ ... ورِكابِي حَيْثُ وَجَّهْتُ ذُلُلْ

  وفَسَّرَ الالْتِباطَ بمَعْنَى التَحُّيرِ، قال الصّاغَانِيُّ: وليسَ مِنْهُ في شَيْءٍ، وإِنما الالْتِبَاطُ هُنَا بمْعَنى الاضْطِرابِ، أَي الضَّرْبِ في الأَرْضِ.

  والْتَبَطَ الفَرَسُ: جَمَعَ قَوَائِمَه، قالَهُ ابنُ فارِسٍ. وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ:


(١) زيادة عن التهذيب.

(٢) كذا، ولم يرد شيء من ذلك في التهذيب «لبط».

(٣) وهي عبارة اللسان في مادة لبط، وفيه في مادة كلط: خبطة. وقد أشرنا ذلك فيما تقدم.

(٤) قيدها ياقوت، نصاً، بفتح أوله وثانية وكسر الطاء ..

(٥) كذا بالأصل واللسان، وفي إحدى النسخ من النهاية سقطت لقطة «ليس» وفي النهاية المطبوع: الخبر بدل «الحير» وفي نسخة منها «الخير» كالأصل.

(٦) عن التكملة وبالأصل «ذو مناويح».