فصل الذال المعجمة
  وذُؤَابَةُ الجَبَلِ: أَعْلَاهُ، ثم اسْتُعِيرَ للعِزِّ والشَّرَفِ والمَرْتَبَةِ، أَي لستَ من أَشْرَافهم وذوي أَقْدَارِهِمْ، ويقال(١): نَحْنُ وذُؤَابَةٌ بسَبَبِ وقُوعِنَا في مُحَارَبَةٍ بَعْدَ مُحَارَبَةٍ ومَا عُرِفَ مِنْ بَلَائِنَا فيها وفلانٌ منَ الذَّنَائِبِ لَا مِنَ الذَّوَائِبِ، ونَارٌ سَاطِعَةُ الذَّوَائِبِ، وعَلَوْتُ ذُؤَابَةَ الجَبَلِ، وفي لسان العرب: واستعارَ بعضُ الشعراءِ الذَّوائِبَ للنَّخْلِ فقال:
  جُمُّ الذَّوائبِ تَنْمِي وهي آوِيَةٌ ... وَلَا يُخَافُ عَلَى حَافَاتِهَا السَّرَقُ
  والذُّؤَابَةُ: الجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ على آخِرَةِ(٢) الرَّحْلِ وهي العَذَبَةُ، وأَنشد الأَزهريّ:
  قَالُوا صَدَقْتَ وَرَفَّعُوا لِمَطِيِّهِمْ ... سَيْراً يُطِيرُ ذَوَائِبَ الأَكْوَارِ
  ج من ذلك كُلِّهِ ذَوَائِبُ ويقال: جَمْعُ ذُؤَابَةِ كلِّ شيْءٍ أَعْلَاهُ: ذُؤَابٌ، بالضَّمِّ، قال أَبو ذُؤَيب:
  بِأَرْيِ التي تَأْرِي اليَعَاسِيبُ أَصْبَحَتْ ... إِلَى شَاهِقٍ دُونَ السَّمَاءِ ذُؤَابُهَا(٣)
  والأَصْلُ في ذَوَائِبَ ذَآئِبُ لأَنَّ الأَلفَ التي في ذُؤابة كالأَلف في رِسَالة حقّها أَن تبدَلَ منها همزةٌ في الجَمْع، ولكنهم استثْقَلُوا وقوعَ أَلفِ الجَمْعِ بين هَمْزَتَيْنِ فأَبْدَلُوا من الأُولى واواً، كذا في الصحاح(٤).
  والذِّئْبَةُ: أُمُّ رَبِيعَةَ الشَّاعِرِ الفَارِسِ، وأَبُوهُ عَبْدُ يَا لِيلَ بنُ سَالِمٍ، وقد كَرَّرَه المصنفُ ثانياً وذِئْبَةَ بِلَا لَامٍ: فَرَسُ حَاجِزٍ الأَزْدِيِّ، نقله الصاغانيّ، والذِّئْبَةُ: دَاءٌ يَأْخُذُ الدَّوَابَّ في حُلُوقِهَا فيُنْقَبُ عنه بحَدِيدةٍ في أَصْلِ أُذُنِه فَيُسْتَخْرَجُ منه(٥) شيءٌ وهو غُدَدٌ صِغَارٌ بِيض كَحَبِّ الجَاوَرْسِ أَو أَصْغَر منه، ويقال منه: بِرْذَوْنٌ مَذْؤُوبٌ، أَي إِذا أَصَابَه هذا الدَّاءُ.
  والذِّئبَةُ: فُرْجَةُ ما بَيْنَ دَفَّتَيِ الرَّحْلِ والسَّرْجِ والغَبِيطِ، أَيَّ ذلك كَانَ وقِيلَ: الذِّئْبَةُ مِنَ الرَّحْلِ والقَتَبِ والإِكَافِ ونَحْوِهَا: مَا تَحْتَ مُقَدَّمِ مُلْتَقَى الحِنْوَيْنِ، وهو الذي يَعَضُّ عَلَى مَنْسِجِ الدَّابَّةِ(٦) قال:
  وقَتَبٍ ذِئْبَتُهُ كالمِنجَلِ(٧)
  وقال ابن الأَعْرَابِيّ: ذِئْبُ الرَّحْلِ: أَحْنَاؤُهُ مِنْ مُقَدَّمِهِ وذَأَّبَ الرَّحْلَ تَذْئِيباً: عَمِلَهُ أَيِ الذِّئْبَ لَهُ: وقَتَبٌ مُدَأَّبٌ، وغَبِيطٌ مُذَأَّبٌ(٨)، إِذَا جُعِلَ له فُرْجَةٌ، وفي الصحاح: إِذا جُعِلَ له ذُؤَابَةٌ، قال لَبيد:
  فَكَلَّفْتُهَا هَمِّي فآبَتْ رَذِيَّةً ... طَلِيحاً كأَلْواحِ الغَبِيطِ المُذَأَّبِ(٩)
  وقال امرؤُ القَيْسِ:
  لَهُ كَفَلٌ كالدِّعْصِ لَبَّدَهُ النَّدَى ... إِلَى حَارِكٍ مِثْلِ الغَبِيطِ المُذَأَّبِ
  والذَّأْبُ، كالمَنْعِ: الذَّمُّ هذه عن كُراع، والذَّأْبُ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ، عنه أَيضاً.
  وغُلامٌ مُذَأَبٌ، كمُعَظَّمٍ: له ذُؤَابةٌ، ودَارَةُ الذُّؤَيْبِ: اسْمُ دَارَتَيْنِ لِبَنِي الأَضْبَطِ بنِ كِلَابِ.
  ومُنْيَةُ الذُّئَيْبِ وأَبو الذُّؤيْب ونيلُ أَبو ذُؤيب(١٠): قُرًى بِمصْرَ، الأَولى من إِقْلِيمِ بُلْبَيْسَ، والثانيةُ من الغَرْبِيَّةِ، والثالثةُ من المَنُوفِيَّةِ.
  واسْتَذْأَبَ النَّقَدُ مُحَرَّكَةً: نَوْعٌ مِنَ الغَنَمِ: صَارَ كالذِّئْبِ، فالسينُ للصَّيْرُورَةِ مثل:
  إِنَّ الغُرَابَ بِأَرْضِنَا يَسْتَنْسِر
  وهَذَا مَثَلٌ يُضْرَب لِلذُّلّانِ جَمْعُ ذِلِيلٍ إِذَا عَلَوُا الأَعِزَّةَ.
  وابْنُ أَبِي ذُؤَيْبٍ كذا في النسخ والصوابُ: ابنُ أَبِي ذِئْبٍ وهو أَبُو الحَارِثِ مُحَمَّدُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ المُغِيرَةِ بنِ الحارث بنِ ذِئْب(١١)، واسْمُهُ هِشَامُ بنُ شُعَبَةَ بنِ
(١) الاقتباس عن الأساس.
(٢) كذا بالأصل والصحاح، وفي اللسان: «آخر». وفي الأساس: ولكوره ذؤابة وهي عذبته: جلدة معلقة خلف الآخرة من أعلاها.
(٣) الأساس: إلى قلة.
(٤) وعبارة المحكم: وكان الأصل ذآئب وهو القياس مثل دعابة ودعائب لكنه لما التقت همزتان بينهما ألف لينة لينوا الهمزة الأولى فقلبوها واواً استثقالاً لا لتقاء همزتين في كلمة واحدة.
(٥) «منه» ليست في القاموس.
(٦) اللسان: مِنْسَجِ.
(٧) عن اللسان، وبالأصل «ذئيبة كالمنجل».
(٨) في المطبوعة الكويتية: مذاب تصحيف.
(٩) بالأصل «فآبت رزية» وما أثبتناه عن اللسان.
(١٠) بهامش المطبوعة المصرية «كذا بخطه».
(١١) في العبر: