تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مجسط]:

صفحة 408 - الجزء 10

  ومَخَطَهُ مَخْطاً: نَزَعَ ومَدّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. يُقَال: أَمْخَطَ⁣(⁣١) في القَوْسِ.

  ومن المَجَازِ: مَخَطَ الفَحْلُ النّاقَةَ يَمْخَطُها مَخْطاً، إِذا أَلَحَّ عَلَيْهَا في الضِّرابِ، وهُوَ من المَخْطِ بمَعْنَى السَّيَلانِ، لأَنَّهُ بِكَثْرَةِ ضِرَابِه يَسْتَخْرِجُ ما فِي رَحِمِ النّاقَةِ من ماءٍ وغَيْرِه.

  ومَخَطَ المُخَاطَ: رَمَاهُ من أَنْفِهِ، وهو أَي المُخَاطُ: السّائلُ من الأَنْفِ كاللُّعَابِ من الفَمِ.

  ومن المَجَازِ: هذِه النَّاقَةُ إنّما مَخَطَها بَنُو فُلانٍ، أَي نُتِجَتْ عِنْدَهُمْ؛ وأَصْلُ ذلِكَ أَنَّ الحُوَارَ إِذا فَارَقَ النَّاقَةَ مَسَحَ النّاتِجُ عَنْهُ غِرْسَهُ، بالكَسْرِ: ما يَخْرُجُ مَعَ الوَلَدِ، كأَنَّهُ مُخَاطٌ، وَمَا عَلَى أَنْفِهِ من السّابِيَاءِ، وهي جُلَيْدَةٌ عَلَى وَجْهِ الفَصِيلِ ساعَةَ يُولَدُ، فَذلِكَ المَخْطُ، ثمّ قِيلَ للنّاتِجِ:

  ماخِطٌ، قال ذُو الرُّمَّةِ:

  إِذَا الهُمُومُ حَماكَ النَّوْمَ طارِقُها ... وحانَ مِنْ ضَيْفِها هَمٌّ وتَسْهِيدُ

  فَانْمِ القُتُودَ عَلَى عَيْرانَةٍ أُجُدٍ ... مَهْرِيَّةٍ مَخَطَتْهَا غِرْسَها العِيدُ

  ويُرْوَى: «عَيْرانَةٍ حَرَجٍ». والعِيدُ: قَوْمٌ من بَنِي عُقَيْلٍ تُنْسَبُ إِليْهِمُ النَّجائِبُ.

  والمَخْطُ: الثَّوْبُ القَصِيرُ، صَوابُه: البُرْدُ القَصِيرُ، فإِنَّ الَّذِي رُوِيَ: بُرْدٌ مَخْطٌ، ووَخْطٌ، أَيْ قَصِيرٌ كما فِي اللِّسانِ والتَّكْمِلَةِ.

  والمَخْطُ: الرَّمَادُ. وما أُلْقِيَ من جِعَالِ القِدْرِ.

  والمَخْطُ: السَّيْرُ السَّرِيعُ، كالوَخْطِ. يُقَالُ: سَيْرٌ مَخْطٌ ووَخْطٌ⁣(⁣٢).

  ومِنَ المَجَازِ: المَخْطُ: شَبَهُ الوَلَدِ بِأَبِيهِ. قال ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: تَقُولُ العَرَبُ: كأَنَّمَا مَخَطَهُ مَخْطاً.

  والمُخَاطَةُ، كثُمَامَةٍ عن أَبِي عُبَيْدَةَ، وبَعْضُ أَهْلِ اليَمَنِ يُسَمِّيهِ المُخَّيْطَ، مِثْل جُمَّيْزٍ وقُبَّيْطٍ، قالَهُ الصّاغَانِيّ. قُلْتُ: وكَذا أَهْلُ مِصْرَ: شَجَرٌ يُثْمِرَ ثَمَراً لَزِجاً يُؤْكَلُ⁣(⁣٣)، فارِسِيَّتُهُ السِّبِسْتَانُ، والسِّبِسْتَانُ: أَطْباءُ الكَلْبَةِ، شُبِّهَتْ بها، وقد أَهْمَلَ المُصَنِّفُ ذِكْرَ السِّبِسْتَانِ في مَوْضِعِهِ، ونَبَّهْنَا عَلَيْه هُنَاكَ.

  ومِنَ المَجَازِ: سالَ مُخَاطُ الشَّيْطَانِ، وهُوَ الَّذِي يَتَرَاءَى في عَيْنِ الشَّمْسِ لِلنّاظِرِ في الهَوَاءِ بالهاجِرَةِ ويُقَالُ له أَيْضاً: مُخَاطُ الشَّمْسِ، ولُعَابُ الشَّمْسِ، وَرِيقُ الشَّمسِ، كُلُّ ذلِكَ سُمِعَ عن العَرَبِ، وقد ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ في «خ ى ط» مع قَوْلِهِ: خَيْطُ باطِلٍ. فَما أَغْنَى ذلِكَ عن إِعَادَةِ ذِكْرِهِ في هذا المَوْضع.

  وامْتَخَطَ الرَّجُلُ امْتِخاطاً: اسْتَنْثَرَ، كتَمَخَّطَ تَمَخُّطاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  ورُبَّمَا قالُوا: امْتَخَطَ ما فِي يَدِهِ، أَيْ نَزَعَهُ واخْتَلَسَهُ، كما في الصّحاحِ، وفي اللِّسَانِ: اخْتَطَفَهُ، وهو مَجَازٌ، كما في الأَسَاسِ.

  والتَّمْخِيطُ: أَنْ يَمْسَحَ الرَّاعِي مِنْ أَنْفِ السَّخْلَةِ ما عَلَيْه، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.

  وقال اللَّيْثُ: المَخِطُ ككَتِفٍ: السَّيِّدُ الكَرِيمُ، ج: أَمْخَاطٌ، وفي اللِّسَانِ: مَخِطُونَ.

  وأَمْخَطَ السَّهْمَ إِمْخَاطاً: أَنْفَذَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وهو مَجَازٌ. يُقَال: رَمَاهُ بِسَهْمٍ فأَمْخَطَهُ من الرَّمِيَّةِ، أَيْ أَمْرَقَهُ، كما في الأَسَاس.

  وتَمَخَّطَ الرَّجُلُ: اضْطَرَبَ في مَشْيهِ، فَصَارَ يَسْقُطُ مَرَّةً، وَيَتَحامَلُ أُخْرَى. ومِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:

  قَدْ رابَنَا مِنْ شَيْخِنا تَمَخُّطُهْ ... أَصْبَحَ قَدْ زَايَلَهُ تَخَبُّطُهْ

  نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  المَخْطُ: السَّيَلانُ والخُرُوجُ، هذَا هو الأَصْلُ، وبه سُمِّيَ المُخَاطُ، وجَمْعُ المُخَاطِ: أَمْخِطَةٌ، لا غَيْرُ.

  وفَحْلٌ مِخْطُ ضِرَابِ: يَأْخُذُ رِجْلَ النَّاقَةِ ويَضْرِبُ بِهَا


(١) ضبطت عن الصحاح، وفي اللسان: مَخَطَ في القوس.

(٢) زيد في التهذيب واللسان والتكملة: شديد سريع.

(٣) في التكملة: ثمراً حلواً لزجاً يؤكل.