تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[منفلط]:

صفحة 422 - الجزء 10

  فقال: إِنْ كنت شاعِراً فمَلِّطْ أَنْصَافَ ما أَقُولُ فَأَجِزْها فقالَ: نَعَمْ، فقال امْرُؤُ القَيْس مُبْتَدِئا:

  أَصاحِ تَرَى بُرَيْقاً هَبَّ وَهْناً

  فقال التَّوْأَمُ:

  كنَارِ مَجُوسِ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا

  إِلى آخر ما قالَ.

  ومالِطَةُ، كصَاحِبَةٍ، ووَقَع في التَّكْمِلَةِ مَضْبُوطاً بفَتْح الَّلامِ، والمَشْهُورُ على الأَلْسِنَةِ سُكُونُها: د بالأَنْدَلُسِ كما نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، وهي مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ في جَزِيرَةِ بَحْرِ الرُّوم، شَدِيدَةُ الضَّرَر على المُسْلِمِينَ في البَحْرِ، يُعَظِّمُها النَّصَارَى تَعْظِيماً بَالِغاً، وبها وُكلاءُ عُظمائهِم مِنْ كُلِّ جِهَاتٍ، ولقد حَكَى لِي مَنْ أُسِرَ بها من زَخَارِفِها ومَتَانَةِ حُصونِها وتَشْيِيِدِ أَبْرَاجِهَا، وما بِها من عُدَّةِ الحَرْبِ ما يَقْضِي العَجَبَ، جَعَلَها الله دارَ إِسْلامٍ بِحُرْمَةِ النَّبِيّ عليه الصّلاةُ والسّلام.

  * وممّا يُسْتَدْرك عليه:

  المَلْطُ: النَّزْعُ.

  والمُمَالَطَةُ: المُخَالَطَةُ، ومنه الحَدِيثُ «إِنَّ الإِبِلَ يُمالِطُها الأَجْرَب» وقال ثَعْلبٌ: المِلاطُ، بالكَسْرِ: المِرْفَقُ، والجَمْع المُلُط، بضَمَّتَيْن، وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ لقَطِرانَ⁣(⁣١) السَّعْديِّ:

  وجَوْنٍ أَعانَتْهُ الضُّلُوعُ بِزَفْرةٍ ... إِلى مُلُطٍ بانَتْ وبانَ خَصِيلُها

  وقال النَّضْرُ: المِلاطانِ: ما عَنْ يَمِينِ الكِرْكِرَةِ وشِمَالِها.

  وقال ابنُ السِّكِّيت: المِلاطَانِ: الإِبْطانِ. قال: وأَنْشَدَنِي الكِلابِيُّ:

  لَقَدْ أُيِّمَتْ ما أُيِّمَتْ، ثُمَّ إِنَّه ... أُتِيح لها رِخْوُ المِلاطَيْنِ قَارِسُ

  القارِسُ: البارِدُ، يَعْنِي شَيْخاً وزَوْجَتَهُ.

  والمَلِيطُ، كأَمِيرٍ⁣(⁣٢): السَّخْلَةُ، وقِيلَ: الجَدْيُ أَوَّل ما تَضعُهُ العَنْزُ، وكَذلِكَ من الضَّأْنِ.

  والمِلْطَى، بالكَسْرِ مَقْصُوراً: الأَرْضُ السَّهْلَة.

  ويُقال: بِعْتُه المَلَطَى والمَلَسَى، كجَمَزَى، وهو البَيْع بلا عُهْدَةٍ، ويُقالُ: مَضَى فُلانٌ إِلى مَوْضِع كَذا، فيُقالُ: جَعَلَهُ الله مَلَطَى [أَي]⁣(⁣٣) لا عُهْدَةَ له، أَيْ لا رَجْعَةَ.

  والمُتَمَلِّطَةُ: مَقْعَدُ الإِسْتِيام⁣(⁣٤). والإِسْتِيام: رئِيسُ الرُّكَّاب. وسَيَأْتِي ذلِكَ في «ل م ظ» أَيْضاً.

  وإِمْلِيطُ، كإِزْمِيل: قَرْيَةُ بالبُحَيْرَةِ، وقد وَرَدْتُها، ومنها الإِمام شِهابُ الدِّين أَحْمَدُ بنُ الحَسَن بنِ عَلِيٍّ الأَمْلِيطِيِّ الشّهِير بالبَشْتَكِيِّ المُتَوفَّى سنة ١١١٠، حَدّثَ عن الإِمام أَبِي عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سُلَيْمانَ السُّوسِيُّ في سنة ١٠٨١، ومنه شَيْخُ مَشَايِخِنا الإِمامُ النَّسَّابَةُ أَبُو جابِرٍ عَلِيُّ بنُ عامِرِ بنِ الحَسَنِ الانيادِيُّ⁣(⁣٥).

  والمَلِيطُ، كأَمِيرٍ: لَقَبُ شَيْخِ الشَّرَفِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسنِ بنِ جَعْفَرِ بنِ مُوسَى بنِ جَعْفَرِ بنِ مُوسَى الكاظمِ الحُسَيْنيُّ، كان شُجاعاً شَهْماً يَنْزِلُ في أُثالَ، وهو منْزِلٌ في طَرِيقِ مَكَّةَ المُشَرَّفَة، ووَلَدُه يُعْرَفُون بالمَلائِطَةِ، ذكره التَّنُوخِيُّ في كِتابِ «المُحاضَرَة»⁣(⁣٦)، ومِنْ وَلَدِه أَبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّد بنِ مُحَمَّدٍ المَلِيطُ، لَهُمْ عَدَدٌ بالحِجازِ والحِلَّةِ والحائرِ.

  والمَلُّوطَةُ، كسَفُّودَة: قَباءُ وَاسِعُ الكُمَّيْنِ، عامِيّة، جَمْعُه مَلالِيطُ.

  والمُمَالَطَةُ: المُمَاطَلَةُ والمُخَالَسةُ. والمَلَطَى، كجَمَزَى: الَّذِي يُزَنُّ بِمَالٍ أَو خَيْرٍ.

  [منفلط]: مَنْفَلُوطُ، أَهْمَلَه الجَمَاعَة، وهو بالفَتْح: د، بصَعِيد مِصْر من أَعْمال أَسْيُوط، بَينَهُما مَسافَةُ يَوْمٍ، وقد وَرَدْتُهَا مَرَّتَيْنِ، وهي مَدِينَةٌ حَسَنَةٌ البِنَاءِ، عظِيمَةُ الأَوْصافِ، ذَاتُ قُصُورٍ وبَساتِينَ. وإِليها نُسِبَ الإِمامُ الحافِظُ شَيْخُ الإِسْلام تَقِيُّ الدِّينِ بنُ دَقِيق العِيْدِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بن


(١) في التهذيب: وقال القَطِران السعدي.

(٢) الأصل واللسان وفي التهذيب: «والمَلِط» وفي موضع آخر فيه: والمليط: الجدي ...

(٣) زيادة عن المطبوعة الكويتية.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: الاستيام، هكذا هو بالسين المهملة في نسخة من الشارح ومثله في التكملة في مادة ملظ ا ه» كذا وردت ملظ والصواب في مادة لمظ.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: الأنباري. في نسخة: الديناري».

(٦) كذا، وهو كتاب «نشوار المحاضرة».