تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أحظ]:

صفحة 459 - الجزء 10

باب الظاء

  رَوَى اللِّيْثُ أَنَّ الخَلِيلَ قالَ: الظَّاءُ: حَرْفٌ عَرَبِيٌّ خُصَّ به لِسَانُ العَرَبِ، لا يَشْرَكُهُمْ فيه أَحَدٌ من سائرِ الأُمَمِ، وهِيَ من الحُرُوفِ المَهْجُورَةِ. والظّاءُ والذّالُ والثّاءُ في حَيِّزٍ وَاحِدٍ، وهي الحُرُوفُ اللّثَوِيَّةُ؛ لِأَنَّ مَبْدَأَها من اللِّثَةِ.

  والظّاءُ حَرْفُ هِجَاءٍ يَكُونُ أَصْلاً، لا بَدَلاً ولا زَائِداً.

  قال ابنُ جِنّي: ولا تُوجَدُ في كَلام النَّبَطِ، فإِذَا وَقَعَتْ فيه قَلَبُوهَا طَاءً، كما سَنَذْكُرُ ذلِكَ في تَرْجَمَةِ «ظوى» إِنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى.

  قال شَيْخُنا: وذَكَرَ ابنُ أُمِّ قاسِمٍ، وجَمَاعَةٌ، أَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا في إِبْدَالِهَا شَيْئاً، ولَمْ يَتَعَرَّضْ لذلِكَ في التَّسْهِيلِ، على كَثْرَة ما فِيهِ من الغَرَائِب، وتَرَكَهُ في المُمْتِعِ أَيْضاً، مع أَنَّه جامِعٌ لغَرائب الفَنّ، ثمّ رَأَيْتُ ابْنَ عُصْفُورٍ قال في المُقَرّب: إِنّهَا تُبْدَل من الذَّالِ المُعْجَمَةِ، يُقَالُ: تَرَكْتُهُ وَقِيذاً ووَقِيظاً، حَكَاهُ يَعْقُوبُ ابنُ السِّكِّيت. قُلْتُ: ونُقِلَ ذلِكَ عن كُرَاع أَيْضاً، كما سَيَأْتِي. قُلْتُ: وكَذلِكَ أَرْضٌ جَلْذَاءُ، وجَلْظَاءُ، كما في نَوَادِرِ الأَعْرَابِ.

فصل الهمزة مع الظاءِ

  هذا الفصل ساقط بِرُمَّته من الصّحاح.

  [أحظ]: أُحَاظَةُ، كأُسامَةَ: أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وقال الصّاغَانِيّ: هُوَ اسْمُ رَجُلٍ، هُوَ ابنُ سَعْدِ بنِ عَوْفِ⁣(⁣١) بنِ عَدِيّ بنِ مالِكِ بنِ زَيْدِ بنِ سَهْلِ بنِ عَمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ جُشَمَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ: أَبو قَبِيلَةٍ من حِمْيَرَ، قالَ: وإِلَيْه يُنْسَبُ مِخْلافُ أُحَاظَةَ باليَمَنِ.

  وفي التَّكْمِلَة: أُحَاظَةُ: بَلَدٌ باليَمَن، والمُحَدِّثُون يَقُولُونَ: وُحَاظَةُ، بالوَاوِ وقَدْ تَبِعَهُم المُصَنِّفُ هُنَاكَ أَيْضاً، وناهِيكَ بِهِمْ، وكذلِكَ ذَكَرَهُ ياقُوتٌ في مُعْجَمِهِ، كمَا سَيَأْتِي، فيَكُونُ كإِشاحٍ ووِشَاحٍ. قالَ الشَّنْفَرَى يَصِفُ القَطَا:

  فعَبَّتَ غَثاثاً ثُمَّ مَرَّتْ كأَنَّهَا ... مَعَ الفَجْرِ رَكْبٌ من أُحاظَةَ مُجْفِلُ⁣(⁣٢)

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [أرظ]: «أ ر ظ» وقد أَهْمَلَه الجَمَاعَةُ. وقال ابنُ السِّيد في الفَرْقِ: الأَرْظُ: أَسْفَلُ قَوَائمِ الدَّابَّةِ خاصَّةً، وما عَدَا ذلِكَ فبالضّادِ. هكَذَا زَعَمَهُ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ، وقَدْ مَرَّ إِيماء إِلَى ذلِكَ في «أَ ر ض» فراجِعْهُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  [أظظ]: «أ ظ ظ»، قالَ ابنُ بَرِّيّ: يُقَالُ: امْتَلأَ الإِناءُ حَتَّى ما يَجِدُ مِئَظًّا، أَيْ ما يَجِدُ مَزِيداً، هكذا ذَكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَان هُنَا.

  قُلْتُ: الصَّوَابُ فِيهِ مِئَطًّا، بالطَّاءِ المُهْمَلَة، وقَدْ سَبَقَ ذلِكَ لِلْمُصَنِّف⁣(⁣٣)، ونَقَلَهُ كُرَاع في المُجَرَّدِ في تَرْكِيبِ «م أ ط» كما أَشَرْنَا إِلَيْهِ.

  [أفظ]: الائْتِفاظُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَان،


(١) وضعت في المطبوعة المصرية باعتبارها في متن القاموس، وهي ليست فيه.

(٢) مختار الشعر الجاهلي، لامية العرب، ٢/ ٦٠٤ وفيها:

فعبّت غشاشاً ... ... مع الصبح ركب ..

(٣) قال المجد في مأط: امتلأ فما يجد مئطًّا. وقال في مادة ميط: وما عنده ميط بالفتح، أي شيء، وما رجع من متاعه بميط. وأمر ذو ميط: شديد، وامتلأ حتى ما يجد ميطاً أي مزيداً.