تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ذرب]:

صفحة 496 - الجزء 1

  أَعْشَى بَنِي حِرْمازٍ، قال أَبو منصور: أَرادَ بالذِّرْيَةِ امْرَأَتَهُ كَنَى بها عن فَسَادِهَا وخِيَانَتِهَا إِيَّاهُ في فرْجِهَا، وأَصْلُه من ذَرَبِ المَعِدَةِ وهو فَسَادُهَا، وذِرْبَة منقولٌ من ذَرِبَة كمِعْدَةٍ مِنْ مَعِدَةٍ، وقيلَ: أَرَادَ سَلَاطَة لِسَانِهَا وفَسَادَ مَنْطِقِهَا، مِنْ قَوْلِهم: ذَرِبَ لِسَانُه، إِذا كان حَادَّ اللِّسَانِ لَا يُبَالِي مَا قَالَ. والذِّرْبَةُ: الغُدَّةُ ج ذِرَبٌ كقِرَبٍ عَلَى وَزْنِ عِنَبٍ قاله أَبو زيد.

  والذُّرَابُ كتُرَابٍ: السُّمُّ عن كراع، اسْمٌ لا صِفَةٌ، وسُمٌّ ذَرِبٌ: حَدِيدٌ:

  والتَّذْرِيبُ: التَّحْدِيدُ، وسِنَانٌ مُذَرَّبٌ وسَيْفٌ مَذَرَّبٌ كَمُعْظَّمٍ وذَرِبٌ كَكَتِفٌ ومَذْرُوبٌ: مَسْمُومٌ أَي نُقِعَ⁣(⁣١) في السُّمَّ، فإِذا أُنعِمَ سَقْيُه أُخْرِجَ فَشُحِذَ، قال: ويَجُوزُ: ذَرَبْتُهُ فهو مَذْرُوبٌ، قال:

  لَقَدْ كانَ ابنُ جَعْدَةَ أَرْيَحِيّاً ... عَلَى الأَعْدَاءِ مَذْرُوبَ السِّنَانِ

  والذَّرِبُ ككَتِفٍ: إِزْمِيلُ الإِسكاف وهي بالكَسْر إِشْفَى له يَخِيطُ بِهَا والذِّرْبُ بالكَسْر كحِمْل: شيْءٌ يكونُ في عُنُقِ الإِنْسَانِ أَو عُنُقِ الدَّابَّةِ مِثْلُ الحَصَاةِ، كالذِّرْبَةِ وهي الغُدَّةُ، قالَهُ أَبو زيد، وجَمْعُهُ ذِرَبَةٌ بالهَاءِ، أَو الذِّرْبُ: دَاءٌ يكونَ في الكَبِدِ بَطِيءُ البُرْءِ.

  والذُّرْبُ بالضَّمِّ جَمْعُ ذَرِبٍ كَكَتِفٍ لِلْحَدِيدِ اللِّسَانِ، يقال: قَوْمٌ ذُرْبٌ أَي أَحِدَّاءُ⁣(⁣٢)، وقد تَقَدَّم، وذَرَبُ اللِّسَانِ: حِدَّتُه، ولسانٌ ذَرِبٌ ومَذْرُوبٌ، وقال الراغب: أَصلُ مَعْنَى الذَّرَابَةِ: حِدَّةُ نَحْوِ السَّيْفِ والسِّنَانِ، وقِيلَ: هِيَ أَنْ تُسْقَى السُّمَّ، وتُسْتَعَارُ لِطَلَاقَةِ اللِّسَانِ مع عَدَم اللُّكْنَةِ، وهذا مَحْمُودٌ، وأَمَّا بمَعْنَى السَّلَاطَةِ والصَّخَابَةِ فمَذْمُومٌ، كالحِدَّةِ، قال تعالى: {سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ}⁣(⁣٣) نقله شيخُنَا، وعن ابن الأَعْرَابيّ: أَذرَبَ الرَّجُلُ، إِذا فَصُحَ لِسَانُهُ بَعْدَ حَضْرَمَةٍ⁣(⁣٣)، ولسَانٌ ذَرِبٌ: حَدِيدُ الطَّرَفِ وفيه ذَرَابَةٌ أَي حِدَّةٌ، وذَرَبُهُ: حِدَّتُه. والذَّرَبُ مُحَرَّكَةً: فَسَادُ اللِّسَانِ وبَذَاؤُه، في حديث حُذَيْفَةَ «كُنْتُ ذَرِبَ اللِّسَانِ عَلَى أَهْلِي»

  قال أَبُو بَكْرٍ في قولهم: فُلَانٌ ذَرِبُ اللِّسَانِ سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ يقولُ: أَي فاسِدُ اللِّسَانِ، قال: وهُوَ عَيْبٌ وذَمٌّ. يقال: قَدْ ذَرِبَ لِسَانُ الرَّجُلِ يَذْرَبُ، إِذا فَسَدَ، وأَنشد:

  أَلَمْ أَكُ بَاذِلاً وُدِّي ونَصْرِي ... وأَصْرِفَ عَنْكُمُ ذَرَبِي ولَغْبِي⁣(⁣٤)

  اللَّغْبُ: الرَّدِيءُ مِنَ الكَلَامِ، وقيلَ: الذَّرِبُ اللِّسَانِ: الحَادُّهُ، وهُوَ يَرْجِعُ إِلَى الفَسَادِ، وقِيلَ: الذَّرِبُ اللِّسَانِ: الشَّتَّامُ الفَاحِشُ، وقال ابن شُمَيلِ: الذَّرِبُ اللِّسَانِ: الفَاحِشُ البَذِيءُ الذي لا يُبَالِي ما قال ج أَذْرَابٌ، عن ابن الأَعْرَابيّ، وأَنشد لِحَضْرَمِيِّ بنِ عَامِرٍ الأَسَدِيِّ:

  ولَقَدْ طَوَيْتُكُمُ عَلَى بَلُلَاتِكُمْ ... وعَرَفْتُ مَا فِيكُمْ مِنَ الأَذْرَابِ

  على بَلُلَاتِكم أَي على ما فيكم من أَذًى وعَدَاوَةٍ، وَرَوَاهُ ثعلب: الأَعْيَابِ، جَمْع عَيْبٍ، وفي الأَساس: ومن المجاز: فَلَانٌ ذَرِبُ الخُلُقِ، أَي فاسِدُه، وفيهم أَذْرَابٌ، أَي مَفَاسِدُ، وذَرَّبْتُ فُلَاناً: هَيَّجْتُه⁣(⁣٥)، وفُلان يُضَرِّبُ⁣(⁣٦) بيننا ويُذَّرِّب.

  ومن المجاز؛ الذَّرَبُ: فَسَادُ الجُرْحِ واتّسَاعُهُ يقال: ذَرِبَ الجُرحُ ذَرَباً فهو ذَرِبٌ: فَسَدَ واتَّسَعَ، ولم يَقْبَلِ البُرْءَ والدَّوَاءَ، أو الذَّرَبُ هو سَيَلَانُ صَدِيدِه أَي الجُرْحِ، أَو المعنيانِ متقاربانِ، وعن ابن الأَعْرَابيّ: أَذْرَب الرَّجُلُ، إِذا فَسَدَ عَيْشُه، والذَّرَبُ: فَسَادُ المَعِدَةِ وذَرِبَتْ مَعِدَتُهُ تَذْرَبُ ذَرَباً، كالذّرَابَةِ والذَّرُوبَةِ بالضم، فهي ذَرِبَةٌ وصَلَاحُهَا وهو ضِدٌّ وذَرَبُ المَعِدَةِ: حِدَّتُهَا عن الجُوعِ والذَّرَبُ: المَرَضُ الذي لا يَبْرَأُ، وفي حديث أَبي بكر ¥ «مَا الطَّاعُونُ؟ قَالَ: ذَرَبٌ كالدُّمَّلِ» يقال: ذَرِبَ الجُرْحُ إِذا لم يَقْبَلِ الدَّوَاءَ، وفي الحديث «فِي أَلْبَانِ الإِبِلِ وأَبْوَالِهَا شِفَاءُ


(١) اللسان: أُنقع.

(٢) في اللسان: قوم ذَرْبٌ: أحداء. وقوم ذُرُبٌ.

(٣) سورة الأحزاب الآية ١٩ قال الراغب: يقال لسان حديد نحو لسان صارم وماضٍ وذلك إذا كان يؤثّر تأثير الحديد ... والسلق بسط بقهرٍ إما باليد أو باللسان.

(٤) في اللسان: حصره.

(٥) في الأساس: إذا اهتجته.

(٦) عن الأساس، وبالأصل «وفلانا يضرب».