تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قرظ]:

صفحة 484 - الجزء 10

  عامِرٍ⁣(⁣١)، وهو الأَصْغَر، ويُقَالُ لَهُ: القَارِظُ الثَّانِي، وكِلاهُمَا مِنْ عَنَزَةَ، يُقَالُ: إِنَّهُمَا خَرَجَا في طَلَبِ القَرَظِ يَجْتَنِيَانِهِ فَلَمْ يَرْجِعَا، فضُرِبَ بِهِمَا المَثَلُ فَقَالُوا: لا آتِيكَ أَوْ يَؤُوبَ القارِظُ، يُضْرَبُ في انْقِطَاعِ الغَيْبَةِ، وإِيَّاهُما أَرادَ أَبُو ذُؤَيْبٍ بِقَوْلِهِ:

  وحَتَّى يؤُوبَ القَارِظَانِ كِلاهُمَا ... ويُنْشَرَ فِي القَتْلَى كُلَيْبٌ لِوائِل⁣(⁣٢)

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٣): أَحَدُهُمَا من بَنِي هُمَيْم، والآخَرُ يَقْدُمُ بنُ عَنَزَةَ. وقَالَ ابنُ بَرِّيّ: ذَكَرَ القَزَّازُ في كِتَابِ الظّاءِ: أَنَّ أَحَدَ القَارِظَيْنِ يَقْدُمُ بنُ عَنَزَةَ، والآخَرَ عامِرُ بنُ هَيْصَم بنِ يَقْدُمَ بنِ عَنَزَةَ.

  وفي المُحْكَمِ: ولا آتِيكَ القارِظَ العَنَزِيّ، أَي لا آتِيكَ مَا غَابَ القَارِظُ العَنَزِيّ فأَقَامَ القَارِظَ العَنَزِيَّ مُقامَ الدَّهْرِ، ونَصَبَهُ عَلَى الظّرْفِ، وهذا اتِّسَاعٌ، وله نَظائرُ.

  وقالَ بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ لِابْنَتِه عُمَيْرَةَ وهُوَ يَجُودُ بنَفْسِه، لَمّا أَصَابَهُ سَهْمٌ من غُلامٍ من وائلة:

  وإِنَّ الوائِليَّ أَصابَ قَلْبِي ... بسَهْمٍ لَمْ يَكُنْ يُكْسَى لُغَابَا

  فرَجِّي الخَيْرَ وانْتَظرِي إِيابِي ... إِذا ما القَارِظُ العَنَزِيُّ آبَا

  وسَعْدُ بنُ عَائِذٍ المُؤَذِّنُ، يُقَالُ لَهُ سَعْدُ القَرَظِ الصَّحَابِيُّ، ¥، وهو مَوْلَى عَمّارِ بنِ ياسِر، ¥، لِأَنَّهُ كانَ كُلَّمَا تَجِرَ في شَيْءٍ وَضَعَ فيه، وتَجِرَ فيه فَرَبحَ، فلَزِمَهُ،⁣(⁣٧) أَي لَزِمَ تِجَارَتَهُ، فعُرِفَ به، وكانَ قَدْ جَعَلَه رَسُولُ الله مُؤَذِّناً بِقُبَاءِ، وخَلِيفَةَ بِلَالٍ إِذا غابَ، ثُمَّ اسْتَقَلَّ بالأَذانِ زَمَنَ أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ، ®، وبَقِيَ الأَذانُ في عَقِبِهِ.

  قالَ أَبُو أَحْمَدَ العَسْكَرِيّ: عاشَ سَعْدُ القَرَظِ إِلَى أَيَّامِ الحَجَّاجِ، ورَوَى عَنْهُ ابنَاه⁣(⁣٤) عُمَرُ وعَمّارٌ.

  ومَرْوَانُ القَرَظِ، أُضِيفَ إِلَيْهِ، لأَنَّه كان يَغْزُو اليَمَنَ وهي مَنَابِتُه، ومِنْهُ المَثَلُ: «أَعَزُّ من مَرْوَانِ القَرَظِ»، وقِيلَ: أُضِيفَ إِلَيْهِ. لِأَنَّهُ كان يَحْمِي القَرَظَ لِعِزَّتِهِ. ذَكَرَ الوَجْهَينِ المَيْدَانِيّ في أَمْثَالِهِ.

  وقَرَظَةُ بنُ كَعْب بنِ عَمْرٍو، مُحَرَّكَةً، صحابِيٌّ مِنَ الأَنْصَارِ ¥، كَمَا في العُبَابِ.

  والَّذِي في المُعْجَمِ لابْنِ فَهْدٍ: قَرَظَةُ بنُ كَعْبِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ⁣(⁣٥)، من فُضَلاءِ الصَّحابَةِ، شَهِدَ أُحُداً، ووَلِيَ الكُوفَةَ لعَلِيٍّ، وقَدْ شَهِدَ فَتْحَ الرَّيِّ زَمَنَ عُمَرَ.

  وذُو قَرَظٍ، مُحَرَّكَةً، أَو ذُو قُرَيْظٍ كزُبَيْرٍ: ع، باليَمَنِ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ.

  وقَرَظَانُ، مُحَرَّكَةً: حِصْنٌ بزَبِيدَ، من أَعْمَالِ اليَمَنِ.

  وقُرَيْظَةُ، كجُهَيْنَةَ: قَبِيلَةٌ منْ يَهُودِ خَيْبَرَ، وكَذلِكَ بَنُو النَّضِيرِ، وقَدْ دَخَلُوا في العَرَبِ على نَسَبِهِم إِلَى هَارُون أَخِي مُوسَى، ª وعَلَى نَبِيِّنا ومِنْهُمْ مُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِيُّ وغَيْرُهُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  أَمّا قُرَيْظَةُ فإِنَّهُمْ أُبِيرُوا لنَقْضِهِم العَهْدَ، ومُظَاهَرَتِهِم المُشْرِكِينَ على رَسُولِ الله ، أَمر بِقَتْل مُقَاتِلِيهِمْ⁣(⁣٦) وسَبْيِ ذَرَارِيهم، واسْتِفَاءَةِ مالِهِمْ. وأَمّا بَنُو النَّضِير فإِنَّهُم أُجْلُوا إِلى الشّامِ، وفيهم نَزَلَتْ سُورَةُ الحَشْرِ.

  وقالَ الفَرّاءُ في نَوَادِره: قَرَظْتُه ذَاتَ الشِّمَالِ، لُغَةٌ في الضَّادِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: قَرِظَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ: سَادَ بَعْدَ هَوانٍ، نَقَلَه الأَزْهَرِيّ في «ق ر ض» والصّاغَانِيّ في العُبَاب.

  ومن المَجَازِ: التِّقْرِيظُ: مَدْحُ الإِنْسَانِ وهو حَيُّ، والتَّأْبِين: مَدْحُهُ مَيِّتاً. وقولُهم: فلانٌ يُقَرِّظُ صاحِبَهُ ويُقَرِّضُهُ، بالظَّاءِ والضَّادِ جَمِيعاً، عن أَبِي زَيْدٍ، إِذَا مَدَحَهُ بِحَقٍّ أَو باطِلٍ.

  وفي الحَدِيثِ: «لا تُقَرِّظُونِي كما قَرَّظَتِ النَّصَارَى عِيسَى».

  و في حَدِيثِ عَلِيٍّ ¥ «يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلانِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ يُقَرِّظُنِي بما لَيْسَ فِيَّ، ومُبْغِضٌ يَحْمِلُه شَنآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي».


(١) وهو قول التهذيب عن ابن الكلبي. وفي اللسان: عامر بن تميم بن يقدم بن عنترة.

(٢) ديوان الهذليين ١/ ١٤٥ وفي الصحاح كليب بن وائل وفي المحكم: الهلكى بدل القتلى، والمثبت رواية الديوان.

(٣) انظر الجمهرة ٢/ ٣٧٨.

(٧) بعدها في القاموس: فأضيف إليه.

(٤) بالأصل «ابنه».

(٥) ومثله في أسد الغابة عن أبي عمر.

(٦) في التهذيب: مقاتلتهم.