تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وعظ]:

صفحة 498 - الجزء 10

  يَقُولُ: عُدُّوا شَرَفَنا وعَدَدَنَا، ثمَّ قِيسُوا أَنْفُسَكُمْ بِنَا.

  ومن المَجَازِ: الوَشِيظُ: لَفِيفٌ من النَّاسِ لَيْسَ أَصْلُهُمْ وَاحِداً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وهو قَوْلُ اللَّيْث، وجَمْعُهُ الوَشَائِظُ.

  ومنه حَدِيثُ الشَّعْبِيّ: «كانَتِ الأَوَائِلُ تَقُولُ: إِيّاكُمْ والوَشَائِظَ»، هم السِّفْلَةُ من النّاسِ.

  والوَشِيظَةُ، بالهَاءِ: قِطْعَةُ عَظْمٍ تَكُونُ زِيادَةً في العَظْمِ الصَّمِيمِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ من كِتَابِ اللَّيْثِ. وقالَ الأَزْهَرِيّ: وهو غَلَطٌ من اللَّيْثِ، إِنَّمَا الوَشِيظَةُ: قِطْعَةُ خَشَبٍ يُشْعَبُ بِها القَدَحُ، والمُصَنِّفُ تَبعَ الجَوْهَرِيّ من غيْرِ تَنْبِيهٍ عَلَيْه بل جَمَعَ بَينَ القولين، وهو غَرِيبٌ.

  وقالَ الكِسَائيّ: هم وَشِيظَةٌ في قَوْمِهِم، أَيْ هم حَشْوٌ فيهِم، وأَنْشَدَ:

  هُمُ أَهْلُ بَطْحَاوَيْ قُرَيْشٍ كِلَيْهِمَا ... وهُمْ صُلْبُها، لَيْسَ الوَشَائظُ كالصُلْبِ

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الأَوْشَاظُ: لَفائِفُ الفَأْسِ، جَمْع⁣(⁣١) وَشِيظ. قال رُؤْبة:

  إِذا الصَّمِيمُ ساقَطَ الأَوْشاظا

  والوَشَائظُ: الدُّخَلاءُ في القَوْمِ، والسَّفِلَةُ من النّاسِ.

  والوَشِيظُ: الخَسِيسُ.

  [وعظ]: وَعَظَه يَعِظُه وَعْظاً، وعِظَةً، كعِدَةٍ، ومَوْعِظَةً:

  ذَكَّرَهُ ما يُلَيِّنُ قَلْبَه من الثَّوابِ والعِقَابِ، فاتَّعَظَ به. وفي الصّحاح: الوَعْظُ: النُّصْحُ والتَّذْكِيرُ بالعَوَاقِبِ. والاتِّعَاظُ: قَبُولُ المَوْعِظَةِ. يُقَالُ: «السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بغَيْرِهِ والشَّقِيُّ مَنْ به اتُّعِظَ»⁣(⁣٢). قُلْتُ: والجُمْلَةُ الأُولَى مِنْهُ حَدِيثٌ، وتَمامُه: والشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ في بَطْنِ أُمِّه». وفي حَدِيثٍ آخَرَ: «لَأجْعَلَنَّكَ عِظَة»، أَيْ مَوْعِظَةً وعِبْرَةً لِغَيْرك، والهاءُ في العِظَة عِوَضٌ عن الواوِ المَحْذُوفَةِ.

  وقَالَ ابنُ فَارِسٍ: الوَعْظُ: هو التَّخْوِيفُ والإِنْذَارُ.

  وقَالَ الخلِيلُ: هو التَّذْكِيرُ في الخَيْرِ بما يُرَقِّقُ القَلْبَ، وهَاءُ المَوْعِظَةِ لَيْسَتْ للتَّأْنِيثِ، لأَنَّهُ غَيْرُ حَقِيقيّ، ومنه قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَمَنْ جاءَهُ} مَوْعِظَةٌ {مِنْ رَبِّهِ}⁣(⁣٣)

  وفي الحَدِيثِ: سَيَأْتِي عَلى النّاسِ زَمانٌ يُسْتَحَلُّ فِيهِ الرِّبَا بالبَيْعِ، والقَتْلُ بالمَوْعِظَةِ» هو أَنْ يُقْتَلَ البَرِيءُ ليَتَّعِظَ به المُرِيبُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليْه:

  العِظَاتُ: جَمْع عِظَةٍ.

  والوَاعِظُ: النّاصِحُ، وقَدْ اشْتَهرَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ المُحَدِّثِينَ، والجَمْعُ وُعَّاظٌ.

  والوَعَّاظُ، كشَدّادٍ: الوَاعِظَةُ، قالَ رُؤْبَةُ:

  لَمَّا رَأَوْنا عَظْعَظَتْ عِظْعَاظَا ... نَبْلُهُم وصَدَّقُوا الوَعَّاظا

  يَقُولُ: كانَ وَعَظَهُمْ وَاعِظٌ، وقالَ لَهُمْ: إِنْ ذَهَبْتُمْ هَلَكْتُمْ، فَلَمَّا ذَهَبُوا أَصابَهُمْ ما وَعَظَهُمْ به، فصَدَّقُوا الوَعّاظَ حِينَئِذٍ.

  والعَظَةُ، بفَتْحِ العَيْنِ، لُغَةٌ في العِظَة، بِكَسْرِهَا.

  وتَعَطْعَظَ الرَّجُلُ: اتَّعَظَ، وأَصْلُه من الوَعْظِ، كما قالُوا: تَخَضْخَضَ الماءُ، وأَصْلُهُ من خَضَّ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيّ هكذا، وأَوْرَدَ المَثَلَ المَذْكُورَ في «ع ظ ع ظ» وقَدْ بَيَّنّا هُنَاك خَطَأَ هذا القَوْلِ فرَاجِعْهُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [وفظ]: لَقِيتُه عَلى أَوْفَاظ، أَيْ عَلَى عَجَلَةٍ، لُغَةٌ في الطّاءِ، وقَدْ سَبَقَ لهُ هُنَاكَ أَنَّ الظّاءَ أَعْرَفُ، وأَغْفَلَه هُنا نِسْيَاناً كصَاحِبِ اللِّسَانِ والصّاغَانِيّ، فتَنَبَّه لِذلِكَ.

  [وقظ]: وَقَظَهُ، كوَعَدَهُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقال ابنُ السِّكِّيتِ: أَيْ وَقَذَهُ، عاقَبَت الظّاءُ فيه ذالاً.

  ووَقَظَ عَلَى الأَمْرِ: دَامَ وثَبَتَ، كوَكَظَ.

  ويُقَالُ: وُقِظَ به في رَأْسِهِ، بالضَّمِّ، كقَوْلِكَ: ضُرِبَ فُلانٌ في رَأْسِهِ، وصُدِعَ في رَأْسِهِ، تُسنِدُ الفِعْلَ إِلَيْه، ثم تَذْكُرُ مَكَانَ مُبَاشَرَةِ الفِعْلِ ومُلاقَاتِهِ، مُدْخِلاً عَلَيْه الحَرْفَ الَّذِي هو للوِعاءِ، ومنه الحَدِيثُ: «أَنَّ النَّبِيَّ كانَ إِذا نَزَلَ به الوَحْيُ وُقِظَ فِي رَأْسِهِ، وارْبَدَّ وَجْهُهُ، ووَجَدَ بَرْداً في


(١) بالأصل «جمعه» تحريف.

(٢) في الصحاح واللسان: من اتّعظ به غيره.

(٣) سورة البقرة الآية ٢٧٥.