تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[برقع]:

صفحة 13 - الجزء 11

  بصِحَّةِ الكَسْرِ، ورَوَوْه هكَذَا سَمَاعاً. وفي «الغايَةِ» هو بالكَسْرِ، وَالفَتْحِ، والكَسْرُ أَشْهَرُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، وهي بِنْتُ وَاشِقٍ الرُّواسِيَّة، وقِيلَ: الأَشْجَعِيَّة زَوْجُ هِلَالِ بنِ مُرَّةَ، صَحَابيَّةٌ، رَوَىَ عَنْهَا سَعِيدُ بنُ المُسَيّب.

  وِبَرْوَعُ: نَاقَةٌ لعُبَيْدِ بنِ حُصَيْنٍ النُّمَيْرِيّ الرّاعِي الشّاعِرُ، وهو القائِل فِيهَا وفِي نَاقَتِهِ الأُخْرَى عِفَاسَ:

  إِذا بَرَكَتْ مِنْهَا عَجَاساءُ جِلَّةٌ ... بِمَحْنِيَةٍ أَشْلَى العِفَاسَ وبَرْوَعَا⁣(⁣١)

  وِمِنْ ذلِكَ كانَ يَدْعُو جَرِيرٌ - وعِبَارَةُ الصّحّاحِ: ومِنْهُ كانَ جَرِيرٌ يَدْعُو - جَنْدَلَ بنَ الرّاعِي بَرْوَعاً.

  وقال ابنُ بَرِّيّ: بَرْوَعُ: اسْمُ أُمِّ الرَّاعِي، ويُقَالُ: اسْمُ ناقَتِهِ، قالَ جَرِيرٌ يَهْجُوهُ:

  فما هِيبَ⁣(⁣٢) الفَرَزْدَقُ قَدْ عَلِمْتُمْ ... وِمَا حَقُّ ابْنِ بَرْوَعَ أَنْ يُهابَا

  وِيُقَالُ: تَبَرَّعَ فُلانٌ بالعَطَاءِ، أَيْ تَفَضَّلَ بمَا لا يَجِبُ عَليْه، # وقِيلَ: أَعْطَى من غَيْرِ سُؤالٍ. قالَ الزَّمَخْشَرِيّ: كَأَنَّهُ يَتَكَلَّفُ البَرَاعَةَ فيه والكَرَمَ.

  وِفي الصّحاح: فَعَلَهُ مُتَبَرِّعاً، أَيْ مُتَطَوِّعاً، وهو من ذلِكَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  بَرَعَ الجَبَلَ: عَلاه.

  وسَعْدُ البَارِعِ: نَجْمٌ مِنَ المَنَازِلِ.

  وجَارِيَةٌ بَارِعَةٌ، أَيْ جَمِيلَةٌ.

  وِالبَارِعُ: لَقَبُ أَبِي عَبْدِ الله الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهّابِ الحارِثيّ البَغْدَادِيّ الأَدِيب، ذَكَرَهُ ابنُ العَدِيمِ في تاريخِ حَلَبَ.

  [برقع]: البُرْقع، كقُنْفُذ وجُنْدَب⁣(⁣٣) وعُصْفُور، هكَذَا نَقَلَ الجَوْهَرِيّ هذِه اللُّغَاتِ الثَّلاثَةَ*، وهو قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابِيّ، قالَ: يَكُونُ للنِّسَاءِ والدَّوَابِّ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لشَاعرٍ يَصِف خِشْفاً:

  وِخَدٍّ كبُرْقُوعِ الفَتَاةِ مُلَمَّعٍ ... وِرَوْقَيْن لَمّا يَعْدُوَا أَن تَقَشَّرا

  قُلْتُ: هكَذا في نُسَخ الصّحاحٍ. ويُرْوَى: لَمّا يَعْدُ أَنْ يَتَقَشَّرا. وقالَ الصّاغَانِيُّ: الشِّعْرُ للنَّابِغَةِ الجَعْدِيّ يَصِفُ بَقَرَةً مَسْبُوعَةً، والرِّوَايَةُ: «وخَدًّا» و «مُلَمَّعاً»، وصَدْرُهُ⁣(⁣٤):

  فَلاقَتْ بَيَاناً عِنْدَ أَوَّلِ مَعْهَدٍ ... إِهاباً ومَعْبُوطاً⁣(⁣٥) مِنَ الجَوْفِ أَحْمَرا

  وهكَذَا قالَهُ ابنُ بَرِّيّ أَيْضاً، وقالَ في قَوْلِهِ: «فَلَاقَت» يَعْنِي بَقَرَةَ الوَحْشِ الَّتِي أَخَذَ الذِّئْبُ وَلَدَهَا. وفي اللّسَان والعُبَابِ: وقَدْ أَنْكَرَ أَبُو حاتِمٍ اللُّغَةَ الثّانِيَةَ والثّالِثَةَ وكانَ يُنْشِدُ بَيْتَ الجَعْدِيّ:

  وِخَدٍّ كبُرْقُع الفَتَاةِ ..

  قالَ: ومَنْ أَنْشَدَه «كبُرْقُوع» فإِنَّمَا فَرَّ من الزِّحافِ. وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لِأَبِي النَّجْمِ:

  مِنْ كُلِّ عَجْزَاءَ سَقُوطِ البُرْقُعِ ... بَلْهَاءَ لَمْ تُحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ

  وقال اللَّيْثُ: جَمْعُ البُرْقُعِ البَرَاقِعُ. قالَ وفيه خَرْقَانِ للْعَيْنَيْنِ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لِأَبِي النَّجْم:

  إِنّ ذَوَاتِ الأُزْرِ والبَرَاقِعِ ... وِالبُدْن في ذاكَ البَيَاض النّاصِعِ

  لَيْسَ اعْتِذارِي عِنْدَهَا بِنَافِعِ ... وِلا شَفاعاتٍ لِذَاكَ الشَّافِعِ

  ومن قَوْلِ العَامَّةِ في العَكْسِ المُسْتَوِي: «عَقارِبُ تَحْتَ بَرَاقِعَ».

  وِيُقَالُ: بَرْقَعَهُ بَرْقَعَةً: أَلْبَسَهُ إِيّاه فَتَبَرْقَعَ، أَي لَبِسَهُ. قالَ تَوْبَةُ بنُ الحُمَيِّر:

  وِكُنْتُ إِذا ما جِئْتُ لَيْلَى تَبَرْقَعَتْ ... فَقَدْ رَابَنِي مِنْهَا الغَدَاةَ سُفُورُهَا

  وِقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: البُرْقُعُ كقُنْفُذٍ: سِمَةٌ لِفَخِذِ البَعِيرِ، حَلْقَتَانِ بَيْنَهُمَا خِبَاطٌ فِي طُولِ الفَخِذِ، وفِي العَرْضِ الحَلْقَتانِ، صُورَتُهَا هكَذَا ٥/ ٥.


(١) ديوانه ص ١٧٠ وفيه: «وإِن بركت» بدل «إذا» وانظر تخريجه فيه.

(٢) ديوانه ص ٧١ وفيه: فما هبت.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: وخندف.

(*) كذا بالأصل والصواب: الثلاث.

(٤) كذا، والأفضل: وقبله.

(٥) عن جمهرة أشعار العرب والتكملة، وبالأصل «ومغبوطا»