تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل التاء المثناة الفوقية مع العين

صفحة 41 - الجزء 11

  وِتَتَابَعَ: تَوَالَى، قال اللَّيْثُ: تَتَابَعَت الأَشْيَاءُ والأَمْطَارُ والأُمُورُ، إِذا جاءَ وَاحِدٌ خَلْفَ وَاحِدٍ عَلَى أَثَرِهِ. وفي الحَدِيثِ: «تَتَابَعَتْ عَلَى قُرَيْشٍ سِنُو جَدْبٍ». وقال النابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ:

  أَخَذَ العَذَارَى عِقْدَه فنَظَمْنَهُ ... مِنْ لُؤْلُؤٍ مُتَتَابِعٍ مُتَسَرِّدِ

  ومِنْهُ: صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ.

  وِمِنَ المَجَازِ: فَرَسٌ مُتَتَابِعُ الخَلْقِ، أَيْ مُسْتَوِيه، زادَ الزّمَخْشَرِيّ: مُعْتَدِلُ الأَعْضَاءِ مُتَتابِعُهَا⁣(⁣١). وقالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ ¥.

  تَرَى طَرَفَيْهِ يَعْسِلان كِلاهُمَا ... كَمَا اهْتَزَّ عُودُ السَّأْسَمِ المُتَتابِعُ

  وِمِن المَجَازِ: رَجُلٌ مُتَتَابِعُ العِلْمِ إِذا كَانَ يُشَابِهُ عِلْمُهُ بَعْضُهُ بَعْضاً لا تَفاوُتَ فِيه.

  وِمِنَ المَجَازِ: غُصْنٌ مُتَتابِعٌ، إِذا كانَ مُسْتَوِياً لا أُبَنَ فيه.

  وِتتَبَّعَه: تَطَلَّبَهُ في مُهْلَةٍ شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ، قالَهُ اللَّيْثُ، وقد تَقَدَّم قَرِيباً، ومِنْهُ قَوْلُ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ ¥ في جَمْعِ القُرْآنِ: «فعَلِقْتُ أَتَتَبَّعُهُ من اللِّخَافِ والعُسُبِ»، أَيْ يَتَطَلَّبُه.

  ولَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى ما حَفِظَ هو وغَيْرُهُ [- وكان من أحفظ الناس للقرآن - استظهاراً و]⁣(⁣٢) احْتِيَاطاً، لئَلَّا يَسْقُط مِنْه حَرْفٌ لسُوءِ حِفْظِ حافِظِهِ، أَو يَتَبَدَّل حَرْفٌ بغَيْرِه، وهذا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الكِتَابَةَ أَضْبَطُ مِن صُدُورِ الرِّجَالِ، وأَحْرَى [أَلّا]⁣(⁣٣) يَسْقُطَ مِنْهُ شَيْءٌ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  تَبَعْتُ الشَّيْءَ تُبُوعاً: سِرْتُ في أَثَرِهِ. و «تابعْ بَيْنَنَا وبَيْنَهُمْ عَلَى الخَيْرَاتِ» أَيْ اجْعَلْنا نَتَّبِعُهُم عَلَى ما هم عَلَيْهِ.

  وِأَتْبَعَهُ الشَّيْءَ: جَعَلَهُ له تابِعاً.

  وِالتَّابعُ: التّالِي، والجَمْعُ تُبَّعٌ، وتُبَّاعٌ، كسُكَّرٍ ورُمَّانٍ.

  وِاتَّبَعَ القُرْآنَ: ائْتَمَّ به وعَمِلَ بما فيه. والتَّابِعُ: الخَادِمُ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى: {أَوِ التّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ}⁣(⁣٤) قالَ ثَعْلَبٌ: هُمْ أَتْبَاعُ الزَّوْجِ مِمَّنْ يَخْدُمُهُ، مِثْلُ الشَّيْخِ الفانِي، والعَجُوزِ الكَبِيرَةِ.

  وِالتَّبِيعُ، كأَمِيرٍ: الخادِمُ أَيْضاً، ومِنْهُ حَدِيثُ الحُدَيْبِيَة: «كُنْتُ تَبِيعاً لطَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ الله». وتَبَعُ كُلِّ شَيْءٍ، مُحَرَّكَةً: ما كَانَ عَلَى آخِرِه. وقالَ الأَزْهَرِيٌّ: التَّبَعُ: ما تَبعَ أَثَرَ شَيْءٍ.

  وِالمُتَابَعَةُ التِّبَاعُ. وتابَعَهُ عَلَى الأَمْرِ: أَسْعَدَهُ عَلَيْهِ.

  وِالتِّبْع، بالكَسْر: تَبِيعُ البَقَرِ، والجَمْعُ أَتْبَاعٌ.

  ويُقَالُ: هو تُبَّع نِسَاءٍ، كسُكَّرٍ، إِذا جَدَّ في طَلَبِهِنّ، حَكَاهُ كُرَاع في كِتَابَيْه «المُنجَّذُ، والمُجَرَّد».

  وقالَ غَيْرُهُ: هو تِبْعُ ضِلَّةٍ، بالكَسْرِ: إِذا كانَ يتَتَبَّعُ⁣(⁣٥) النِّسَاءَ، وتِبْعٌ ضِلَّةٌ، على النَّعْتِ، أَيْ لا خَيْرَ فِيهِ وَلا خَيْرَ عِنْدَهُ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ. وقالَ ثَعْلَبٌ: إِنَّمَا هو تِبْعُ ضِلَّةٍ مُضَافٌ.

  ويُقَال: أُتْبِعَ فُلانٌ بفُلانٍ، أَي أُحِيل له عليه.

  وِأَتْبَعَهُ عليه: أَحالَهُ، وهو مجازٌ. ومنهُ الحَدِيثُ: «الظُّلْمُ لَيُّ الوَاجِدِ، وإِذا أُتْبعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِئٍ فَلْيَتَّبِعْ» معناهُ: إِذا أُحِيلَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِئٍ [قادر] فَلْيَحْتَلْ، مِن الحوَالَةِ، هكَذَا ضَبَطَهُ الخَطَّابِيّ، قالَ: وأَصْحَابُ الحَدِيثِ يَرْوُونَهُ «بالتَّشْدِيدِ».

  وِالمُتَابَعَةُ: المُطَالَبَةُ.

  وِاتِّباعٌ بالمَعْرُوفِ في الآيَة⁣(⁣٦) هو المُطَالَبَةُ بالدِّيَة، أَيْ لِصَاحِبِ الدَّمِ.

  وِالتَّبَعُ، مُحَرَّكَةً: من أَسْمَاء الدَّبَرانِ، نقَلَهُ ابنُ برِّيّ والزَّمَخْشَرِيّ.

  وِالتُّبَّعُ، كسُكَّرٍ: ضَرْبٌ من الطَّيْر. ويُقَالُ: هُوَ يُتَابِعُ الحَدِيثَ، إِذا كانَ يَسْرُدُهُ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيّ: إِذا كانَ يُحْسِنُ سِيَاقَهُ، وهو مَجَازٌ.


(١) في الأساس: متناصفُها.

(٢) زيادة عن التهذيب.

(٣) زيادة عن التهذيب.

(٤) سورة النور الآية ٣١.

(٥) اللسان: يتبع.

(٦) يعني قوله تعالى: {فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ} من الآية ١٧٨ من سورة البقرة.