تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ترع]:

صفحة 43 - الجزء 11

  الباغِيَ الحَرْبَ يَسْعَى نحوَها تَرِعاً ... حَتَّى إذا ذاقَ مِنْهَا حامِياً بَرَدَا⁣(⁣١)

  قَال الصّاغَانِيٌّ: ولَمْ أجِدْه في شِعْرِه.

  فهو تَرِيعٌ، هكَذا في النُّسَخِ، وصَوَابُه فهو تَرِعٌ، كما في العُبَابِ واللِّسَان.

  وِتَرَعَهُ عن وَجْهِه، كمَنَعَه: ثَناهُ وصَرَفَهُ، كَمَا في اللِّسَانِ، وعَزاهُ الصّاغَانيّ لابْنِ عَبّادٍ.

  وِتَرْعُ عُوزٍ: ة، بِحَرّانَ⁣(⁣٢)، والنِّسْبَةُ إلَيْهَا: تَرْعُوزِيّ، تَخْفِيفاً، وفي العُبَابِ: تَرْعَزِيّ، وقد أشارَ المُصَنِّف لِذلِكَ في «ترعز».

  وِحَوْضٌ تَرَعٌ، مُحَرَّكَةً: مُمْتَلِئٌ، وكَذلِكَ كُوزٌ تَرَعٌ، كِلاهُمَا تَسْمِيَةٌ بالمَصْدَرِ، والقِيَاسُ تَرعٌ، كَكَتِفٍ.

  وِيُقَالُ: حَجَبَهُ التَّرَّاعُ، كشَدَّادٍ، أي البَوَّابُ، عن ثَعْلَبٍ.

  قَالَ هُدْبَةُ بنُ الخَشْرَمِ:

  يُخَيِّرنِي تَرَّاعُهُ بَيْنَ حَلْقَةٍ ... أزُومٍ إذا عَضَّتْ وكَبْلٍ مُضَبَّبِ

  كَذا في الصّحاحِ. وفي العُبَابِ: «إذا شُدَّتْ». وقالَ ابنُ بَرِّيّ: والَّذِي في شِعْرِهِ «يُخَبّرُنِي حَدّادُهُ».

  وِالتَّرّاعُ من السَّيْلِ: مَالِئُ الوَادِي، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، كالأَتْرَعِ: يُقَالُ: سَيْلٌ تَرّاعٌ وأتْرَعُ. قَالَ رُؤَبَةُ:

  فافْتَرَشُوا الأَرْضَ بسَيْلٍ أتَرْعَا

  ووَقَعَ في الصّحاحِ والمُجْمَلِ لابْنِ فارِسٍ والمَقَايِيس أيْضاً:

  فافْتَرَشَ الأَرْضَ بسَيْرٍ أتْرَعَا

  قال الصّاغانِيُّ: وفِيه غَلَطان، أحَدُهُما تَوْحِيدُ افْتَرَشَ، والثّانِي قَوْلُه: بسَيْرٍ.

  قُلْتُ: وقَالَ بَعْضُهُمْ: هو لِلْعَجّاج، وصَوَّبَ ابنُ بَرّيّ أنَّهُ لِرُؤْبَةَ: قَالَ: والَّذِي في شِعْرِه بسَيْلٍ «بالّلامِ» وبَعْدَهُ:

  يَمْلأُ أجْوَافَ البِلادِ المَهْيَعا

  قالَ وأتْرَعَ: فِعْلٌ مَاضٍ، قالَ ووَصَفَ بَنِي تَمِيمٍ وأنَّهُمْ افْتَرَشُوا الأَرْضَ بعَدَدٍ كالسَّيْل كَثْرَةً، ومنه: سَيْلٌ أتْرَعُ، أي يَمْلأُ الوَادِيَ.

  وِرَوَى الأَزْهَرِيُّ عن الكِلَابِيِّينَ، كما في اللّسَانِ، وفي العُبَاب: وقالَ أبُو زَيْد: رَجُلٌ⁣(⁣٣) ذو مَتْرَعَةٍ: إذا كانَ لا يَغْضَبُ ولا يَعْجَلُ. قال الأَزْهَرِيّ: وهذا ضدُّ التَّرَعِ. قَالَ الصّاغَانِيّ: لَمْ يَزِدْ ولَمْ يَرُدّ عَلَيْهِ، وسُكُوتُه عَلَى مَا قَالَ دَلِيْلٌ عَلَى أنَّهُ عِنْدَه من الأَضْدادِ، ولا شَكَّ أنَّه تَصْحِيفُ المَنْزَعَةِ، بالنُّونِ والزَّايِ.

  وِأتْرَعَهُ: مَلأَه قَالَ رُؤْبَةُ:

  شَبِيهُ يَمٍّ بَيْنَ عِبْرَيْنِ مَعَا ... صَكَّةَ عُمْيٍ زَاخِراً قَدْ أُتْرِعَا

  وِتَرَّعَ البَابَ تَتْرِيعاً: أغْلَقَهُ، ورَوَى الأَزْهَرِيُّ بسَنَدِهِ عن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ أنَّهُ قالَ: قَرَأْتُ في مُصْحَفِ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ: وِتَرَّعَتِ الأَبْوَاب⁣(⁣٤) قالَ: هو في مَعْنَى {غَلَّقَتِ الْأَبْوابَ}.

  قُلْتُ: وهي أيْضاً قِرَاءَةُ أنَسٍ ¥، وقِرَاءَةُ أبِي صالِحٍ، كما في العُبَاب.

  وِتَتَرَّعَ بِهِ إلَى الشَّرِّ: نَزَعَ⁣(⁣٥)، هكَذَا في سَائر النُّسَخِ، والَّذِي في الصّحاح: وتَتَرَّع إلَيْهِ بالشَّرِّ، أيْ تَسَرَّعَ، ومِثْلُه في اللّسَانِ والعُبَابِ⁣(⁣٦)، وأنْشَدَ في الأَخِيرِ لرُؤْبَةَ:

  إنّا إذا أمْرُ العِدَا تَتَرَّعا ... وِأجْمَعَتْ بالشَّرِّ أنْ تَلَفَّعا

  حَرْبٌ تَضُمُّ الخَاذِلِينَ الشُّسَّعا

  وِاتَّرَعَ الإِنَاءُ، كافْتَعَلَ: امْتَلأَ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ:

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  حَوْضٌ مُتْرَعٌ: مَمْلُوءٌ، وجَفْنَةٌ مُتْرَعَةٌ.

  وِأُتْرِعَ الإِنَاءُ وتَرِعَ، وأنْكَرَ اللَّيْثُ الأَخِيرَ، وجَوَّزَهُ الجَوْهَرِيّ والزّمَخْشَرِيّ.


(١) ملحق ديوانه ص ٣٠٤ برواية «جاحماً برداً».

(٢) زاد ياقوت: من بناء الصائبة ... ومعنى ترع عوز بلغة الصائبة باب الزهرة، وأهل حران في أيامنا يسمونها: ترعوز.

(٣) الذي في التهذيب: فلانٌ.

(٤) سورة يوسف الآية ٢٣. والمثبت في المصحف الامام: «وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ».

(٥) في القاموس: تَسَرَّعَ.

(٦) والتهذيب أيضاً.