تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل التاء المثناة الفوقية مع العين

صفحة 48 - الجزء 11

  ارْتَفَعَ كما في المُحْكَمِ والعُبَابِ والأَسَاسِ، وفي الصّحاحِ: طَلَعَ⁣(⁣١).

  وِقالَ ابن دُرَيْدٍ: تَلَعَتِ الضُّحَى تُلُوعاً، إِذا انْبَسَطَتْ.

  وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  وِكَأَنَّهُمْ في الآلِ إِذْ تَلَعَ الضُّحَى ... سُفُنٌ تَعُومُ قَدُ الْبِسَتْ أَجْلالا

  قالَ: وتَقُولُ: تَلَعَ الرَّجُلُ: إِذا أَخْرَجَ رَأْسَهُ من كُلِّ شَيْءٍ كانَ فِيهِ، وهو شِبْهُ طَلَعَ، إِلَّا أَنَّ طَلَعَ أَعَمُّ. وتَلَعَ الظَّبِيُّ والثَّورُ مِن الكِنَاسِ، إِذا أَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنْهُ وسَما بجِيدِه⁣(⁣٢)، عَن ابن دُرَيْدٍ، كَأَتْلَعَ. يُقَالُ: أَتْلَعَ رَأْسَهُ، أَيْ أَطْلَعَ لِيَنْظُرَ⁣(⁣٢)، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ. قال ذُو الرُّمَّةِ.

  كما أَتْلَعَتْ مِنْ تَحْتِ أَرْطَى صَرِيمَةٍ ... إِلَى نَبْأَةِ الصَّوْتِ الظِّباءُ الكَوَانِسُ

  ونَقَلَهُ اللِّيْثُ أَيْضاً هكَذَا.

  وِإِنَاءٌ تَلِعٌ، ككَتِفٍ: مَلانُ، لُغَةٌ في تَرِعٍ، أَو لُثْغَةٌ، كما في الصّحاح، زادَ في اللِّسَانِ: أَوْ بَدَلٌ.

  وِتَوْلَعٌ كجَوْهَرٍ، ويُقَالُ: مِثْلُ فُوفَلٍ: ع، قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلَمَةَ⁣(⁣٣):

  لِمَنِ الدِّيَارُ بتَوْلَعٍ فيَبُوسِ ... فبَيَاضُ رَيْطَةَ غَيْرُ ذَاتِ أَنِيسِ

  وقد تَقَدَّم إِنْشَادُه في «ي ب س».

  وِيُقَالُ: أَتْلَعَ الرَّجُلُ، إِذا مَدَّ عُنُقَهُ مُتطَاوِلاً ومنهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ ¥: «لَقَدْ أَتْلَعُوا أَعْنَاقَهُمْ إِلى أَمْرٍ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَهُ، فوَقَعُوا دُونَهُ» أَيْ رَفَعُوها.

  وِقال ابنُ عَبّادٍ: المُتْلِعُ، كمُحْسِنٍ: المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ، لأَنَّهَا تُتْلِعُ أَيْ تَمُدُّ رَأْسَهَا، تَتَعَرَّض للنّاظِرِين إِلَيْهَا.

  وِالمُتَتَلِّعُ: الشَّاخِصُ لِلأَمْرِ. والَّذِي في العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ: يُقَالُ: رَأَيْتُهُ مُسْتَتْلِعاً لِلْخَبَرِ، أَي شاخِصاً له. والمُتَتَلِّعُ: الرَّافِعُ رَأْسَهُ، يُقَالُ لِمَنْ لَزِمَ مَكَانَهُ: قَعَدَ فَما يَتَتَلَّعُ، أَيْ فَما يَرْفَعُ رَأْسَه للنُّهُوضِ ولا يُرِيدُ البَراحَ. كَما في الصّحاح.

  وِيُقَالُ: المُتَتَلِّعُ: المُتَقَدِّمُ، قال أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحَمِيرَ:

  وَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابِىِء ال ... ضُّرَباءِ فَوْقَ النَّجْمِ لا يَتَتَلَّعُ⁣(⁣٤)

  قال ابنُ بَرِّيّ: صَوَابُه «خَلْفَ النَّجْمِ»، وكَذلِكَ رَوَاهُ سِيبَوَيه. قُلْتُ: ورَوَى أَبُو سَعِيدٍ «دُونَ النَّجْمِ» وفي رِوَايَة: «فَوْق النَّظْمِ».

  وِالمُتَتَلِّع: فَرسُ مَزْيَدَة الحَارِثيّ، كما في العُبَاب، ووقع في التَّكْمِلَة: المُحَارِبيّ، ورَوَاهُ ابنُ بَرّيّ فِي «ب ل ع» بالمُوَحَّدَةِ، وقد أَشَرْنَا إِلَى ذلِكَ هُنَاكَ.

  وِتَتَالَعَ في مَشْيِهِ، إِذا مَدَّ عُنُقَهُ ورَفَعَ رَأْسَه، وكَذلِكَ تَتَلَّع.

  وِمُتَالِعٌ، بالضَّمِّ: جَبَلٌ بالبَادِيَةِ، في بِلادِ طَيِّءٍ، مُلاصِقُ لِأَجأَ، بَيْنَهُمَا طَرِيقٌ لبَنِي جُوَيْنِ بنِ جَرْمِ طَيِّءٍ، ويُقَالُ لَه: مُتَالِعٌ الأَبْيَضُ، وجَبَلٌ أَيْضاً في بِلادِهمْ لِبَنِي صَخْرِ بنِ جَرْمٍ، بَيْنَهُ وبَيْنَ أَجَأَ لَيْلَةٌ، يقال لَهُ: مُتَالِعٌ الأَسْودُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للَبِيدٍ ¥:

  دَرَسَ المَنَا بمُتَالِعٍ فأَبَانِ

  قالَ: أَرادَ المَنَازِلَ فحَذَفَ، وهو قَبِيحٌ.

  قُلْتُ: وعَجْزُه فِيما رَواه الصّاغَانِيّ وابنُ بَرِّيّ:

  فتَقَادَمَتْ بالحُبْسِ فالسُّوبانِ

  ويُرْوَى:

  بالحُبْسِ بَيْنَ البِيدِ والسُّوبانِ⁣(⁣٥)

  أَوْ جَبَلٌ لغَنِيّ بالحِمَى، أَو جَبَلٌ لِبَنِي عُمَيْلَةَ: قالَ صَدَقَةُ بنُ نَافِعٍ العُمَيْلِيّ:

  وِهَلْ تَرْجِعَنْ أَيّامُنَا بمُتَالِعٍ ... وِشَرْبٌ بأَوْشَالٍ لَهُنَّ طَلَالُ


(١) الذي في الصحاح المطبوع: ارتفع.

(٢) عبارة التهذيب قال الأزهري: قلت المعروف في كلام العرب أتلع رأسه إذا أطلعه فنظر.

(٣) في معجم البلدان: سليم.

(٤) ديوان الهذليين ١/ ٦ وفيه: «فوردن ... فوق النظم».

(٥) وهي رواية اللسان.