تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع العين

صفحة 72 - الجزء 11

  وإِلَى نَعْتِهِ إِذا اخْتَلَفَ اللَّفْظَانِ، كَما قَالَ تَعَالَى: {وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}⁣(⁣١)، ومَعْنَى الدَّين المِلَّة، كأَنَّهُ قالَ: وذلِكَ دِينُ المِلَّةِ القَيِّمةِ. وكَمَا قَالَ تَعالَى: {وَعْدَ الصِّدْقِ}⁣(⁣٢) و {وَعْدَ الْحَقِّ}⁣(⁣٣). قالَ: ومَا عَلِمْتُ أَحَداً مِنَ النَّحْوِيِينَ أَبَى إِجَازَتَهُ غَيْرَ اللَّيْثِ. قالَ: وإِنَّمَا هُوَ الوَعْدُ الصِّدقُ والمَسْجِدُ الجامِعُ.

  وَجَامِعُ الجَارِ: فُرْضَةٌ لِأَهْلِ المَدِينَةِ، على ساكِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، كَمَا أَنَّ جُدَّةَ فُرْضَةُ لأَهْلِ مَكَّةَ حَرَسَهَا الله تَعَالى.

  وِالجَامِعُ: ة، بالغُوطَةِ، بالمَرْجِ.

  وِالجَامِعَانِ⁣(⁣٤)، بِكَسْرِ النُّونِ: الحِلَّةُ المَزيدِيَّةُ الَّتِي عَلَى الفُرَاتِ بَيْن بَغْدَادَ وبين الكُوفَةِ.

  وِمن المَجَازِ: جَمَعَت الجارِيَة الثِّيَابَ: لَبِثسَتِ الدِّرْعَ والمِلْحَفَةَ والخِمَارَ. يُقَالُ ذلِكَ لها إِذا شَبِّتْ يُكنَى به عَنْ سِنِّ الاسْتِوَاءِ.

  وِجُمَّاعُ النّاسِ، كرُمّان: أَخْلاطُهُمِ، وهم الاشَابَةُ من قَبائلَ شَتَّى، قال قَيْسُ بنُ الأَسْلَتِ السُّلَمَيّ يَصِفُ الحَرْب:

  حَتَّى انْتَهَيْنَا وَلَنَا غَايَةٌ ... مِنْ بَيْنِ جَمْعِ غَيْرِ جُمَّاعِ

  وِالجُمَّاعُ مِنْ كُلِّ شَيءِ: مُجْتَمَعُ أَصْلِهِ، قالَ ابنُ عَبَّاس ® في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ}⁣(⁣٥) قالَ: الشُّعُوبُ: الجُمَّاع، والقَبَائِلُ: الأَفْخَاذُ: أَرادَ بالجُمّاع مُجْتَمَعَ أَصْلِ كُلِّ شَيْء، أَرادَ مَنْشَأَ النَّسَبِ، وأَصْلَ المَوْلِدِ. وقِيلَ: أَرادَ بِهِ الفِرَقَ المُخْتَلِفَةَ مِن النّاس، كالأَوْزاعِ والأَوْشَابِ. ومنه الحَدِيثُ: «كانَ في جَبَلِ تِهَامَةَ جُمَّاعٌ غَصَبُوا المَارَّةَ» أَيْ جَماعَاتٌ من قَبائلَ شَتَّى مُتَفَرَّقَة.

  وِكُلُّ ما تَجَمَّعَ وانْضَمَّ بَعْضُه إِلَى بَعْضٍ جُمَّاعٌ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ وأَنْشَد:

  وِنَهْبٍ كَجُمَّاعِ الثُّرَيّا حَوَيْتُهُ

  هكَذَا هُوَ في العُبَابِ، وشَطْرُه الثّاني:

  غِشَاشاً بمُجْتابِ الصَّفَاقَيْنِ خَيْفَقِ⁣(⁣٦)

  وقد أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِيّ، وفَسَّرَهُ بالَّذِينَ يَجْتَمِعُونَ عَلَى مَطَرِ الثُّرَيَّا، وهو مَطَرُ الوَسْمِيّ، يَنْتَظِرُون خِصبَه وكَلأَهُ، وقال ذُو الرُّمَّة:

  وَرَأْسٍ كجُمَّاعِ الصُّرَيّا ومِشْفَرٍ ... كسِبْتِ اليَمَانِيَ قِدُّه لَمْ يُجَرَّدِ

  وِالمَجْمع، كمَقْعَدٍ ومَنْزِلِ: مَوْضِعُ الجَمْعِ، الأَخِيرُ نادِرُ كالمَشْرِقِ والمَغْرِب، أَعْنِي أَنَّهُ شَذَّ في بابِ فَعَلَ يَفْعَل، كما شَذَّ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ ونَحْوُهما من الشاذَّ في بابِ فَعَل يَفْعُلُ. وذَكَرَ الصّاغَانِيّ في نَظَائره أَيْضاً: المَشْرِبُ، والمَسْكَنُ، والمَنْسَكُ ومِنْسِجُ الثَّوْبِ، ومَغْسِلُ المَوْتَى، والمَحْشِرُ. فإِنَّ كُلَّا مِنْ ذلِكَ جَاءَ بالوَجْهَيْنِ، والفَتْحُ هو القِيَاسُ. وقَرَأَ عَبْدُ الله بنُ مُسْلِمٍ: حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمِعَ البَحْرَيْن⁣(⁣٧) بالكَسْر. وفي الحَدِيثِ: «فضَرَبَ بيَدِهِ مَجْمَعَ بَيْنَ عُنُقِي وكَتِفِي» أَيْ حَيْثُ يَجْتَمِعَانِ، وكَذلِكَ مَجْمَع البَحْرَيْنِ، وقالَ الحادِرَةُ:

  أَسُمَيَّ، وَيْحَكِ، هَلْ سَمِعْتِ بِغَدْرَةٍ ... رُفِعَ اللَّوَاءُ لَنَا بِهَا في مَجْمَعِ

  وِقالَ أَبو عَمْرٍو: المَجْمَعَةُ كَمَقْعَدَةٍ: الأَرْضُ القَفْرُ وأَيْضاً ما اجْتَمَعَ من الرَّمَالِ، جَمْعُه المَجَامِعُ، وأَنْشَدَ:

  بَاتَ إِلَى نَيْسَبِ خَلَّ خَادِعِ ... وَعْثِ النَّهَاضِ قَاطِعِ المَجَامِعِ

  بالأَمَّ أَحياناً وبالمُشَايِعِ⁣(⁣٨)

  وِالمَجْمَعَةُ: ع، بِبِلادِ هُذَيْلٍ، ولَهُ يَوْمٌ مَعْرُوف.

  وِجُمْعُ الكَفِّ، بالضَّمَّ، وهو حِينَ تَقْبِضُها، يُقَالُ: ضَرَبْتُه بجُمْعِ كَفَّي، وجاءَ فُلانٌ بِقُبْضَةٍ مِلءِ جُمْعِهِ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ لِلشّاعِرِ، وهو نُصَيْحُ بنُ مَنْظُورٍ الأَسَدِيّ⁣(⁣٩):


(١) سورة البينة الآية ٥.

(٢) سورة الأحقاف الآية ١٦.

(٣) سورة ابراهيم الآية ٢٢.

(٤) قيدها ياقوت: الجامعين، قال: كذا يقولونه بلفظ المجرور المثنى.

(٥) سورة الحجرات الآية ١٣.

(٦) البيت بتمامة في اللسان والأساس ونسبه لذي الرمة وعجزه فيه:

بأمرد محتوت الصفاقين خيفق

(٧) سورة الكهف الآية ٦٠.

(٨) المشايع: الدليل الذي ينادي إلى الطريق يدعو اليه.

(٩) في اللسان: منظور بن صبح الأسدي.