تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ذيب]:

صفحة 508 - الجزء 1

  حَوَّاءُ قَرْحَاءُ أَشْرَاطِيَّةٌ وكفَتْ ... فِيهَا الذِّهَابُ وحَفَّتْهَا البَرَاعِيمُ⁣(⁣١)

  وفي حديث عليٍّ في الاسْتِسْقَاءِ «لَا قَزَعٌ رَبَابُهَا: وَلَا شِفَّانٌ ذِهَابُهَا» الذِّهَابُ: الأَمْطَارُ اللَّيِّنَةُ، وفي الكلامِ مضافٌ محذوفٌ، تقديرُه: ولَا ذَاتُ شِفَّانٍ ذِهَابُهَا.

  والذَّهَبُ مُحَرَّكَةً: مُحُّ بالمهملة البَيْضِ ومِكْبَالٌ معروفٌ لأَهْلِ اليمَنِ، ورأَيتُ في هامِشِ نسخة لسان العرب ما صُورَتُه: في نسخة التهذيب الذَّهْب بسُكُونِ الهَاءِ ج ذِهَابٌ وأَذْهَابٌ، وجج أَي جَمْعُ الجَمْعِ أَذَاهِبُ⁣(⁣٢). في حديث عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي أَذَاهِبَ مِنْ بُرٍّ وأَذَاهِبَ مِنْ شَعِيرٍ قال: يُضَمُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فَيُزَكَّى⁣(⁣٣).

  وذَهُوبُ كصَبُورٍ: امْرَأَةٌ نقله الصاغانيّ.

  وذُهَابٌ⁣(⁣٤) كغُرَابٍ: ع في دِيَارِ بَلْحَارِثِ بنِ كَعْبٍ.

  وذَهْبَانُ كسَحْبَانَ:(⁣٥) ع باليَمَنِ بالسَّاحِلِ، وأَبُو بَطْنٍ.

  وذَهْبَابَة: قَرْيَةٌ من قُرى حَرَّانَ، بها تُوُفِّيَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ الحَدِيدِ السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، تَرْجَمَهُ المُنْذِرِيُّ في التَّكْملة وكشَدَّادٍ: لَقَبُ عَمْرِو بنِ جَنْدَلِ بنِ مَسْلَمَةَ⁣(⁣٦)، كما سَمَّاهُ ابن الكَلْبِيِّ في جَمْهَرَةِ النَّسَبِ، أَو هو لَقَبُ مالِكِ بنِ جنْدَلٍ الشَّاعِر كما سَمَّاهُ ابنُ الكَلْبِيِّ أَيضاً في كتاب «أَلْقَاب الشُّعَرَاء» وقال لُقِّبَ بقوله:

  وَمَا سَيْرُهُنَّ إِذْ عَلَوْنَ قُرَاقِراً ... بِذِي يَمَمٍ وَلَا الذّهَاب ذهَابُ

  والذِّهَابُ كَكِتَابٍ: موضعٌ، وقيلَ: هو جَبَلٌ بِعَيْنِهِ قال أَبُو دُوَادٍ:

  لِمَنْ طَلَلٌ كعُنْوانِ الكِتَابِ ... بِبَطْنِ لُوَاقَ أَوْ بَطْنِ الذُّهَابِ

  ويُضَمُّ فيه أَيضاً، ويُرْوَى أَيضاً كسَحَابٍ وهو بالفَتْحِ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ العَرَبِ، واسْمُ قَبِيلَةٍ.

[ذهلب]

  * ومِمَّا فَاتَ المُؤَلِّفَ.

  ذَهْلَبٌ، قال البَلاذريّ في الأَنساب ومِنْ بَنِي رَبِيعَةَ بنِ عوفِ بنِ قبال⁣(⁣٧) ابنِ أَنْفِ النَّاقَةِ أَبُو ذَهْلَبٍ الراجزُ وهو القائلُ:

  حَنَّتْ قَلُوصِي أَمْسِ بالأُرْدُنِّ ... حِنِّي فَمَا ظُلِمْتِ أَنْ تَحِنِّي

  حَنَّتْ بِأَعْلَى صَوْتِهَا المُرِنّ

  وكان يَزيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ أَمَرَهُ أَنْ يَرْجُزَ بالأُرْدُنِّ.

  [ذيب]: الأذْيَبُ، كالأَحْمَرِ: المَاءُ الكَثِيرُ، والأَذْيَبُ: الفَزَعُ، وقالَ الأَصمعيُّ: مَرَّ فُلَانٌ ولَهُ أَذْيَبُ، قال: وأَحْسَبُهُ يقال: أَزْيَبُ بالزَّايِ، وهو النَّشَاطُ، وقد يأْتي في حرف الزَّايِ في كلام المؤلف.

  والذِّيبَانُ بالكَسْرِ: الشَّعَرُ الذي يكون على عُنُقِ البَعِيرِ ومِشْفَرِه، والذِّيبَانُ أَيْضَاً: بَقِيَّةُ الوَبَرِ، وقال شَمرٌ: لَا أَعْرِفُ الذِّيبَانَ إِلَّا في بَيْتِ كُثَيِّرٍ وهو:

  عَسُوفٌ بأَجْوَازِ الفَلَا حِمْيَرِيَّة ... مَرِيشٌ بذِيبَانِ السَّبِيبِ تَلِيلُهَا⁣(⁣٨)

  قلتُ: وقد تقدم هذا الشاهدُ في الذئب كما تقدَّم الذِّيبَانُ في ذوبٍ.

  والذَّيْبُ: العَيْبُ وزْناً ومَعْنًى، كالذَّابِ والذَّامِ وقد تَقَدَّمَ.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله حواء فرحاء كذا بخطه والذي في اللسان قرحاء حواء بالقاف. قال: يعني روضة مطرت بنوء الشرطين وإنما قال فرحاء لأن في وسطها نوارة بيضاء، وقال حواء لخضرة نباتها اه» وفي اللسان المطبوع: حواء قرحاء. وعجزه فقط في المجمل.

(٢) ليس في نسخ اللسان المطبوعة في هذا الموضع حاشية تناول فيها رواية التهذيب. وذكر في متن اللسان ما نصه: الذهب بفتح الهاء مكيال لأهل اليمن، والجمع ذهاب وأذهاب، وأذاهب وأذاهيب جمع الجمع.

(٣) في النهاية: «ثم تزكّى» وفي اللسان: «فتزكّى».

(٤) وروي في شعر لبيد ذهاب بكسر أوله، والضم أكثر، قاله في معجم البلدان. قال لبيد:

منها حُوي والذُّهاب وقبله ... يوم ببرقة رحرحان كريم

(٥) في القاموس: وكسحاب، وبهامشه عن نسخة أخرى وكسحبان.

(٦) عن جمهرة الكلبي وبالأصل «سلمة» قال الكلبي وسمي بالذهابَ ببيت قاله: «... ولا الذهَّاب ذَهَّابُ».

(٧) في جمهرة ابن حزم: قِتال» وفي جمهرة الكلبي: «قَتّال».

(٨) البيت في اللسان (ذيب وذأب) باختلاف الرواية. ومريش عن اللسان وبالأصل «مريس» وبهامش المطبوعة المصرية: قوله عوف الخ قد تقدم ذكر للمؤلف هكذا وهو الموافق لما في اللسان وأما ما وقع هنا بالنسخ فهو تحريف لا يعوّل عليه».