تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ختلع]:

صفحة 85 - الجزء 11

  قال الصاغَانيّ: الرِّوَايَة «خَتُوع» بالتّاءِ الفَوْقِيّة، وقَدْ تَقَدَّمَ.

  وقالَ غَيْرُه: خَدَعَ الضَّبُّ خَدْعاً: اسْتَرْوَحَ رِيحَ الإِنْسِانِ فَدَخَلَ في جُحْرِه لِئَلّا يُحْتَرَشَ.

  وِمن المَجَازِ: خَدَعَ الرِّيقُ في الفَمِ: قَلَّ وجَفَّ، كما في الأساسِ. وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: أَي فَسَدَ، وفي الأساسِ: وقَالَ ابنُ الأعرَابِيّ: أَى فَسَدَ، وفى الصّحاح: يَبِسَ. وقالَ غَيْرُه: خَدَعَ الرِّيقُ خَدْعاً: نَقَصَ، وإِذا نَقَصَ خَثُرَ، وإِذا خَثُرَ أَنْتَنَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِسُوَيدِ بنِ أَبِي كاهِلٍ يَصِفُ ثَغْرَ امْرَأَةٍ:

  أَبْيَضَ اللِّوْنِ لَذِيذاً طَعْمُهُ ... طَيِّبَ الرِّيقِ إِذا الرِّيقُ خَدَعْ

  قالَ: لأَنَّهُ يَغْلُطُ وَقْتَ السَّحَرِ فَيْبَسُ ويُنْتِنُ.

  وِمِن المَجَازِ: كَان فُلانٌ الكَرِيم ثُمَّ خَدَعَ، أَيْ أَمْسَكَ، كما في الصّحاح، زادَ في اللِّسَانِ: وَمَنَعَ وقالَ اللِّحْيَانِيّ:

  خَدَعَ الثَّوْبِ خَدْعاً، وثَنَاهُ ثَنْياً بِمَعْنى وَاحِدٍ، وهو مَجازٌ.

  وِمِن المَجَازِ: خَدَعَ المَطَرُ خَدْعاً، أَيْ قَلَّ، وكذلِكَ خَدَعَ الزَّمَانُ خَدْعاً، إِذا قَلَّ مَطَرُه، وأَنْشَدَ الفارِسيُّ:

  وِأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العَلَّاتِ قَدْ خَدَعَا

  قُلْتُ: وقَدْ تَقَدَّمَ في «ج د ع».

  وِأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العِرْنِينِ قَدْ جُدِعا

  وما أَنْشَدَه الفَارِسِيُّ أَعْرَفُ.

  وِخَدَعَت الأَمُورُ: اخْتَلَفَتْ، عن ابْنِ عَبّادٍ، وهو مَجَازٌ.

  وِخَدَع الرَّجُلُ: قَلَّ مالُهُ، وكَذَا خَيْرُهُ، وهو مَجاز.

  وِخَدَعَتْ عَيْنُه: غَارَتْ، عن اللِّحْيَانِيّ، وهو مَجاز.

  وِمِن المَجازِ: خَدَعَت عَيْنُ الشَّمْسِ، أَيْ غَابَتْ وفي الأَسَاسِ: غارَتْ، قالَ: وهو مِنْ خَدَعَ الضَّبُّ، إِذا أَمْعَنَ في جُحْرِهِ.

  وِمِن المَجَازِ: خَدَعَتِ السُّوقُ خَدْعاً: كَسَدَتْ وكُلُّ كاسِدٍ خَادِعٌ. وقِيلَ: خَدَعَتِ السُّوقُ، أَيْ قامَتْ، فكَأَنَّهُ ضِدُّهُ، كانْخَدَع كَذا في النُّسَخِ، وصَوَابُه «كانْخَدَعَتْ»، كما هو نص اللِّحْيَانيّ في النّوادِرِ.

  وِيُقَال: سُوقٌ خادِعَة، أَي مُخْتَلِفَةٌ مُتَلَوِّنَةٌ، كما في الصّحاح والعُبَابِ: زادَ في الأَساسِ: تَقُومُ تَارَةً وتَكْسُدُ أُخْرَى. وقالَ أَبو الدِّينارِ في حَدِيثه: «السُّوقُ خَادِعَةٌ»، أَي كاسِدَةٌ. قالَ، ويُقَالُ: السُّوقُ خَادِعَةٌ، إذا لَمْ يُقْدَرْ على الشَّيءِ إِلّا بغَلَاءٍ. وقال الفَرّاءُ: بَنُو أَسَدٍ يَقُولُونَ⁣(⁣١): إنَّ السَّعْرَ لَمُخادِعٌ، وقد خَدَعَ: إذا ارتَفَعَ وغَلَا.

  وِمِنَ المَجَاز: خُلُقٌ خَادِعٌ، أَيْ مُتَلوِّنٌ، وقَدْ خَدَعَ الرَّجُلُ خَدْعاً، إذا تَخَلَّقَ بغَيْرِ خُلُقِه.

  وِبَعِيرٌ خَادِعٌ وخَالِعٌ، كما في العُبَابِ، ونَصُّ اللِّسَان: بَعِيرٌ به خادِعٌ وخالِعٌ، إذا بَرَكَ زَالَ عَصَبُهُ في وَظِيفِ رِجْلِهِ، وبه خُوَيْدِعٌ وخُوَيْلِعٌ، والخَادِعُ أَقَلُّ مِن الخَالِع.

  وِالخَدُوعُ كصَبُورٍ: النَّاقَةُ تُدِرُّ مَرَّةً القَطْرَ، وتَرْفَعُ لَبَنَها مَرَّةً.

  وِمِن المَجَازِ: الخَدُوعُ: الطَّرِيقُ الَّذِي يَبِينُ مَرَّةً، ويَخْفَى أُخْرَى. قالَ الشّاعِرُ يَصِفُ الطَّرِيقَ:

  وِمُسْتَكْرَهٍ مِن دَارِسِ الدَّعْسِ داثِرٍ ... إذا غَفَلَت عَنْهُ العُيُونُ خَدُوع

  كالخَادِع، يُقَالُ: طَرِيقٌ خَادِعٌ، إذا كانَ لا يُفْطَنُ لَهُ. قال الطِّرِمّاحُ يَصِفُ دارَ قَوْمٍ:

  خَادِعَةُ المَسْلَكِ أَرْصَادُهَا ... تُمْسِي وُكُوناً فَوْقَ آرَامِهَا

  وِالخَدُوعُ والخَادِعُ: الكَثِيرُ الخِدَاعِ. قال الطِّرِمّاحُ:

  كَذِي الطِّنْءِ لا يَنْفَكُّ عَوْضاً⁣(⁣٢)، كأَنَّهُ ... أَخُو حَجْرَةٍ بالعَيْنِ وهُوَ خَدُوعُ

  كالخُدَعَة، كهُمَزَة، وكذلِكَ المرأَة.

  وِالخُدْعَة، بالضَّمِّ: مَنْ يَخْدَعُه الناسُ كَثِيراً، كما يُقَال: رَجُلٌ لُعْنَة، وقد تَقَدَّم ذلِكَ عن ثَعْلَبٍ في شَرْح الحَدِيث، وتَقَدَّم بَحثُه أَيضاً في «ل ق ط» عن ابن بَرَّيّ مُفصَّلاً، فرَاجِعْه.

  وِالخُدَعَة، كهُمَزَة: قَبِيلَة من تَمِيم، وهم رَبِيعَةُ بنُ


(١) في التهذيب: يقولون: إن السوق لخادع، وان السعر لخادع.

(٢) في الديوان: «عوض» بدون تنوين.