تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خوع]:

صفحة 106 - الجزء 11

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: أَخْنَعَتْهُ الحاجَةُ إِلَيْكَ، أَيْ أَخْضَعَتْهُ وأَضْرَعَتْهُ.

  وِقالَ أَبُو عَمْرٍو: التَّخْنِيعُ: القَطْعُ بالفَأْسِ. قالَ حَمْزةُ بنُ ضَمْرَةَ⁣(⁣١):

  كأَنَّهُمُ على جَنَفَاءَ⁣(⁣٢) خُشْبٌ ... مُصَرَّعَةٌ أُخَنِّعُها بِفَأْسِ

  وِقالَتِ الدُّبَيْرِيَّة: المُخَنَّعُ، كمُعَظَّم: الجَمَلُ المُنَوَّقُ، وكَذلِكَ المُوَضَّعُ. وفي الحَدِيثِ: إِنَّ أَخْنَع الأَسْمَاءِ عِنْدَ الله، كَذَا في النُّسَخِ، والروَايَةُ: إِلَى الله تَبَارَكَ وتَعَالَى مَنْ تَسَمَّى باسْمِ مَلِكِ الأَمْلاكِ، وفي رِوَايَةٍ، أَنْ يَتَسَمَّى الرَّجُلُ باسْمِ مَلِكِ الأَمْلاكِ، أَيْ أَذَلّهَا وأَقْهَرها⁣(⁣٣) وأَدْخَلُهَا في الخُنُوعِ والضَّعَةِ. ويُرْوَى: أَنْخَع، بِتَقْدِيمِ النُّونِ، أَيْ أَقْتَلها لِصَاحِبِهِ وأَهْلَكها له، ويُرْوَى: أَبْخَع، بالمُوَحَّدَةِ، وقَدْ تَقَدَّمَ في مَوْضِعِهِ. ويُرْوَى: أَخْنَى، وسيأْتِي في المُعْتَلّ إنْ شاءَ الله تَعالَى. وقَوْلُه: مَلِك الأَمْلاكِ أَيْ مِثْل قَوْلِهمْ: شاهِنْشَاه. وقِيلَ: مَعْناهُ أَنْ يَتَسَمَّى بِاسْمِ الله الَّذِي هو مَلِكُ الأَمْلَاكِ، مِثْلُ أَنْ يَتَسَمَّى بالعَزِيزِ أَو بالجَبّارِ، أَو ما يَدُلُّ عَلَى مَعْنَى الكِبْرِيَاءِ الَّتِي هي رِدَاءُ العِزَّةِ، مَنْ نَازَعَهُ ايَّاهُ فهو هالِكٌ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  الخُنْعَةُ، بالضَّمِّ: الاضْطِرارُ والعُذْرُ.

  ورَجُلٌ ذو خُنُعاتٍ، بضَمَّتَيْنِ: إذا كانَ فيه فَسَادٌ.

  وَوَقَعَ في خَنْعَةٍ، بالفَتْحِ، أَيْ فِيما يُسْتَحَى مِنْه.

  وِالخُنُوعُ، بالضَّمِّ: الغَدْرُ.

  وِالخَانِعُ: الَّذِي يَضَعُ رَأسَهُ للسَّوْأَةِ، يَأْتِي أَمْراً قَبِيحاً يَرْجِعُ عارُهُ عَلَيْه، فيَسْتَحِي مِنْهُ، ويُنَكِّسُ رَأْسَهُ، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ عَن أَعْرَابِيّ، سَمِعَهُ يَقُولُ ذلِكَ.

  وِالخَنَعَةُ، مُحَرَّكَةً: جَمْعُ خَانِعٍ، بمَعْنَى المُرِيب الفاجِر.

  [خنشع]: الخِنْشِع، كزِبْرِجٍ. أَهْمَلَه الجَمَاعَةُ، وفي اللِّسَانِ: هو الضَّبُع.

  [خنفع]: الخُنْفُع، كقُنْفُذٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقالَ أَبُو عَمْرٍو: هو الأحْمَقُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ وصاحِبُ اللِّسَانِ.

  [خوع]: الخَوْعُ: مُنْعَرَجُ الوَادِي، كما في الصّحاح.

  وِكُلُّ بَطْنِ من الأَرْضِ غامِض سَهْلٍ يُنْبِتُ الرِّمْثَ خَوْعٌ، عن أَبِي حَنِيفَةَ، وأَنْشَدَ بَعْضُ الرُّوَاةِ:

  وِأَزْفَلَةٍ ببَطْنِ الخَوْعِ شُعْثٍ ... تَنُوبُهُمُ⁣(⁣٤) مُنَعْثِلَةٌ نَؤُولُ

  والجَمْع: أَخْواعٌ.

  وِخَوْعُ السُّيُولِ في قَوْلِ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ، ¥:

  أَلَثَّتْ عَلَيْهِ دِيمَةٌ بَعْدَ وَابِلٍ ... فلِلْجِزْعِ مِنْ خَوْعِ السُّيُولِ قَسِيبُ

  هكَذَا أَنْشَدَهُ، والرِّوَايَةُ عَلَيْهَا، أَيْ عَلَى الوَحْشِيَّة المَذْكُورَةَ قَبْلُ في المَشْطُورِ⁣(⁣٥). ويُرْوَى: «مِنْ جَوْخِ السُّيُول».

  وِالخَوْعُ: جَبَلٌ أَبْيَضُ، كما في الصّحاح. قالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ ثَوْراً:

  كَمَا يَلُوحُ الخَوْعُ بَيْنَ الأَجْبَالْ

  هكَذَا في الصّحاح. قالَ الصّاغَانِيّ: ولَيْسَ الرَّجَز لرُؤْبَةَ، وإنَّمَا هو لِلْعَجّاج، ولَيْسَ يَصِفُ ثَوْراً، ولكِنَّه يَصِفُ الأَثَافِيَّ وآثَارَ الدِّيَارِ، وصَدْرُه:

  مِنْ حَطَبِ الحَيِّ بِوَهْدٍ مِحْلالْ

  وقَالَ ابنُ بَرِّيّ: البَيْتُ للعَجّاجِ، وقَبْلَهُ

  وِالنُّؤْيُ كالحَوْضِ ورَفْضِ الأَجْذَالْ

  وقِيلَ: هُوَ جَبَلٌ بِعَيْنِه.

  وِخَائِعُ ونائعٌ: جَبَلان مُتَقَابِلانِ. قَالَ أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيّ يَذْكُرُهما:

  وِالخائِعُ الجَوْنُ آتٍ عَنْ شَمَائِلِهِمْ ... وِنَائِعُ النَّعْفِ عَنْ أَيْمانِهِمْ يَفَعُ

  أَي مُرْتَفِعٌ:


(١) في اللسان والتكملة: «قال ضَمْرَة بن ضَمْرَة».

(٢) عن التكملة وبالأصل «حنفاء».

(٣) في النهاية واللسان: وأوصفها.

(٤) عن التكملة وبالأصل «تنوء بهم».

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: في المشطور، لعل الأولى: في القصيد أو نحوه، فان البيت من قصيدة غير مشطورة» والذي في التكملة: قبل المشطور، بحذف لفظة «في».