تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دفع]:

صفحة 116 - الجزء 11

  لا بَلْ قَصِيرٌ مِدْفَعُ

  وِالمُدَفَّع، كمُعَظَّمٍ: البَعِيرُ الكَرِيمُ عَلَى أهْلِهِ إذا قُرِّبَ للْحَمْلِ رُدَّ ضَنَّا به، كما في الأَسَاسِ، وهو كالمُقْرَمِ الَّذِي يُودَعُ لِلْفِحْلَةِ، فَلا يُرْكَبُ، ولا يُحْمَلَ عَلَيْهِ، نَقَلَهُ الأَصْمَعِيّ، وقالَ أَيْضاً: هو الَّذِي إذا أُتِيَ به ليُحْمَلَ عَلَيْهِ قِيلَ: «ادْفَعْ هذا»، أَيْ دَعْهُ إبقاءً عَلَيْه، وهو مَجَازٌ. قال ذُو الرُّمَّة:

  وِقَرَّبْنَ لِلأَظْعَانِ كُلَّ مُدَفَّعٍ ... مِن البُزْلِ يُوفِي بالحَوِيَّةِ غَارِبُهْ

  ويُرْوَى: «كُلّ مُوَقَّعٍ».

  وِالمُدَفَّعُ أَيْضاً: البَعِير المُهَانُ عَلَى أَهْلِه كُلَّمَا قُرِّبَ للْحَمْلِ رُدَّ اسْتِحْقاراً به، ضِدِّ قال مُتَمِّمٌ ¥:

  يَحْتَازُهَا عَنْ جَحْشِهَا، وتَكُفُّهُ ... عَنْ نَفْسِهَا، إنَّ اليَتِيمَ مُدَفَّعُ

  وِقالَ اللَّيْثُ: المُدَفَّعُ: الرَّجُلُ المَحْقُور الَّذي لا يُقْرَى إنْ ضِيفَ⁣(⁣١)، ولا يُجْدَى إن اجْتَدَى. قالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ:

  وِأَشْعَثَ يَزْهاهُ النُّبُوحُ مُدَفَّعٍ ... عَن الزّادِ مِمَّنْ صَرَّفَ الدَّهْرُ مُحْثَلِ

  أَتَانَا فَلَمْ نَدْفَعْهُ إذْ جَاءَ طارِقاً ... وِقُلْنَا لَهُ: قَدْ طَالَ لَيْلُكَ فانْزِل

  وفي الصّحاحِ: المُدَفَّعُ: الفَقِيرُ، والذَّلِيلُ، لأَنَّ كُلًّا يَدْفَعُهُ عَنْ نَفْسِهِ.

  وفي الأَسَاس: فُلانٌ مُدْقِعٌ مُدَفَّعٌ، وهو الفَقِيرُ الَّذِي يَدْفَعُه كُلُّ أَحَدٍ عَنْ نَفْسِهِ، وهو مَجَازٌ.

  وِالمُدَفَّع: الَّذِي دُفِعَ عَنْ نَسَبهِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْد. قالَ: وضَيْفٌ مُدَفَّعٌ: يَتَدَافَعُهُ الحَيُّ، يُحِيلُه كُلٌّ عَلَى الآخَر.

  وِشاةٌ أَو ناقَةٌ دَافِعٌ، ودَافِعَةٌ، ومِدْفَاعُ: تَدْفَعُ اللَّبَنَ عَلَى رَأْسِ وَلَدِها لِكَثْرَتِهِ، وإنَّمَا يَكْثُرُ اللَّبَنُ في ضَرْعِها حِينَ تُرِيدُ أَنْ تَضَعَ، والمَصْدَرُ الدَّفْعَةُ.

  وفي الصّحاح: الدّافِعُ: الشاةُ أَو النَّاقَةُ الَّتِي تَدْفَعُ اللَّبَأَ في ضَرْعِها قُبَيْلَ النِّتاجِ، يُقَالُ: دَفَعَتِ الشّاةُ: إذا أَضْرَعَتْ عَلَى رَأْسِ الوَلَدِ، وهو مَجَازٌ.

  وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: قَوْمٌ يَجْعَلُونَ المُفْكِهِ والدَّافِعَ سَوَاءً، يَقُولُونَ: «هي دَافِعٌ بولَدٍ» وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: «هي دَافِعٌ بِلَبَنٍ» وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: «هي دَافِعٌ بضَرْعِهَا»، وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: «هي دَافِعٌ» وتَسْكُت. وأَنْشَدَ:

  وِدَافِعٍ قَدْ دَفَعَتْ للنَّتْجِ ... قَدْ مَخَضَتْ مَخَاضَ خَيْلٍ نُتْجِ

  وقالَ النَّضْرُ: يُقَالُ: دَفَعَتْ لَبَنَهآ⁣(⁣٢) وباللَّبَنِ، إذا كانَ وَلَدُها في بَطْنِهَا، فإِذا نُتِجَت فلا يُقَالُ: دَفَعَتْ.

  وِقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الدَّوَافِعُ: أَسافِلُ المِيثِ حيث تَدْفَعُ فيه الأوْدِيَةُ. هكذا في النُّسَخِ، والنَّصّ: تَدْفَعُ في الأَوْدِيَة، أَسْفَلُ كُلِّ مَيْثَاءِ دافِعَةٌ.

  وقالَ الأَصْمَعِيُّ: الدَّوَافِعُ: مَدَافِعُ الماءِ إلَى المِيثِ، والمِيثُ تَدْفَعُ في⁣(⁣٣) الوَادِي الأَعْظَمُ.

  وقال اللَّيْثُ: وأَمّا الدّافِعَةُ فالتَّلْعَةُ تَدْفَع في تَلْعَةٍ أُخْرَى إذا جَرَى في صَبَبٍ أَوْ حَدُورٍ مِنْ حَدَبٍ، فَتَراهُ⁣(⁣٤) يَتَرَدَّدُ فِي مَوَاضِعَ قَدِ انْبَسَطَ شَيئاً واسْتَدَارَ. ثُمَّ دَفَعَ في أُخْرَى أَسْفَلَ مِنْهَا، فكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ ذلِكَ دافِعَةٌ. والجَمْعُ الدَّوَافِعُ. قالَ النابِغَةُ الذّبْيانّي:

  عَفا حُسُمٌ مِنْ فَرْتَنَا، فالفَوَارِعُ ... فجَنْبَا أَرِيكٍ فالتِلاعُ الدَّوَافِعُ⁣(⁣٥)

  وِقالَ الجَاحِظُ: الدَّفّاعُ، كشَدَّادٍ: مَنْ إذا وَقَعَ في القَصْعَةِ عَظْمٌ مِمّا يَلِيهِ نَحّاهُ حَتَّى تَصِيرَ مَكَانَهُ لَحْمَةٌ، أَي قِطْعَةٌ مِنْهَا.

  وِالدُّفَّاعُ، بالضَّمِّ مَعَ التَّشْدِيدِ: طَحْمَةُ المَوْجِ والسَّيْلِ.

  قالَ الشّاعِرُ:


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: الذي لا يقرى إن ضيف الخ هكذا في النسخ، وعبارة اللسان: المحقور الذي لا يضيف إن استضاف، ولا يجدى إن استَجدَى.

(٢) في التهذيب «يلبنها وباللبن» والأصل كاللسان.

(٣) التهذيب واللسان: «إلى».

(٤) في التهذيب: «فترى له في مواضع» كذا.

(٥) ديوانه ص ٤٢ وبهامشه: وروى أبو رياش حُسَم بفتح السين، وروى أبو عبيدة: عفا ذو حُسىً قال: وهو بلد من بلاد بني مرة، وهو مقصور.