تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دقع]:

صفحة 118 - الجزء 11

  لا تَدْفَعُ قَوْسَكَ، أَي مالَكَ لا تَعْمَلُهَا هذا العَمَلَ.

  وِدَفَعَ كرَجَعَ وَزْناً ومَعْنًى، اسْتَدْرَكَهُ شَيْخُنَا. ودَفَعَهُ: أَعْطَاهُ، نَقَلَهُ شَيْخُنَا عن الرَّاغِبِ.

  وقَدْ سَمَّوْا دَافِعاً ودَفَّاعا، كشَدَّادٍ ومُدَافِعاً.

  وِالمُدَافِعُ أَيْضاً: الأَسَدُ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ.

  [دقع]: الدَّقَعُ، مَحَرَّكَةً: الرَّضَا بالدُّونِ مِن المَعِيشَةِ، وأَيْضاً سُوءُ احْتِمَالِ الفَقْرِ. قالَ الكُمَيْتُ:

  وِلَمْ يَدْقَعُوا عِنْدَ مَا نَابَهُم ... لِصَرْفِ زَمَانٍ ولَمْ يَخْجَلُوا

  قالُوا: والخَجَلُ: سُوءُ احْتِمَالِ الغِنَى. وقِيلَ: الدَّقَع هُنَا: اللُّصُوقُ بالأَرْض مِنَ الفَقْرِ والجُوع، والخَجَلُ: الكَسَلُ والتَّوَانِي في طَلَبِ الرِّزْقِ.

  وِقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الدَّقْعَاءُ: الذُّرَةُ الرَّدِيئةُ، يَمَانِيَةُ.

  وِالدَّقْعَاءُ أَيْضاً: الأَرْضُ لا نَبَاتَ بها.

  وِالدَّقْعَاءُ: التُّرَابُ عَامَّةً، أَو التُّرَابُ الدَّقِيق علَى وَجْهِ الأَرْضِ، قالَ الشاعِرُ:

  وِجَرَّتْ به الدَّقْعَاءَ هَيْفٌ كَأَنَّهَا ... تَسُحُّ تُرَاباً مِنْ خَصَاصَاتِ مُنْخُلِ

  كالأدْقَع والدِّقْعَم، بالكَسْرِ، اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الأَولَى والأَخِيرَةِ، قالَ: والمِيمُ زائِدَةٌ كما قالُوا للدَّرْدَاءِ: دِرْدِمُ، وحَكَى اللَّحْيَانيّ: بفِيهِ الدَّقْعِمُ، كَمَا تَقُولُ وأَنْتَ تَدْعُوا عَلَيْه: «بفِيه التُّرابُ». وقالَ: بفيهِ الدَّقْعَاءُ والأَدْقَعُ، يَعْنِي التُّرَابَ.

  وِالدَّقَاعُ، كسَحَابٍ، ويُضَمّ: التُّرَابُ.

  وِدَقِعَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ: لَصِيقَ بالتُّرَابِ ذُلّا، كما في الصّحّاح، زادَ غَيْرُه: وقِيْلَ: فَقْراً، وقِيلَ: لَصِقَ بالدَّقْعَاءِ وغَيْرِه مِنْ أَيْ شَيْءِ كَانَ. وفي الحَدِيثِ: «إذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ، وإذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَّ، وإنَّكُنُّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وتَكْفُرْنَ العَشِير وتَكْفُرن الإِحْسَان» أَي خَضَعْتُنَّ ولَزِقْتُنَّ بالتُّرابِ.

  وِدَقِعَ الفَصِيلُ، مِثْلُ دَقِيَ: بَشِمَ عَنْ اللَّبَنِ، كأَنَّهُ ضِدُّ، وقَدْ غَفَلَ عَنْهُ المُصَنَّفُ. وقَوْلُهم في الدُّعاءِ: رَمَاهُ الله في الدَّوْقَعَةِ، قال الجَوْهَرِيُّ: الدَّوْقَعَةُ: الفَقْرُ والذُّلُّ، فَوْعَلَةٌ من الدَّقْعِ.

  وِجُوعٌ أَدْقَعُ ودَيْقُوعٌ: شَدِيدٌ، وكَذلِكَ دُرْقُوعٌ ويَرْقُوعُ، كما فِي التَّهْذِيب، قال أَعْرَابِيُّ قَدِمَ الحَضَرَ فشَبِعَ فاتَّخَمَ.

  أَقُولُ لِلْقَوْمِ لَمَّا ساءَنِي شِبَعِي ... أَلا سَبِيلَ إلَى أَرْضٍ بِهَا الجُوعُ؟

  أَلَا سَبِيلَ إلَى أَرْضٍ يَكُونُ بِهَا ... جُوعٌ يُصَدَّعُ مِنْهُ الرَّأسُ دَيْقُوعُ؟

  واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى دَيْقُوعٍ، وأَدْقَعُ، نَقَلَهُ ابْنُ شُمَيْلٍ.

  وِالمِدْقَاعُ، بالكَسْرِ: الحَرِيصُ والجَمْعُ المَدَاقِيعُ. قال الكُمَيْتُ يَصِفُ كِلابَ الصَيْد:

  مَجَازيعُ قَفْرِ مَداقيعه ... مَسارِيفُ حَتَّى يصِبْنَ الْيَسَارَا

  وِقال ابنُ عَبّادٍ: بَعِيرٌ دَقُوعُ اليَدَيْنِ، كصَبُورٍ: يَرْمِي بِهمَا فَيَبْحَثُ الدَّقْعَاءِ إذا خَبَّ.

  وِالمُدْقِعُ، كمُحْسِنٍ: المُلْصِقُ⁣(⁣١) بالدَّقْعَاءِ، يُفْضِي صاحِبَه: إلى الدَّقْعَاءِ. يُقَالُ: فَقْرٌ مُدْقِعٌ، يُفْضِي صَاحِبَه إلى الدَّقْعَاءِ، ومنه الحَدِيث: «لا تَحِلُّ المسأَلَةُ إلَّا لذي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أو غُرْمٍ مُفظِع، أَو دَمٍ، مُوجِعٍ» وِقال ابنُ عَبّادٍ: المُدْقِعُ: الهارِبُ، والمُسْرعُ جَمِيعاً، وأَشَدُّ الهَزْلَى هُزالا.

  * وممّا يُسْتَدْركُ عَلَيْه:

  المِدْقَاعُ، كمِحْرَابٍ: الرَّاضِي بالدُّونِ، كالدَّاقِعِ.

  وِأَدْقَعَ⁣(⁣٢) الرَّجُلُ: مثْلُ دَقِعَ، فهُوَ مُدْقَعٌ، وهو الَّذِي قد لَصِقَ بالتُّرَاب وافْتَقَر⁣(⁣٣).

  وِالمَدَاقِيعُ من الإِبِلِ: الَّتِي تَأْكُلُ النَّبْتَ حَتَّى تَلْصِقَهُ⁣(⁣٤) بالأَرْضِ لِقِلَّتِه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.

  وِدَنْقَعَ الرَّجُلُ: افْتَقَرَ، والنُّونُ زائِدَةٌ.


(١) ضبطت في إحدى نسخ القاموس، بالقلم، بفتح الصاد، وما أثبت عن النسخة المصرية موافقاً للسان.

(٢) ضبطت في المطبوعة الكويتية بالبناء المجهول.

(٣) في اللسان: «لصق بالتراب من الفقر». وفي موضع آخر: ودقع دقعاً وأَدْقَعَ: افتقر.

(٤) في اللسان: «تلزقه» والأصل كالتهذيب والصحاح.