تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين مع العين

صفحة 201 - الجزء 11

  من دعَامَةَ بنِ ثامِلٍ -: سَبَّعَ الله لكَ أَجْرَها، أَي ضاعَفَ الله لكَ أَجْرَ هذِه الحَسَنَةِ. وقال السُّكَّرِيّ في شرحِ قَوْلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ: «تُسَبِّعُ سُؤْرَهَا»، أَي تَتَصَدَّقُ به، تَلْتَمِس تَسْبِيعَ الأَجْرِ، والعَرَبُ تَضَعُ التَّسْبِيعَ موضِعَ التَّضْعِيفِ وإِن جاوَز السَّبع، والأَصلُ في ذلِكَ قولُه ø: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ}⁣(⁣١) ثُمَّ قالَ النَّبِيُّ ÷: «الحَسَنَةُ بعَشْرٍ إِلى سَبْعِمائَةٍ» والمَعْنَى تَلْتَمِسُ تَسْبِيعَ الثَّوَابِ بسُؤْرِهَا، فأَلْقَى الباءَ ونَصَب.

  وِسَبَّع القُرْآنَ: وَظَّفَ عليهِ قِراءَتَه في كُلِّ سَبْعة لَيالٍ، كما في اللِّسَانِ والعُبَابِ. وسَبَّعَ لِامْرَأَتِه: أَقامَ عِنْدَهَا سَبْعَ لَيالِ، ومنه قَوْلُ النَّبِيِّ ÷ لأُمِّ سَلَمَةَ - حين تَزَوَّجَها وكانت ثَيِّباً - «إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لنِسَائِي» وفِي رِوايَة: «إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ عِنْدَكِ، ثُمَّ سَبَّعْتُ عِنْدَ سائِرِ نِسَائِي، وإِنْ شِئْتِ ثَلَّثْتُ ودُرْتُ، فقَالَتْ: ثَلِّثْ ودُرْ» اشْتَقُّوا فَعَّلَ من الوَاحد إِلى العَشَرة، فمَعْنَى سَبَّعَ: أَقامَ عندها سَبْعاً، وثَلَّثَ: أَقام عِندها ثَلاثاً، وكذلِكَ مِن الوَاحدِ إِلى العَشَرة في كُلِّ قَوْلٍ وفِعْل.

  وِسبَّعَ دَرَاهِمَهُ، أَي كَمَّلَها سَبْعِينَ. وهذه مُوَلَّدَة، وكذلِكَ سَبْعَنَ دَراهِمَه: إِذا كَمَّلهَا سَبْعِين، مولّدة أَيضاً، لا يجوز أَن يُقَالَ ذلِكَ، ولِكن إِذا أَرَدْتَ أَنَّك صَيَّرْتَه سَبْعِينَ قلتَ: كَمَّلْتُه سَبْعِينَ.

  وِسَبَّعَت القَوْمُ: تَمَّتْ سَبْعَمِائَةِ رَجُلٍ، ومنه الحَدِيثُ: «سَبَّعَت سُلَيْم يَوْمَ الفَتْح» أَي كَمُلَت سَبْعَمِائَةِ رَجُل، وهُوَ نَظِيرُ ثَيَّبَتِ⁣(⁣٢) المَرْأَةُ، ونَيَّبَتِ النّاقَةُ.

  وِالسِّبَاعُ: ككِتَابٍ: الجِمَاعُ نَفسُه، ومنه الحَدِيثُ: «أَنّه صَبَّ على رَأْسِهِ الماءَ من سِبَاعٍ كانَ مِنْهُ فِي رَمَضَانَ» هذِه عن ثَعْلَبٍ عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ. وقِيلَ: هو الفَخَارُ بكَثْرتِه، وإِظهارُ الرَّفَث، وبهِ فُسِّرَ الحَدِيثُ: «نُهِيَ عن السِّبَاعِ» قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: كأَنَّه نُهِيَ عن المُفَاخَرَةِ بالرَّفَث وكَثْرَةِ الجِمَاعِ، والإِعْرَابِ بما يُكْنَى عنه من أَمْرِ النَّسَاءِ.

  وِقِيل: السِّبَاعُ المَنْهَيُّ عنه: التَّشَاتُمُ بأَنْ يَتَسابَّ الرَّجُلَانِ، فَيَرْمِيَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَه بما يَسُوءُهُ من القَذْعِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  السَّبْعُ المَثَانِي: الفَاتِحَةُ؛ لأَنَّهَا سَبْعُ آياتٍ، وقيلَ: السُّوَرُ الطِّوَالُ من البَقَرَةِ إِلى الأَعْرَاف، كما في المُفْرَداتِ، وفي اللِّسَان إِلى التَّوْبَةِ، على أَنْ تُحْسَبَ التَّوْبَةُ والأَنْفَالُ بسُورَةٍ وَاحِدَةٍ، ولهذا لم يُفْصَلْ بينَهُمَا بالبَسْمَلَةِ في المُصْحَف.

  وهذا سِبيعُ هذَا، أَي، سابِعُه.

  وهو سابعُ سَبْعَةٍ، وسَابعُ سِتَّةٍ.

  وِأَسبَعَ الشَّيْءَ: صَيَّرَهُ سَبْعَةً.

  وِسَبَّعَتِ المَرْأَةُ: وَلَدَتْ لِسَبْعَةِ أَشْهُرٍ.

  وِسُبِعَ المَوْلُودُ: حُلِقَ رَأْسُه، وذُبِحَ عنه لسَبْعَةِ أَيّامٍ⁣(⁣٣)، قاله ابنُ دُرَيْدٍ.

  وَسَبَّعَ الله لَكَ: رَزَقَكَ سَبْعَةَ أَوْلَادٍ، وهو عَلَى الدُّعاءِ.

  وثَوْبٌ سُبَاعِيٌّ، إِذا كانَ طُولُه سَبْعَ أَذْرُعٍ، أَو سَبْعَةَ أَشْبَارٍ، لأَنَّ الشِّبْرَ مُذَكَّر، والذِّراعَ مُؤَنَّثَةٌ.

  وبَعِيرٌ مُسَبَّعٌ، كمُعَظَّم، إِذا زادَتْ في مُلَيْحائِه سَبْعُ مَحَالاتِ.

  وِالمُسَبَّعُ من العُرُوضِ: ما بُنِيَ على سَبْعَةِ أَجْزَاءٍ.

  وجمع السَّبْعِ: سُبُوعٌ وسُبُوعَةٌ، كصُقُورٍ، وصُقُورَةٍ.

  وِسُبِعَت الوَحْشِيَّةُ، فهي مَسْبُوعَةٌ: أَكَلَ السَّبُعُ وَلدَهَا.

  وِالسِّبَاعُ، ككِتَابٍ: موضعٌ، أَنْشَدَ الأَخْفَشُ:

  أَطْلَال دَارٍ بالسِّبَاعِ فحَمَّةٍ ... سأَلْتُ فلَمَّا اسْتَعْجَمَت ثمَّ صَمَّتِ

  وِالسُّبَيْعَانِ: جَبَلانِ، قال الرّاعِي:

  كَأَنِّي بصَحَراءِ السُّبَيْعَينِ لَمْ أَكُنْ ... بأَمْثَالِ هِنْدٍ قَبْلَ هِنْدٍ مُفَجَّعَا⁣(⁣٤)

  وِأَسْبَعَت الطَّرِيقُ: كثُرَ فِيها السِّباعُ.

  وِالمُتَسَبَّعُ: مَوْضِعُ السَّبُعِ.


(١) سورة البقرة الآية ٢٦١.

(٢) عن التكملة وبالأصل «نيَّبَت».

(٣) ضبطت العبارة في التكملة بالبناء للمعلوم، والمثبت عن اللسان.

(٤) ديوانه ص ١٧١ وانظر تخريجه فيه.