تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سرقع]:

صفحة 209 - الجزء 11

  ويُرْوَى: «كشُعاعِ البَرْقِ» وقال أَيْضاً يَصِف ثَوْراً:

  كُفَّ خَدّاهُ على دِيبَاجَةٍ ... وِعَلَى المَتْنَيْنِ لَوْنٌ قد سَطَعْ

  وقال أَيْضاً:

  صاحِبُ الْمِيرَةِ لا يَسْأَمُها ... يُوقِدُ النَّارَ إِذَا الشَّرُّ سَطَعْ

  وفي حَدِيثِ ابنِ عبّاسٍ ®: «كُلُوا واشْرَبُوا ما دَامَ الضَّوْءُ ساطِعاً». وقال الشَّمّاخُ يَصف رَفِيقَه:

  أَرِقْت له في القَوْمِ والصُّبْحُ ساطِعٌ ... كما سَطَعَ المِرِّيخُ شَمَّرَهُ الغَالِي⁣(⁣١)

  وِقالَ ابن دُرَيْدٍ⁣(⁣٢): سَطَع بِيَدَيْهِ سَطْعاً، بالفَتْحِ: صَفَّقَ بهِمَا، والاسم: السَّطَع، مُحَرَّكَةً، أَوْ هو أَنْ تَضْرِبَ بيَدِكَ عَلَى يَدِكَ أَو يَدِ آخرَ أَو تَضْرِبَ شَيْئاً برَاحَتِكَ، أَو أَصابِعِكَ.

  وِسَمِعْتُ لوَقْعِه سَطَعاً، أَي تَصْوِيتاً شَدِيداً، مُحَرَّكةً، أَي، صَوْتَ ضَرْبِه أَو رَمْيِه، قالَ اللَّيْث: وإِنّمَا حُرِّكَ لأَنَّه حِكَايَةٌ لا نَعْتٌ ولا مَصْدَرٌ، والحِكَايَاتُ يُخَالَفُ بَيْنَهَا وبَيْنَ النُّعُوتِ أَحْيَاناً.

  وِالسِّطَاعُ، ككِتَابٍ: أَطْوَلُ عُمُدِ الخِبَاءِ. قلتُ: وهو مَأْخُوذٌ من الصُّبْحِ السّاطِعِ، وهو المُسْتَطِيل في السَّمَاءِ، كذَنَبِ السِّرْحَانِ، قال الأَزْهَرِيُّ: فلذلِكَ قِيلَ للعَمُودِ من أَعْمِدَة الخِبَاءِ: سِطاعٌ.

  وِالسِّطَاعُ: الجَمَلُ الطَّوِيلُ الضَّخْمُ، عن ابنِ عَبّادٍ، ونقله الأَزهريّ أَيضاً، وقال: عَلَى التَّشْبِيهِ بِسِطاعِ البَيْتِ، وقال مُلَيْحٌ الهُذَلِيُّ:

  وِحَتَّى دَعَا دَاعِي الفِرَاقَ وأُدْنِيَتْ ... إِلى الحَيِّ نُوقٌ والسِّطاعُ المُحَمْلَجُ

  وِالسِّطَاعُ: خشبَةٌ تُنْصَبُ وسَطَ الخِبَاءِ والرُّوَاقِ.

  وِقيل: هو عَمُودُ البَيْتِ، كما في الصّحاحِ، وأَنْشَدَ القُطَامِيُّ:

  أَلَيْسُوا بالأُلَى قَسَطُوا قَدِيماً ... على النُّعْمَانِ، وابْتَدَرُوا السِّطَاعَا

  وذلِكَ أَنَّهُم دَخَلُوا على النُّعْمَان قُبَّتَه. ثُمَّ قولُه هذا مَعَ قَوْلهِ: «أَطْوَلُ عُمُدِ الخِبَاءِ» وَاحِدٌ، فتأَمَّلْ.

  وِالسِّطَاعُ: جَبَلٌ بعَيْنِه⁣(⁣٣) قال، قال صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيُّ:

  فَذَاك السِّطَاعُ خِلَافَ النِّجا ... ءِ تَحْسَبُه ذا طِلَاءٍ نَتِيفَا⁣(⁣٤)

  خِلافَ النِّجَاءِ، أَي بعدَ السَّحَاب تَحْسِبُه جَمَلاً أَجْرَبَ نُتِفَ وهُنِئَ.

  وِالسِّطَاعُ: سِمَةٌ في عُنُقِ البَعِيرِ، أَو جَنْبِه بالطُّولِ. وقالَ الأَزْهَرِيُّ: هي في لعُنُقِ بالطُّولِ، فإِذا كانَ بالعَرْضِ فهو العِلَاطُ، والَّذِي في الرَّوْضِ: أَنَّ السِطاعَ والرَّقْمَةَ في الأَعْضَاءِ.

  وَسَطَّعَهُ تَسْطِيعاً: وَسَمَه بهِ، فهو مُسَطَّعٌ، وإِبلٌ مُسَطَّعَةٌ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ للَبِيدٍ:

  دَرَى باليَسَارَى جِنَّةً عَبْقَرِيَّةً ... مُسَطَّعَةَ الأَعْنَاقِ بُلْقَ القَوَادِمِ

  وِالأَسْطَعُ: الطَّوِيلُ العُنُقِ، يُقَال: جَمَلٌ أَسْطَعُ، ونَاقَةٌ سَطْعَاءُ، وقد سَطِعَ، كفَرِحَ. وفي صِفَتِه ÷: «في عُنُقِهِ سَطَعٌ» أَي طُولٌ. وظَلِيمٌ أَسْطَعُ: كذلِكَ.

  وِالأَسْطَعُ: فَرَسٌ كان لبَكْرِ بنِ وائِلٍ، وهو أَبو زِيَمَ⁣(⁣٥)، وكانَ يُقال له: ذُو القِلادَةِ.

  وِالمِسْطَعُ، كمِنْبَرٍ: الفَصِيحُ كالمِصْقَعِ، عن اللِّحْيَانِيِّ، يُقَال: خَطِيبٌ مِسْطَعٌ ومِصْقَعٌ، أَي بَلِيغٌ مُتَكَلِّمٌ.

  وِالسَّطِيعُ، كأَمِيرٍ: الطَّوِيلُ.

  وِمن المَجَازِ: سَطَعَتْنِي رَائِحَةُ المِسْكِ، كمَنَع، إِذا طَارَتْ إِلى أَنْفِكَ، وكذا أَعْجَبَني سُطُوعُ رَائِحَتِهِ، وسَطَعَتْ الرّائِحَةُ سُطُوعاً: فَاحَتْ وعَلَتْ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  السَّطِيعُ، كأَمِيرٍ: الصُّبْحُ؛ لإِضاءَتِه وانْتِشَارِه، وذلِك أَوَّل


(١) ويروى: سمّره. ومعناهما أرسله.

(٢) الجمهرة ٣/ ٢٥.

(٣) في معجم البلدان: جبل بينه وبين مكة مرحلة ونصف من جهة اليمن.

(٤) ديوان الهذليين ٢/ ٧٠ وفيه: وذاك.

(٥) عن التكملة، وبالأصل «زنيم» وفي اللسان «زيم» زيم اسم فرس جابر بن حُنين، وإياها عنى الراجز بقوله:

هذا أوان الشدّ فاشتدي زيم