تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سلطع]:

صفحة 217 - الجزء 11

  عليه الّلامُ، للَمْحِ الأَصْلِ.

  ورَابِعاً: فإِنَّ المُصَنِّفَ قد ارْتَكَبَ ذلِكَ في مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ من كِتَابِه هذا، كما نَبَّهْنَا على بعضِه، وأَغْفَلْنَا بعضَه؛ لكَثْرَتِه في كلامِه مِمّا لا يَخْفَى على من مارسَ كَلامَه، وعَرَفَ القَوَاعِدَ، فكيف يُعْتَرَضُ على هذا الفَرْدِ في كلامِ الجَوْهَرِيُّ مع أَنَّهُ له وَجْهٌ في الجُمْلَةِ؟. ثم إِنَّ قوله: «وسَلْع، بالفَتْح» هو المَشْهُورُ عند أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، ومَنْ صَنَّفَ في الأَمَاكِن؛ ونَقَل شَيْخُنَا عن الحافِظِ بنِ حَجَرٍ في الفتح - أَثْنَاءَ الاسْتِسْقَاءِ - أَنَّه يُحَرَّكُ أَيْضاً. قلتُ: وهو غَرِيبٌ.

  وِسَلْعٌ أَيضاً: جَبَلٌ لهُذَيْلٍ، قال البُرَيْقُ بنُ عِياض الهُذَلِيُّ، يَصف مَطَراً:

  يَحُطُّ العُصْمَ من أَكْنَافِ شِعْرٍ ... وِلم يَتْرُكْ بذي سَلْعٍ حِمَارَا

  وَرَوَى أَبو عَمْرٍو: في «أَفنانِ شَقْر» وشَعْرٌ، وشَقْرٌ: جَبلان. هكذا في العُبَاب، والصَّوَابُ أَنّ الجَبَل هذا يُعْرَفُ بذي سَلَع مُحَرَّكَةً، كما ضَبَطَه أَبُو عُبَيْدٍ البَكْرِيُّ وغيرُهُ، وهكَذَا أَنْشَدُوا قَوْلَ البُرَيْقِ، وهو بينَ نَجْدٍ والحجَازِ⁣(⁣١)، فتأَمَّلْ.

  وِسَلْعٌ أَيضاً: حِصْنٌ بوَادي مُوسَى # من عَمَلِ الشَّوْبَكِ بقُرْبِ بَيْت المَقْدِسِ.

  وِسُلَيْع⁣(⁣٢) كزُبَيْرٍ: ماءٌ بقَطَنٍ بنَجْدٍ، لبَنِي أَسَد.

  وِسُلَيْعٌ أَيضاً: جُبَيْل⁣(⁣٣) بالمَدِينَة، على ساكِنَهَا أَفْضَلُ الصّلاة والسّلام يُقَالُ له: غَبْغَبٌ، هكذا بغَيْنَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ ومُوَحَّدَتَيْن في سائرِ النُّسَخِ، وهو غَلَطٌ، [والصّوابُ: يُقال له]⁣(⁣٤): عَثْعَثٌ بعَيْنَيْن، مُهْمَلَتَيْنِ ومُثَلَّثَتَيْنِ - وهو غَيْر سُلَيْعٍ⁣(⁣٥) - عليه بُيُوتُ أَسْلَمَ بن أَفْصَى⁣(⁣٦)، وإِليه تُضَاف ثَنِيَّةُ عَثْعَثٍ.

  وِالسُّلَيْع: وَادٍ باليَمَامَة، به قُرًى.

  وِسُلَيْعٌ: ة، بنَوَاحِي زَبِيدَ، من أَعْمَالِ الكَدْراءِ.

  وِسَلَعَانُ، مُحَرَّكَةً: حِصْنٌ باليَمَنِ من أَعْمَالِ صَنْعَاءَ.

  وِالسَّلَعُ، مُحَرَّكَةً: شَجَرٌ مُرٌّ، قال أُمَيَّةُ بنُ أَبِي الصَّلْتِ:

  سَلَعٌ ما، ومِثْلُه عُشَرٌ ما، ... عائلٌ ما، وعَالَت البَيْقُورَا

  وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ هذا البَيْتَ شاهِداً على ما يَفْعَلُه العَرَبُ في الجَاهِلِيَّةِ من اسْتِمْطارِهِم بإِضْرامِ النّارِ في أَذْنَابِ البَقَرِ.

  قال أَبو حَنِيفَةَ: أَخْبَرَنِي أَعْرَابِيٌّ من أَهْل السَّرَاةِ⁣(⁣٧) أَنَّ السَّلَعَ يَنْبُتُ⁣(⁣٨) بقُرْبِ الشَّجَرَةِ، ثمَ يَتَعلَّقُ بها، فَيَرْتَقِي فِيها حِبَالاً خُصْراً لا وَرَقَ لها، ولكن [لها]، ولكن [لها]⁣(⁣٩) قُضْبَانٌ تَلْتَفُّ عَلى الغُصُونِ وتَتَشَبَّكُ، وله ثَمَرٌ مثلُ عَنَاقِيدِ العِنَبِ صِغَارٌ، فإِذا أَيْنَع اسْوَدَّ، فتَأْكُلُه القُرُودُ فَقَط، ولا يَأْكُلُه النّاسُ ولا السّائِمَةُ. قال: ولم أَذُقْه، وأَحْسَبَهُ مُرًّا. قال: وإِذا قُصِفَ سَالَ منه ماءٌ لَزِجٌ صَافٍ، له سَعَابِيبُ. ولِمَرَارَةِ السَّلَعِ قَال بِشْرُ بنُ أَبِي خازِمٍ:

  يَرُومُون الصَّلَاحَ⁣(⁣١٠) بذَاتِ كَهْفٍ ... وِما فِيها لَهُمْ سَلَعٌ وقَارُ

  هذَا قولُ السَّرَوِيِّ، وقد قالَ أَبُو النَّجْمِ في وَصْفِ الظَّلِيمِ:

  ثُمَّ غَدَا يَجْمَعُ مِنْ غِذَائِه ... مِنْ سَلَعِ الغَيْثِ ومِنْ خُوّائِه⁣(⁣١١)

  وهذا بعَيْنِه من وَصْف السَّرَوِيِّ.

  أَو السَّلَع: نَبْتٌ يَخْرُجُ في أَوَّلِ البَقْلِ لا يُذَاقُ، إِنَّمَا هو


(١) في معجم البلدان ورد في ترجمتين مستقلتين «سَلْع» جبل في ديار هذيل وذكر بيت البريق، وفي «سلع» بالتحريك ورد: ذو سَلَع موضع بين نجد والحجاز وذكر بيت أبي داود الإيادي.

فحلّ بذي سلع بركه ... تخال البوارق فيه الذبالا

(٢) قيدها ياقوت السليع تصغير سلع، وبألف ولام.

(٣) معجم البلدان: جبل.

(٤) ما بين معقوفتين زيادة عن المطبوعة الكويتية.

(٥) كذا بالأصل، وفي معجم البلدان «السليع»: وسُليع جبل بالمدينة يقال له: عثعث عليه بيوت أسلم بن أفضى.

(٦) عن معجم البلدان «السليع، وعثعث» وبالأصل «أقصى».

(٧) في اللسان: الشراة.

(٨) عبارة اللسان: السلع شجر مثل السَّنعبق إلا أنه يرتقي حبالا.

(٩) زيادة عن اللسان.

(١٠) في اللسان: يسومون العلاج.

(١١) النبات لأبي حنيفة برقم ٢٠٤ وفيه: «في غدائه» «ومن حوائه».